البابا فرنسيس: المسيح هو الراعي الحقيقيّ الذي يحقق المثال الأسمى في محبة القطيع
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر هذا الأحد صلاة “افرحي يا ملكة السماء” مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: في كل سنة يدعونا الأحد الرابع من زمن الفصح والذي يُعرف بـ “أحد الراعي الصالح” لنكتشف مجددًا وبدهشة هذا التعريف الذي يعطيه يسوع عن نفسه إذ نقرؤه في ضوء آلامه وموته وقيامته. “الراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل الخراف” (يوحنا 10، 11): هذه الكلمات قد تحققت بملئها عندما أطاع المسيح بملء حريّته مشيئة الآب وبذل نفسه على الصليب. فظهر بوضوح كامل معنى كلمة أنه “الراعي الصالح” الذي قدّم حياته تضحية من أجلنا جميعًا! إنه الراعي الصالح!
تابع البابا فرنسيس يقول: المسيح هو الراعي الحقيقيّ الذي يحقق المثال الأسمى في محبة القطيع: هو يبذل حياته برضاه وما من أحد ينتزعها منه، بل يبذلها في سبيل الخراف. بتناقض واضح مع الرعاة المزيّفين يقدّم يسوع نفسه كراعي الشعب الحقيقي والوحيد: فالراعي السيئ يفكر بنفسه ويستغلّ الخراف؛ أما الراعي الصالح فيفكّر بالخراف ويبذل نفسه. وبعكس الأجير، المسيح الراعي هو المرشد المُحب الذي يشارك في حياة قطيعه ولا يبحث عن أي مصلحة أخرى ولا يملك طموحًا آخر سوى قيادة خرافه تغذيتهم وحمايتهم. وهذا بكله بأغلى ثمن: بذل الحياة.
في صورة يسوع الراعي الصالح، تابع الأب الأقدس يقول، نتأمل عناية الله ومحبته الأبوية لكل فرد منا. فهو لا يتركنا أبدًا وحدنا! ونتيجة لهذا التأمل بيسوع الراعي الحقيقي والصالح تأتي صيحة الدهشة التي نجدها في القراءة الثانية التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم: “أنظروا أي محبة خصنا بها الآب…”؛ إنها حقًا محبة مدهشة وسريّة، لأن الآب، ومن خلال إعطائه لنا يسوع راع يبذل حياته من أجلنا، قد أعطانا أعظم وأثمن ما بإمكانه أن يعطيه لنا! إنها المحبة الأسمى والأطهر لأنها لا تُحركها أية حاجة، ولا تتأثر بأي حساب، ولا تجذبها أية مصلحة أو رغبة مبادلة. أمام محبة الله هذه نحن نختبر فرحًا عظيمًا وننفتح على الامتنان لما نلناه مجانًا.
أضاف الحبر الأعظم يقول لكن التأمل والشكر فقط غير كافيان، بل ينبغي علينا أيضًا أن نتبع الراعي الصالح؛ وبشكل خاص أولئك الذين نالوا مهمة القيادة في الكنيسة – الكهنة والأساقفة والباباوات – فهم مدعوون للتحلّي لا بذهنيّة المدبرين والمدراء وإنما بذهنيّة الخادم والعبد تشبُّهًا بيسوع الذي أخلى ذاته وخلّصنا برحمته. هذا هو أسلوب الحياة الراعوية، أسلوب الراعي الصالح، الذي دُعي لعيشه أيضًا الكهنة الجدد في أبرشيّة روما الذين قد فرحت صباح اليوم بمنحهم السيامة الكهنوتية في بازيليك القديس بطرس. وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة “افرحي يا ملكة السماء” بالقول: لِتَنل العذراء الكلية القداسة لي وللأساقفة والكهنة في العالم كله نعمة خدمة شعب الله المقدس من خلال البشارة الفرحة بالإنجيل والاحتفال بالأسرار والقيادة الراعوية الصبورة والمتواضعة.
وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين وقال أرغب بالتعبير عن قربي من السكان الذين ضربهم زلزال قوي في نيبال وفي البلدان المجاورة. أُصلّي من أجل الضحايا والجرحى وجميع الذين يتألمون بسبب هذه الكارثة الطبيعية، ليجدوا عضد التضامن الأخوي؛ ونصلّي أيضًا لكي تكون العذراء بالقرب منهم.
تابع الأب الأقدس يقول اليوم في كندا سيتم إعلان تطويب الأم ماريا إليزا تورجون مؤسسة جمعية راهبات سيّدة الورديّة: راهبة مثاليّة، كرّست نفسها للصلاة والتعليم في المراكز الصغيرة في أبرشيتها ولأعمال المحبة. لنرفع الشكر إلى الرب من أجل هذه المرأة مثال الحياة المكرّسة لله والالتزام السخي في خدمة القريب. وأضاف البابا يقول: أحيي بمودة جميع الحجاج القادمين من روما وإيطاليا وبلدان مختلفة لاسيما العديد القادمين من بولندا بمناسبة الذكرى الأولى لإعلان قداسة يوحنا بولس الثاني. أيها الأعزاء ليتردد على الدوام في قلوبكم صدى دعوته: “افتحوا الأبواب للمسيح!” التي كان يوجّهها بصوته القوي والقديس. ليبارككم الرب مع عائلاتكم ولتحفظكم العذراء.