ما هو غفران أسيزي؟ تاريخه، وشروطه

8٬607

غفران أسيزي في 1 و 2 آب

في أواخر تمّوز سنة 1216، بينما كان فرنسيس يصلّي في كنيسة الملائكة في البروسيونكولا، ظهر له الشيطان بهيئة ملاك، وراح يثنيه عن الصوم الطويل والتقشف المتواصل وإحياء الليالي في الصلاة، مظهراً له ضرراً جسيماً يلحق بصحته الضعيفة. وراح يلاحقه بتجارب متتالية ضد الطهارة.

فخرج فرنسيس حالاً من الكنيسة إلى الغابة القريبة وألقى بنفسه في عُلّيقَةِ ورد كثيرة الأشواك، يتقلّب عليها حتّى تمزّق جسده النحيل. وإذا بنورٍ سماويّ قد أنارَ المكان وامتلأت العُلّيقة ورداً أبيض وأحمر رمزاً لطهارته ومحبّته الفائقة لله، وكان زمن الورد قد ولّى.

وفيما هو على تلك الحال، ظهرت له الملائكة وغطّتهُ بثوبٍ أبيض، وطلبَت منهُ العودة إلى الكنيسة حيث يسوع وأمّه مريم بانتظاره. ودخل الكنيسة فوجدها متلألئة بِنورٍ ساطع، ورأى يسوع المسيح جالساً فوقَ المذبح كأنّهُ على عرشِ رحمَتِه، وعن يمينِه مريم البتول الطاهرة، يحيط بهما عددٌ من الملائكة.

في هذه الأثناء أخذ فرنسيس يُفكِّر بجميع الناس الذينَ يَهلكون لأنَّهُم لا يحبّون الله ويُسيئونَ إليه بخطاياهم بشكلٍ خطير. عندئذٍ حثَّهُ يسوع على طلب النعمة التي يرى أنَّها الأنفع لِخلاصِ النفوس.

فأجابَ فرنسيس: «ربّي وكلّي، أنا الخاطئ الحقير، أطلُبُ أن تَمنحَ صفحَكَ الكريمِ عن الخطايا كُلِّها، وغفرانَكَ الكامِل لِكُلِّ عذابٍ مؤقّت إلى الذينَ يأتون لزيارةِ هذه الكنيسة، تائِبينَ، مُعتَرِفينَ بِخَطاياهُم».

فأجابَه يسوع مُؤكِّداً: «ما تطلبهُ منّي هو نِعمَةٌ عَظيمَةٌ، ولكنّك جديرٌ بأعظَمِ منها ولسوف تحصل عليها. إنَّ صلاتَكَ قد قُبِلَت. إذهَب إلى نائبي على الأرض، واطلُب مِنهُ هذا الغفران باسمي».

فقالَ فرنسيس: «ربّي، سأعمَلُ بِما أمرت، ولكن هل يُصدّقني قداسَة البابا؟»

فأجابَهُ يسوع: «خُذ باقةً مِنَ الورد الذي تفتّح في العُليقة وقَدِّمها لِنَائِبي، شهادَةً لِصدقِ كلامِكَ».

في صباح اليومِ التالي، توجّهَ الأخ فرنسيس مع الأخ ماسي إلى بيروجيا حيثُ يُقيم قداسَةُ البابا صيفياً. ومَثَلَ فرنسيس أمامَ البابا أونوريوس الثالث، الحَبرِ الأعظَم، وقَصَّ عليهِ كُلَّ ما رأى وَسَمِعَ مِن فَمِ المَسيح، وقدَّمَ لَهُ الورد الفوّاحة العَطِرَة.

فما كانَ مِنَ الحَبر الأعظَم إلّا أن أقَرَّ الغفران، وأضاف:

+ «وعلى مدى كم سنة تُريدُ هذا الغفران؟».

– «يا صاحب القداسة، لا أُريدُ سنوات، بل نفوساً».

+ «ما تَطلُبهُ هو إنعامٌ كبيرٌ لم يُسبَق أن مُنِحَ حتّى الآن».

– «يا صاحب القداسة، لستُ أنا مَن يطلُب هذه النِعمَة بل يسوع المسيح هو الذي أرسَلني إليكَ».

فتأثَر البابا أونوريوس الثالث بِكلام الأخ فرنسيس، ومنحَ موافقَتهُ قائِلاً ثلاث مرّات:

«باسم الله امنحك هذا الغفران للأبد، فيمكن اكتسابه مرة في السنة، من عصر اليوم الأول من شهر آب إلى غروب اليوم الثاني».

وقد مدّ الأحبار الأعظمون هذا الإنعام إلى جميع أيام السنة للذين يزورون كنيسة سيدة الملائكة بأسيزي.


يأتي العيد كتعبير وكتذكار عن عظمة رحمة الله وعن توق فقير أسيزي إلى نشر إنجيل الرحمة.

شروط الحصول على غفران أسيزي

* الاعتراف
* الاشتراك بالقداس الإلهي وتناول القربان الأقدس
* زيارة كنيسة سيدة الملائكة أو اي كنيسة فرنسيسكانية أو كنيسة رعائية بنيّة تكريم سيّدة الملائكة من أجل تجديد حياة الإيمان من خلال قانون الإيمان
* تلاوة قانون الإيمان وصلاة الأبانا
* صلاة على نية قداسة البابا – أبانا سلام مجد

غفران أسيزي هو غفران كامل، فالشخص الذي يعترف ويقوم بالشروط المطلوبة يحصل على غفران كامل على جميع خطاياه. فما الفرق هنا عن الإعتراف الاعتيادي؟ في الإعتراف الاعتيادي يحصل الشخص أيضاً على غفران جميع الخطايا، لكن في الغفران الكامل – غفران أسيزي يحصل الشخص على مغفرة كل الخطايا ويُرفع عنه القصاص والتكفير الذي كان عليه دفعه.

يمكن نيل غفران أسّيزي يومي 1 و 2 آب على نيّة الشخص نفسه أو بالإمكان تقديمه من أجل إحدى الأنفس المطهريّة.

‎سرّ التوبة أو المصالحة، هو عطية مجانية من الله ونعمة منه تعالى، تفعل في قلوبنا إن قبلناها و هيأنا أنفسنا لاستقبال كلمة الله.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.