البابا يترأس قداسا احتفالياً في بازيليك القديس بطرس يمنح خلاله السيامة الكهنوتية تسعة كهنة جدد
ترأس البابا فرنسيس عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد قداسا احتفاليا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان منح خلاله السيامة الكهنوتية تسعة كهنة جدد. وعاون الحبر الأعظم في الذبيحة الإلهية نائبه العام على أبرشية روما الكاردينال أغوستينو فاليني، ونائب هذا الأخير رئيس الأساقفة فيليبو يانّونيه والأساقفة المعاونون، وخدام الرعايا التي ينتمي إليها الكهنة الجدد. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للحبر الأعظم قال فيها: أيها الأخوة الأعزاء، أبناؤنا وأخوتنا دُعوا للخدمة الكهنوتية. وسيفيدنا أن نتأمل قليلاً بالخدمة التي رُفعوا إليها. كما تعلمون جيدا الرب يسوع هو وحده الكاهن الأعظم في العهد الجديد ومعه شعب الله كله أصبح شعبا كهنوتيا. في الواقع إن الرب يختار البعض بشكل خاص من بين جميع تلاميذه ليقوموا بالخدمة الكهنوتيّة في الكنيسة باسمه، وكما أرسله الآب هكذا أرسل هو بدوره في العالم الرسل أولاً ومن ثم الأساقفة وخلفائهم ومعاونيهم الكهنة الذين يتحدون معهم في الخدمة الكهنوتيّة وهم مدعوون لخدمة شعب الله. وسيكونون ممثلين للمسيح، الكاهن الأعظم، كما حصل في العهد الجديد وهكذا يكونون واعظين للإنجيل ورعاة لشعب الله ويرأسون احتفالات العبادة، لاسيما احتفال الافخارستيا.
أيها الأخوة والأبناء الأعزاء، تابع البابا يقول، يا من ستناولون سر الكهنوت، فكروا أنكم ستقومون بهذه الخدمة وستشاركون في رسالة المسيح، المعلم الأوحد، قدموا للجميع هذه الكلمة التي نلتموها بفرح. اقرؤوا كلمة الرب وتأملوا بها كي تُعلّموا ما اختبرتموه في الإيمان وتعيشوا ما تُعلِّمونه وليكن هذا كلّه الغذاء لشعب الله. لا يجب أن تكون عظاتكم مملّة وإنما ينبغي أن تصل إلى قلب الناس لأنها تخرج من قلوبكم، لأن ما تقولونه لهم هو ما تحملونه في قلوبكم؛ هكذا فقط تُعطى كلمة الله وهكذا يصبح تعليمكم فرحًا وعضدًا لمؤمني المسيح وتصبح حياتكم شهادة تبني. لأنكم من خلال خدمتكم تتابعون عمل المسيح المُقدِّس! جسّدوا ما تقومون به لأنكم تشاركون هكذا بموت الرب وقيامته وتحملون موت المسيح في أعضائكم وتسيرون معه في حياة جديدة.
من خلال سر العماد – مضى الحبر الأعظم إلى القول – تُضيفون مؤمنين جددًا إلى شعب الله وبواسطة سر الاعتراف تغفرون الخطايا باسم المسيح والكنيسة. وأود أن أطلب منكم باسم يسوع المسيح الرب وباسم عروسته الكنيسة، ألا تكلوا أبدا من أن تكونوا رحماء. وعندما تكونون في كرسي الاعتراف أنتم هناك لتغفروا ولا لتدينوا، تشبّهوا بالآب الذي لا يكل أبدًا من منح المغفرة. ومن خلال مسحة المرضى ستقدّمون العزاء للمرضى، ومن خلال الاحتفال بالأسرار والصلوات ستكونون صوت الله والبشرية كلها. ومع اليقين أنه تم اختياركم للاعتناء بالأمور المتعلقة بالله، عيشوا خدمتكم الكهنوتية في المسيح بفرح ومحبّة صادقة.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول وإذ تشاركون في رسالة المسيح الرأس والراعي التزموا في شركة بنوية مع أساقفتكم في توحيد المؤمنين ليصيروا عائلة واحدة فتقودوهم إلى الله من خلال المسيح والروح القدس. وضعوا نصب أعينكم على الدوام مثال الراعي الصالح، الذي لم يأت ليُخدم بل ليخدم، لا ليبحث عن رفاهيّته وإنما ليخرج ويبحث عن الضائع ويخلّصه.