الذخائر المقدسة
الذخائر المقدسة
هي االاثار التي بقيت للسيد المسيح مثل لباسه الذي اقترع الجند عليه ومنديل القديسة فيرونيكا والصليب المقدس وأدوات التعذيب والصلب والكفن المبارك. وقد تنقلت ذخائر السيد المسيح بين كثير من البلدان حتى استراحت كل ذخيرة في مكان. في الكنائس والكتادرائيات. وهي اليوم محفوظة ومحروسة بعناية فائقة بما لها من قيمة غير مستوعبة. فالمجد ليسوع المسيح الذي ترك لنا هذا العزاء العظيم.
عود الصليب
بعد صلب المسيح وقيامته قام البعض من اليهود المتعصبين بردم قبر المخلص ودفن الصليب المقدس وصليبا اللصين الاخرين اللذين كانا معه، لإخفاء معالم صليب ربنا يسوع، نظراًَ للمعجزات التي كانت تحدث هناك وبجوار القبر المقدس. فاختفى اثر الصليب مذ ذاك ولمدة تناهز ثلاثة قرون من الزمان. وفي مطلع القرن الرابع الميلادي اراد قسطنطين الكبير ان يأخذ روما ويصبح امبراطور الغرب. شن سنة 312 معركة ضد عدوه ماكسينـتيوس Maxentius على مشارف المدينة بالقرب من نهر التايبر، وفي الليلة التي سبقت المعركة ظهر الصليب في السماء محاطاً بهذه الكلمات باحرف بارزة من نور: “بهذه العلامة تغلب”. كانت ام قسطنطين الملكة هيلانة مسيحية، لذا كان لدى قسطنطين معرفة مسبقة ومودة تجاه المسيحية، لكنه نفسه لم يكن مسيحيا انذاك. فجعل راية الصليب تخفق على كل راية وعَلَم، وخاض المعركة وانتصر على عدوه. ولما اصبح قسطنطين امبراطوراً على اوروبا باكملها، شرقا وغربا في 315-324 بعث الكنيسة من ظلمة الدياميس، وامر بهدم معابد الاصنام وشيد مكانها الكنائس.
بعدها نذرت امه القديسة هيلانة ان تذهب الى اورشليم لنوال بركة الاراضي المقدسة، بالقرب من جبل الجلجلة. فامرت بتنقيب المكان، وتم العثور على 3 صلبان خشبية، ولما لم يستطيعوا تمييز صليب الرب، اقترح القديس كيرلس بطريرك اورشليم بان يختبروا فاعلية الصليب، ولأجل ذلك احضروا ميتاً ووضعوا عليه احد الصلبان فلم يحدث شيء، وضعوا الثاني ولم يحدث شيء ايضا، وعندما وضعوا الصليب الاخير قام الميت ومجّد الله، وبذلك توصلوا الى معرفة الصليب الحقيقي للسيد المسيح.
اما قصة شعلة النار التي نوقدها في عيد الصليب فاصلها ان كانت فِرقَ الجنود المكلفة بالبحث عن الصليب قد اتفقت على اشارة اضرام النار في حال وجَدَت إحداها عود الصليب. وهكذا اضاءت المدينة كلها بوميض الشعلات ساعة ايجادها لعود الصليب، وكان ذلك اليوم هو الرابع عشر من ايلول، ولهذا السبب فإننا نحتفل بعيد الصليب بنفس هذا اليوم. كما وامر الملك قسطنطين ببناء كنيسة في نفس موضع الصليب على جبل الجلجلة، وسميت بكنيسة القيامة، (وتسمى باللغات الغربية بأسم كنيسة القبر ايضاً) وهي لا تزال موجودة الى يومنا هذا. (وقد عمل احتفال التدشين لمدة يومين متتاليين في 13 و 14 ايلول سنة 335 في نفس ايام اكتشاف الصليب). ويذكر ان جمعاً غفيراً من الرهبان قد حضر حفل التدشين هذا، قادمين من بين بلاد ما بين النهرين وسوريا ومصر واقاليم اخرى، وما بين 40 الى 50 اسقفاً. لا بل ان هناك من ذهب الى القول بان حضور الاحتفال كان إلزامياً والتخلف عنه كان بمثابة خطيئة جسيمة…).
اما في القرن السابع فقد حدث وان دخلت جيوش كسرى ملك الفرس الى اورشليم ظافراً، وتم أسر الالوف من المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، واضرمت النار في كنيسة القيامة والكنائس الاخرى بتحريض من اليهود القاطنين في اورشليم، ونجا الصليب المكرم من النار بهمّة المؤمن يزدين الكلداني، لكنهم اخذوه غنيمة مع جملة ما اخذوا من اموال وذهب ونفائس الى الخزانة الملكية. وبقي الصليب في بلاد فارس حوالي 14 سنة. ولما انتصر هرقل الملك اليوناني على الفرس، تمكن من استرداد ذخيرة عود الصليب ايضا وكان ذلك سنة 628. فاتى الى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والابتهاج ثم اعيد الصليب الى اورشليم من جديد. ومنذ ذلك الحين بقي الصليب في اورشليم. فيما تبقى من زمن، فان الملوك والامراء والمؤمنين المسيحيين بعد ذلك بداوا يطلبون قطعاً من الصليب للاحتفاظ بها كبركة لهم و لبيوتهم وممالكهم. وهكذا لم يتبقَ في يومنا هذا من خشبة عود الصليب الاصلية الا قطعتان، الاولى لا تزال في اورشليم، والثانية في كنيسة الصليب المقدس في روما.
عنوان الصليب المقدس
(الخشبة التي كتب علبها يسوع الناصري ملك اليهود)
يعتبر العنوان الذي وضع على الصليب من الأثار المتبقيه الأكيدة، وإن لم يكتشف كاملا إلا أن جزء كبير منه موجودا الآن، ويستطيع المسيحيين قراءه عنوان التهمة التي وجهت إليه. ويجمع المؤرخين أن الملكة هيلانة قد أرسلت هذا العنوان مع الآثار الأخرى الى روما . ومما هو جدير بالذكر أنها أرسلت أيضا كمية كبيرة من التراب المأخوذ من الجلجثة ليغطوا به المكان الذي بنيت عليه مدينة روما وبعد حوالي قرن من الزمان قام الإمبراطور فالنتينيوس الثالث إبن كونسطنس قيصر بتزيين المكان الذي وضعت فيه الملكة هيلانة العنوان المقدس بالموزايكو ووضع العنوان في قمه الكنيسة.
المسامير المقدسة
لا يوجد أدنى شك في أن المسامير كانت كبيرة جدا بحيث أنها تركت فراغا ملحوظا في جسد المسيح له المجد، والدليل على ذلك أن مخلصنا الصالح يسوع المسيح دعا توما الرسول الشكاك، لأن يضع إصبعه في المكان الذي أحدثته المسامير في يديه وجنبه. وحينما أرادوا إنزال جسده من على الصليب إضطروا لنزع المسامير أولا من خشبه الصليب، لأن المسامير كانت رؤوسها كبيره جدا ولا يمكن ان تعبر من خلال جسده. واليوم ما زال أحد المسامير الحقيقيه التي إستعملها الرومان في الصلب محفوظ في كنيسه الصليب في روما، وهو ليس مدببا وحادا لأنه قد برد ووضعت هذه البراده في سبيكه من المسامير الأخرى تم صنعها بنفس الطريقه التي صنعت بها مسامير الصلب الأصلية، وبهذه الطريقة تم إكثار عدد هذه المسامير، ويحتفظ شارل بوريه الكاهن بعدد من المسامير المصنوعه من المسمار المحفوظ في ميلانو.
والثلاث المسامير متوزعين في:
– مسمار في كنيسة الصليب بروما.
– ومسمار في دير سان دنيس.
– المسمار الثالث في دير سان جيرمان بفرنسا.
إكليل الشوك
ظل هذا الأثر مختفيا خلال القرون الأولى، أو ان المسيحين أخفوه خلال عصور الإضطهاد حتى لا يقع في أيدى الأباطره أو الحكام نظرا لقداسته الكبيره لديهم. ويعتقد أيضا أن المؤرخين في القرون الأولى والقديسين لم يسجلوا أي شيء عنه حتى لا تقع كتاباتهم في أيدى الوثنيين فيفقدوا هذا الأثر الثمين. وفي حوالى سنه 800 م أرسل بطريرك أورشليم إلى الإمبراطور شارلمان محرر أسبانيا من العرب مسمارا وأشواكا وجزء كبير من الصليب المقدس، وأرسلت هذه المقدسات إلى دير “سان دنيس” وقد وجد هناك كتابة عنها على أحد القبور يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر دليل على صدق هذه الرواية. وفي سنه 1100م ورد كتاب إلى الكونت “روبير” حاكم إقليم “فلاندر” بفرنسا، بأنه توجد آثار عظيمة كثيره محفوظة في القسطنطينية.
رداء المسيح
تم العثور عليه مع درجات سلم قصر بيلاطس الذي صعد عليه المسيح. والقصبة التي أعطيت للمسيح كصولجان والأسفنجة المقدسة والحربة والعامود الذي ربط عليه وتم جلده وعصابة الرأس (التي للعين في بيت قيافا) وحجر التحنيط الذى إستخدمه يوسف الرامي في تحنيط جسد الرب يسوع المسيح بقيت كل هذه الآثار والذخائر في كنيسة القيامة. اما الرداء فهو موجود في كاتدرائية “ترير”. تقومكاتدرائية مدينة ترير الألمانية كل 25 سنة بإظهار رداء السيد الــــمسيح للتبـــارك، وحدّدت سنة 2012 في يوم السبت 21 أبريل بداية لعرض الـرداء لزوار الكاتدرائية، هذا الرداء الذي اقترع عليه الجنود الرومان أثناء صلب السيد المسيح.
ورداء السيد المسيح هو الذي أخذه الجنود الرومان عقب الصلب مباشرة حسب ما ذكره الكتاب المقدس: “والجند لما صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوه أربعة أقسام، لكل جندي قسم..” (إنجيل يوحنا الإصحاح 19 آية 12:27). وبعد الاقتراع كان من نصيب أحدهم. وبعدما مر برحلة طويلة خلال أجيال متتالية من أسرة إلى أسرة ومن مكان إلى مكان استقر أخيرًا ومنذ زمن طويل في كاتدرائية “ترير”.
كفن المسيح
الكفن المقدس أو كفن تورينو هو قطعة من الكتان القديم مستطيلة الشكل (4.36 × 1.10 م) مصفرة اللون تظهر على أحد وجهيها صورة باهتة غير محددة المعالم. هو الكفن الذي اشتراه يوسف الرامي، فلَفّ به جسد المسيح المائت، بعد إنزاله عن الصليب.
تظهر تغييراتٍ في لون خيوط النسيج من الدم الذي نزفه الجسم، وتظهر بوضوح في الأماكن التي تعرّضت للتعذيب، كاليدين والقدمين (المسامير) والظَهر (الجَلد) والرأس (إكليل الشوك) والجنب (الحربة). وقد تمكَّن العلماء، بعد إجراء الأبحاث اللازمة، من التأكيد أنّ البقع الحمراء الظاهرة على الكفن هي دمٌ بشريّ من فئة AB. لقد تكونت صورة الكفن عن طريق اللفح الحراري وهو ناتج من ضوء القيامة الرهيب فهي صورة غير مرسومة ولا مطبوعة وتحتوى أثار دماء نتيجة للعذابات التي لاقاها رب المجد . ويعتبر الكفن من احد أقوى الأدلة على قيامة رب المجد من بين الأموات الكفن موجود اليوم في كاتدرائية يوحنا المعمدان في تورينو ايطاليا وهو موضوع في صندوق من ذهب على مذبح صمم خصيصا للكفن.
الكفن المقدس – وهو كفن الرب يسوع – إشتراه يوسف الرامي وكفن به السيد المسيح، وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فإحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن إلى أبيجار الخامس حاكم أودسا. وإنتقل الكفن عبر القرون من أودسا إلى القسطنطينية إلى فرنسا، وأخيرا إستقر بتورينو فى إيطاليا. والكفن مصنوع من قطعة واحدة ما عدا شريحة واحدة عرضها 9 سم بطول الجانب الأيسر للقماش ومحيطة به خياطة يدوية بسيطة.
المظهر العام للكفن :
بدأت الأبحاث فى الكفن فى يوم 22/11/1973 وإتضح أن قماش الكفن طوله 4.35 متر وعرضه 1.09 متر، وهى صورة مزدوجة (على هيئة ظلال ساقطة على القماش تشبه طبع باهت) للظهر والوجه لشكل رجل من الأمام والخلف له بنية قوية والشعر مسترسل واللحية طويلة والكفن يلف من تحت الجسم إلى فوقه ولونه عاجى لمرور الزمن وهذه كانت طريقة التكفين.
وإذا تأملنا الصورة الموجودة بالكفن وجدنا أن الوجه يشبه قناع بعينين واسعتين، ويبدو الوجه مفصولاً عن باقي الجسد لعدم وضوح الكتفين، بينما تجد تقاطع اليدين فوق الحقوين واضحاً جداً. ووجد على الكفن دماء فى الجبهة نتجت عن إصابة الجمجمة فى مواضع مختلفة وكذلك توجد هذه الدماء أيضاً فى الصورة الخلفية (الكفن عند الجسم من الخلف) تتدفق من الجزء الخلفي للرأس وهناك دماء تنزف من القدمين والرسغين، وجرح الحربة بالجانب الأيمن مثقوباً وهناك كمية غزيرة من الدماء سالت من الجرح وكمية أخرى تسيل من الجانب الأيمن فى الصورة الظهرية الخلفية ناتج عن نفس الجرح.
إحتراق الكفن :
الكفن تعرض لحريق عام 1516م وملابساته غير معروفة، ولحريق آخر عام 1532م فى كنيسة تشامبري وإمتدت ألسنة اللهب إلى الكفن ولكن أمكن إنقاذه فى آخر لحظة عن طريق حمل الصندوق المحتوي على الكفن وهو مشتعل إلى خارج الكنيسة التى أتت عليها النيران بالكامل ولكن نقطة من الفضة المنصهرة سقطت على الكفن وأدى ذلك إلى حرق جزء من أطراف القماش.
أبحاث الكفن :
– تمت فى عام 1898م حيث جاء المصور ”بيا“ بكاميرات بدائية وصور الكفن والمثير للدهشة أن النيجاتيف أكثر وضوحاً، وبقع الدم ظهرت بيضاء وكان الكفن مغطى بالزجاج وبالتالي تكون بذلك صورة فوتوغرافية حقيقية واضحة لشكل إنسان.
– أما المصور “أندي” فقد صور الكفن بكاميرات أحدث عام 1931م، وجاءت الصور الإثنى عشر أكثر دقة ووضوحاً وكان الكفن غير مغطى بالزجاج.
– أما المحاولة الثالثة فكانت عام 1969 قام بها د. جوديكا – كوديجيليا فى حضور مجموعة من العلماء إشتركوا فى عمل الأبحاث الخاصة بالكفن.
وأبحاث الكفن تدل على :
1) طول المسيح 181 سم وهو طول فارع والأطراف جميلة وله بنية متناسقة والكتف الأيمن يظهر منخفض عن الأيسر نظراً لعمل النجارة ولحمل الصليب، وسن صاحب الكفن لا يقل عن 30 سنة ولا يزيد عن 45 سنة. وتدفق الدماء نتيجة لقوة الجاذبية الأرضية مثلما قال العالم يفير ديلاج.
2) وجود إنتفاخات فى حاجبي العين وتمزق جفن العين اليمنى، وإنتفاخ كبير تحت العين اليمنى وإنتفاخ فى الأنف، وجرح على شكل مثلث على الخد الأيمن وقمته جهة الأنف. وإنتفاخ فى الخد الأيسر وفى الجانب الأيسر للذقن. وهذا ما توضحه البشائر من لطم وضرب كثير على الوجه من خدم رئيس الكهنة وجنود بيلاطس البنطي وهذا ما يقوله البشير متى: ”حينئذ بصقوا على وجهه ولكموه وآخرون لطموه“(مت 26 : 67) كما يتضح من الكفن نتف شعر اللحية فى الجزء الأيمن لأنه أقل من الأيسر.
وبهذا تحققت النبوات :
3) كما يوجد خلف الرأس علامات داكنة وإنسكاب الدماء من 8 قنوات ناجمة عن جروح ثقبية منفصلة فى الجمجمة بسبب طاقية الشوك لحد الرقبة مثلما يقول الكتاب المقدس على لسان التلميذ متى ”وضفروا إكليل شوك ووضعوه على رأسه” (متى 27 :29). “لأن شوكة الموت هى الخطية “ (1كو 15 : 56)
4) كما توجد مجموعة جراحات الظهر (90 – 120) نقط سوداء فى مجاميع ثلاثية من محور أفقي إلى أعلى بشكل مروحي نتيجة عملية جلد السياط ”أما يسوع فجلده“ (مت27 : 26) وفى إنجيل يوحنا يقول ”أخذ بيلاطس يسوع وجلده“ (يو19 : 1).
وتحققت النبوة ”على ظهري حرث الحراث“(مز 129: 3).
5) السوط المستخدم فى الجلد سوط روماني معروف بإسم (flagrun texeilaty) وهو رهيب يتكون من 3 سيور جلدية وكل سير ينتهي بكرتين من الرصاص أو العظم (الكرة 12 مم).
6) من الواضح أن المسيح جلد وهو منحني الظهر إلى الأمام، لأن هذه الحالة تنساب فيها الدماء من جروح الكتف فى الإتجاه العرضي (الواضح بالكفن) ثم إنتصب بجسمه إلى فوق الذى نرى إتجاهاً رأسياً للدماء النازلة ويديه ممتدتين للأمام ومرتكزتين على عمود قصير طوله 64 سم ومن الظهر نعرف أن الجلد تم بواسطة رجلين. والرجل الذى على اليمين كان أطول وحبه للإنتقام أشد وأكبر. كما نلاحظ أن الجلاد الأيسر ركز ضرباته على الجانب الأيمن للجزء العلوى من الظهر. بينما وجه الأيمن أغلب جلداته على الساقين وجزء من الكتف الأيسر. ولاحظ العلماء أن مساحة الجلدات فى منطقة الكتفين داخل مساحتين أكبر من اللحم المتهرئ نتيجة لحمل شيء ثقيل وخشن. وفى ذلك يقول الكتاب المقدس “وخرج وهو حامل صليبه” (يو19 :17). كما لاحظ العلماء أن الرب حمل الصليب ولم يكن ظهره عارياً، والكتاب يقول أن الرب قد إرتدى ملابسه بعد أن جلد وقبل أن يحمل الصليب (مت27 : 20،31).
8) وجود تسلخات عميقة فى ركبتي صاحب الكفن وكدمات فى الركبة اليسرى وأصغر منها فى الركبة اليمنى، تسلخات فى صابونة الركبة نتج عن إرتطامها نتيجة سقوط المسيح تحت الصليب عدة مرات (مت27: 32)، (مر15: 21) و (لو23: 26).
ولاحظ العلماء وجود مساحة مميزة اللون وإتضح أنه البصاق.
9) وإتضح للعلماء وجود ركيزة سفلية للرجلين لإثنائهما لكي لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.
– وتنكيس الرأس ثم إسلام الروح يدل على أنه مات بإرادته كقوله “ليس أحد يأخذها (روحه الإنسانية) مني . بل أضعها أنا من ذاتي” (يو10: 18)، بعكس الإنسان تؤخذ روحه رغماً عنه فينكس رأسه تلقائياً.
– وأسلم روحه الإنسانية في يد الآب الذي هو واحد معه، أي في يد لاهوته المتحد به .. بعكس الإنسان يسلم روحه فى يد الله الذى هو مستقل عنه.
– والموت حدث نتيجة إنفجار فى القلب وتقطع الشرايين فى جسد المسيح لأن المسيح كان يصنع حركة تأرجحية لأسفل ولأعلى حوالى 2700 مرة علماً بأن عملية الشهيق والزفير حوالي 15 مرة فى الدقيقة. وتتضح الآلام النفسية والجسدية فى قول المخلص “نفسي حزينة حتى الموت” (مر14: 34)، ومات المسيح لتحقيق الخلاص والفداء بناسوته فقط.
– والمسامير فى اليدين فى الرسغ وليس فى راحة اليد حتى يتحمل ثقل الجسم. ويتضح عدم ظهور الإبهام بالكفن نتيجة إنقباضة بسبب لمس المسمار للعصب الأوسط (الميديان) وهو أكبر الأعصاب. وتم وضع المسمار فى المعصم فى الفراغ الذى يعرف طبياً (بفراغ ديستوت) وهو الفراغ المحاط بالعظم . وبالتالي لا يكسر أي عظم منه كما يقال الكتاب “وعظم لا يكسر منه” (يو 19: 36).
والمسمار طوله 18 سم وتم تسمير الرجلين بمسمار واحد بوضع الرجل اليسرى فوق اليمنى، ومسمار القدم يأخذ شكل متوازي مستطيلات. ويخترق مشط القدم بين عظام السليمات الثانية والثالثة وكما قلنا إستندت الرجلين على ركيزة سفلية حتى لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.
وأما عن طريقة كسر السيقان التى حدثت مع اللصين فهى للتعجيل بموتهم قبل السبت. ولكن وجد الجند السيد المسيح قد مات فلم يكسروا ساقيه وكان هذا بتدبير إلهى:
1) ليبين أنه مات بإختياره فى الوقت الذى حدده هو وليس بسبب كسر سلقيه.
2) ولتتم النبوة القائلة “يحفظ جميع عظامه .. واحد منها لا ينكسر” (مز34: 20).
3) وليكمل الرمز.. إذ أن خروف الفصح الذى كان رمزاً للسيد المسيح كان عظم من عظامه لا يكسر (خر12: 46).
طعن الحربة :
يقول الكتاب ”لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء“ (يو19: 34).
– طعن الحربة تم فى الجانب الأيمن وطوله حوالي 4.6 سم وإرتفاعه 1.1 سم بين الضلع الخامس والسادس على شكل تمزقات دائرية يتخللها مناطق خالية من الدماء مع سائل صاف (دم وماء).
– يقول التقليد أن طاعنه هو لنجينوس الذى أصبح شهيداً.
– وبذلك تمت نبوة زكريا القائلة: ”فينظرون إلى الذى طعنوه“(زك12: 10) والتى أشار إليها القديس يوحنا الرائي بقوله “هوذا يأتى على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه (رؤ1:7).
السبب فى نزول الدم والماء معاً :
أولاً: الدم (إذا طعنت فى الجانب الأيسر لما سال الدم مطلقاً لأن البطين يكون غالباً فارغاً من الدماء عقب الموت. ولكن الأذين الأيمن يكون ممتلئاً بالدم السائل الذى ينبع من الوريد العلوي الأجوف والسفلي.
ثانياً: الماء (نزل ماء من السائل التيموري للقلب والموجود فى الإنسان كملعقة شاى وزادت نتيجة للآلام الشديدة والإرهاق. وهناك رأي آخر يقول أن السائل قد إنسكب من الكيس البللوري المحيط بالرئتين وهو الذى سبب نزول الدم الغليظ القوام ثم نزول الماء الأخف (وهو رأي د/ أنتوني سافا) وهو الرأي الأرجح. وهذه معجزة تؤكد أن الذى مات على الصليب ليس إنساناً عادياً وإنما هو الإله المتجسد الذى وإن مات بناسوته فقد ظل حياً بلاهوته. وأن لاهوته لايفارق ناسوته بل ظل متحداً بكل من روحه الإنسانية وجسده الإنساني. وصار أثر الحربة مع المسامير دليلاً على قيامته كما حدث مع توما الرسول عندما شك فى قيامته.
فى القداس الإلهي بعد أن يصب الكاهن قارورة الخمر فى الكأس يضع قليلاً من الماء ويضيفه إلى الكأس إشارة إلى الماء والدم الذين خرجا من جنب الرب على الصليب. ولتحقيق نبوة زكريا ”ويكون فى ذلك اليوم أن مياها حية تخرج من أورلشيم“ (زك14: 8).
معجزة صورة الكفن :
وهى طبعت بطريقة معجزية نتيجة لقوة الحرارة والضوء الشديد المنبعث من الجسد المقدس لحظة قيامته المقدسة ويرى علماء اللاهوت أن القوة التى خرجت من الجسد مثلما حدثت خلال خدمته على الأرض والتى كانت تشفى الأمراض مثلما حدث مع المرأة نازفة الدم.
أدلة لكفن المسيح :
توصل علم الحفريات أن هذا الكفن هو للمسيح له المجد عن طريق الآتى:
– اللحية وخصلة الشعر الطويل تدل على أن المصلوب يهودي وهو المسيح.
– السياط عبارة عن ثلاثة أفرع فى سوط واحد، كل فرع من السوط به كرتين معدنيتين مثبتتين به (يتضح أنه سوط روماني).
– الحربة رومانية وإسمها (لانسيا) وهى المستخدمة فى طعن جنب المخلص لأنها تصنع نفس جرح الحربة الموجود بالكفن وهو القوس الناقص.
طريقة الدفن :
– هى بسط الكفن (الكتان) من أسفل الجسم إلى أعلى بالطول. وكان بسبب التكفين بهذه الطريقة إنطباع الصورتين (الأمامية والظهرية بالكفن).
– المسيح لم يغسل قبل التكفين نظراً للوقت الذى إستغرقه يوسف الرامي فى مقابلة بيلاطس قبل بدأ الإستعداد للسبت ووضعت عليه الحنوط.
– مما دفع النسوة للعودة فجر الأحد لتكميل عملية التكفين (لو23: 56) حيث يحتمل أن النساء إشترين قبل السبت الحنوط بكمية غير كافية بسبب إغلاق محلات البيع وإنتهاء البيع والشراء لدخول يوم السبت فإشترين باقي الحنوط بعد السبت.
– العالم يفير ديلاج أوضح أن عمر صاحب الكفن تراوح ما بين 30 و 45 عاماً كما تظهر عضلات جسمه تدل على أنه كان يعمل عملاً يدوياً، وبذلك يكون المسيح هو صاحب الكفن لأن عمره 33 سنة ويعمل بالنجارة كما جاء بالأناجيل.
– أثبتت الحفريات أن مكان القبر هو أورشليم بكنيسة القبر المقدس خارج أسوار المدينة.
قماش الكفن :
– الكتان قد تم نسجه بنفس طريقة القرن الأول وهو زمن مولد السيد المسيح، كما أن الكتان يحتوى على آثار قطنية مما يؤكد أنه جاء من الشرق الأوسط.
– صورة الكفن ليست نتيجة لإستخدام الصبغات، ولايتدخل فيها أي عنصر بشري ولا توجد فيها أي مواد تلوين (كالزيت أو الشمع) ولا توجد بالكفن أي أماكن مشبعة أكثر من غيرها باللون مثل الرسم العادي. ولا توجد أثار لأي حركة يد الرسام.
– كما أن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد، وبلغة الهندسة نقول أن كل الصور ثنائية الأبعاد. ولكن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد أي أن كل نقطة فيها لها ثلاثة أبعاد من المحاور الرئيسية الثلاثة المتعامدة.
– عدم وضوح الصورة عن قرب تؤكد عدم رسمها باليد.
– ثبات الصورة فى الحرارة والماء حيث لم يحدث إختلافات فى كثافة اللون.
– ثبات الصورة كيميائياً لأن العلماء إستخدموا الأحماض والمذيبات العضوية لإزالة اللون الأصفر من الشعيرات ولكن دون جدوى.
– حبوب اللقاح العالقة بالكفن تدل على أنه كان موجود بفلسطين وأوضح العالم ماكس فرى أن قشور هذه الحبوب تؤكد على أن الكفن هو من القرن الأول الذى ولد فيه المسيح.
– الكفن مطابق لما جاء بالبشائر أنه كفن المسيح، والجسد عانى الصلب مثل السيد المسيح له المجد.
– الدماء حقيقية (أي دماء بشرية) لأسباب وجود البروتين والحديد وهو إحدى مكونات الدم, وهو واضح بإستخدام الأشعة السينية.
– المحمول من الصليب هو الخشبة العرضية فقط (هى التى حملها المسيح) أما جذع الصليب أو الخشبة الطولية تبقى مثبتة فى مكان الصلب. ويصل وزن الخشب العرضية 45 كجم تقريباً، ولكن المسيح سقط تحته عدة مرات نتيجة الآلام والسير للمحاكمات الخمسة.
وأخيراً نقول : أن موت المسيح أثبتت إنسانيته ولكن قيامة المسيح أثبتت ألوهيته.
فلتمجد اسم الرب
Oh my Lord Jesus in you I trust you are my saviour ….amen