تأمل وصلاة عميقة للخاطئ التائب
الله ينتطرُنا – للأب غدير الكرملي
قبل حلول المساء، يقف الراعي أمام باب الحظيرة وهو ينظر بحُبٍّ إلى خرافه التي تدخل الواحدة بعد الأخرى إلى الحظيرة.
ينظر إليها ويحاول في نفس الوقت التأكد من اكتمال عددهم.
وبعد قليل يبدأ القلق على وجهه لأن الخروف المائة ليس هنا.
ينتظر قليلاً ويناديه باسمه، لكن بدون فائدة.
بدون تردد، يترك الراعي خرافه التسعة والتسعين
ويخرج للبحث عن الضّال.
هكذا أنت يا رب،
أنت لا تستطيع أن تحتمل ضياع أي ابنٍ من أبنائك.
تبدأ بالبحث عنا، عندما نتيه بعيداً عنك،
تبحث عنا أكثر مما نبحث نحن عنك.
يا أبتِ، لقد خطِئتُ إلى السماء وإليك،
ولستُ مُستَحِقاً بعدُ أن أُدعى لكَ ابناً.
يا رب، كلما أًبتعدُ عنك، كلما أَسقط، أُحِسُّ بصعوبة رجوعي إليك.
أجبرني يا رب، على أن أعود إلى بيتك.
فَمَنْ يستطيع أن يغفر الخطايا، غيرك أنت وحدك؟
عندما كنتُ ضالاً وتائهاً، يا رب،
أفضتَ عليّ نِعمكَ،
عندما كنتُ غريباً وبعيداً عنك، غمرتني بهباتك،
والآن يا رب، الآن وأنا قريبٌ منك،
إقبَلني كما أنا، وعاملني بحسب قلبك الرحيم.
ماذا أستطيع أن أقول لك يا أبتِ؟
كيف أُعَبِّر عن امتناني وحُبّي لك؟
فأنت قد خلقتني، وقَبِلْتَني وأحببتني، على الرغم من كُلِّ خياناتي المستمرة لك.
أشكُرُك يا رب، لأنك لا تُدينني أبداً
وبفضل رحمَتكَ هذه،
أجرأُ على أن أبدأ كل يوم، من جديد، في السير معك،
من أعماق قلبي، أدعوك أبّا، يا أبتِ
فكيف يمكن أن أنسى اسمك هذا؟
كيف يمكنني أن أنسى حُبَّك لي؟
تعال الآن يا أبي، أسرِعْ إلى ابنك الضّال،
تعال أمامي وافتح ذراعيك الدافئتين،
تعال وقَبِّلني، قَبِّلني طويلاً، وخُذْ بيدي وأدخلني بنفْسك إلى بيتك الكبير.