33- تقدمة يسوع إلى الهيكل | قصيدة الإنسان – الإله

1٬675
كتاب قصيدة الإنسان – الإله
ماريا فالتورتا | الإنجيل كما كُشف لي

الجزء الأول
{الحياة الخفية}

33- تقدمة يسوع إلى الهيكل

01 / 02 / 1944

أرى شخصين يُغادِران منزلاً متواضعاً جدّاً. أُمّاً فتيّة جدّاً تهبط مِن سلّم خارجيّ صغير، وبين ذراعيها طفل بالقماط الأبيض.

لقد تعرّفتُ عليها، إنّها أُمّنا. إنّها ذاتها شاحبة، شقراء، رشيقة ولطيفة جدّاً في كلّ تحركاتها. إنّها ترتدي ثوباً أبيضاً ومعطفاً لازورديّاً فاتحاً يلفّها، وعلى رأسها وشاح أبيض. وهي تحمل طفلها بعناية فائقة. وعند أسفل السلّم الصغير ينتظرها يوسف إلى جانب حمار رماديّ. وكان يرتدي ثوباً كستنائيّاً فاتحاً ومعطفاً باللون ذاته. وقد كان يَنظر إلى مريم ويبتسم لها. وعندما تَصِل إلى جانب الحمار، ينقل اللجام إلى اليد اليسرى ويأخذ منها الطفل النائم بهدوء للحظة، ريثما تستقرّ مريم جيّداً على السرج، ثمّ يُعيد إليها يسوع، ويَنطَلِقان.

يَسير يوسف إلى جانب مريم وهو يمسك بلِجام المطيّة جاعلاً إيّاها تسير بشكل سويّ ودون أن تكبو. ومريم تضمّ يسوع إلى صدرها خشية أن يؤذيه البرد، وهي تلفّه بطيَّة معطفها. يتكلّم الزوجان قليلاً جدّاً، ولكنّهما يبتسمان لبعضهما في أغلب الأحيان.

الطريق ليست نموذجيّة، وهي تمتدّ عبر قرية عَرَّاها الشتاء. يُقابِلهما بعض المسافرين أو يُقاطِعونَهما، ولكنّ ذلك نادِر الحدوث.

ثمّ تَظهَر بعض المنازل، وجدران تُسَوِّر المدينة، يَدخُل العروسان مِن أحد الأبواب، ثمّ يَشرَعان بالمسير في شوارع المدينة غير المنتظمة. يصبح السير أكثر صعوبة، إنْ بسبب حركة السير التي تجعل المطيّة تقف في كلّ لحظة، وإنْ بسبب الحجارة والتشقّقات التي تعترضها فتُسبِّب اهتزازات مستمرّة تُزعِج مريم والطفل.

الطريق ليست مستوية، إنّها تصعد قليلاً، وهي ضيّقة بين المنازل العالية ذات المداخل الضيّقة جدّاً والمنخفضة والنوافذ القليلة جدّاً الـمُطِلّة على الشارع. في الأعلى تَظهَر السماء بين البيوت والسطوح قِطَعَاً لازورديّة متعدّدة، وفي الأسفل في الشارع، هناك أناس يَصرخون ويتقابلون وآخرون يسيرون أو يركبون الحمير أو يَجرّون حميراً محمَّلة، وآخرون يسيرون خلف قافلة جِمال مزدحمة. وفي أحد الأمكنة تمرّ دوريّة مِن الجنود الرومان مُحدِثة الكثير مِن جَلَبَة النِّعال والسلاح، ثمّ يحتجبون خلف قنطرة تجتاز شارعاً ضيّقاً وكثير الحجارة.

يَنعَطِف يوسف إلى اليسار ليسلك طريقاً أعرض وأجمل. أرى السور ذا الشرفات الذي أعرفه في آخر الشارع.

تترجَّل مريم قرب الباب حيث يوجد نوع مِن الملاجئ للحمير. أقول “ملجأ” لأنّه عبارة عن عنبر أو بالأحرى ملجأ مغطى ومفروش بالقشّ، توجد فيه أوتاد متّصلة بحلقات لربط ذوات الأربع. يُعطي يوسف أحد الغلمان بعض الدراهم فيجري لشراء بعض العلف، ثمّ يسحب دلواً مِن الماء مِن بئر بدائيّ في إحدى الزوايا ليقدّمه للحمار.

ثمّ يلحق بمريم ليَدخلا معاً داخل سور المعبد. يتوجّهان بادئ ذي بدء صوب رواق يتواجد فيه أولئك الناس الذين ضربهم يسوع بالسوط فيما بعد بشكل عنيف: بائعو اليمام والحِملان والصيارفة. يشتري يوسف زوج حمام أبيض. لم يُبدِّل أبداً عملة ممّا يشير إلى أنّه أصبَحَ لديه كلّ ما يَلزَم.

يتوجّه يوسف ومريم صوب باب جانبيّ، يُرتَقى إليه بثماني درجات، كذلك كانت كلّ الأبواب بحيث إنّ كتلة الهيكل كانت مرتفعة عن الأرض المحيطة. لهذا الباب ردهة كبيرة تشبه المداخل الرئيسيّة لبيوتنا في المدينة، تقريباً للأذهان، ولكنّها أكبر وأكثر زينة. وعلى اليمين واليسار يوجد هنا نوعان مِن الهياكل، أي أنّ مستطيلين مبنيّان، ولم ألحظ في البداية ما الفائدة منهما. إنّهما مثل حوضين قليلي العمق حيث ينخفض الداخل عن الحافّة الخارجيّة المرتفعة بضعة سنتيمترات.

لستُ أدري إذا كان يوسف هو الذي طَلَبَ: ذلك أنّ كاهِناً يَهرَع إليهما. تُقدِّم له مريم طيري الحمام المسكينين، فأدركتُ آنذاك مصيرهما وأشحتُ بوجهي. أُلاحِظ تزيينات الباب الثقيل جدّاً، والسقف والبهو. يبدو لي مع ذلك أنّني أرى بطرف عيني الكاهِن يرشّ مريم بالماء. ينبغي أن يكون هذا ماء إذ إنّني لم أرَ بُقَعاً على ثوبها. ثمّ إنّ مريم التي أعطت الكاهِن، مع طيري الحمام، قبضة دراهم (لقد نسيتُ قول ذلك) تَدخُل مع يوسف إلى الهيكل، بالمعنى الصحيح، يصحبهما الكاهِن.

أَنظُر إلى كلّ الجهات. إنّه مكان مليء بالتزيينات، منحوتات رؤوس ملائكة، أغصان وتزيينات على طول العواميد وعلى الجدران والسقف. أمّا النور فيدخل مِن خلال نوافذ طويلة وغريبة الشكل، ضيّقة وطبيعيّة بدون زُجاج، ومتوضِّعة على الجدار بشكل مُنحَرِف، أظنّه لمنع المطر مِن التسرّب للداخل.

تَصِل مريم إلى مكان معيّن تقف عنده، وعلى بضعة أمتار منها توجد درجات أخرى في أعلاها نوع آخر مِن الهياكل، ويليه إنشاء آخر.

أتنبّه إلى أنّني كنتُ أظنّ نفسي في الهيكل: على العكس، لقد كنتُ داخل الأبنية المحيطة بالهيكل بالمعنى الصحيح، أي قدس الأقداس حيث لا يمكن لأحد الدخول سوى الكَهَنَة. وما كنتُ أظنّه الهيكل، لم يكن سوى ردهة مُغلَقَة وهي تحيط بالهيكل حيث يوجد تابوت العهد مِن جهاته الثلاث. لستُ أدري ما إذا كنتُ قد وُفِّقتُ في التعبير، ذلك أنّني لستُ معماريّة أو مهندسة.

تُقَدِّم مريم الطفل الذي استيقَظَ وهو يجيل نظره البريء حوله، ويَنظُر إلى الكاهِن بدهشة، نظرة طفل لم يتجاوز الأيّام المعدودة. فيأخذه هذا الأخير بين ذراعيه ويرفعه بذراعين ممدودتين ووجهه صوب الهيكل وهو واقف أمام هيكل فوق الدَّرَجَات. ثمّ ينتهي الطقس الدينيّ ويُعاد الطفل إلى أُمّه ويمضي الكاهِن.

كان هناك أناس فضوليّون يَنظُرون، يَبرز مِن بينهم عجوز قصير القامة مُنحَنٍ ويسير بصعوبة متّكئاً على عكّاز، يُفتَرَض أنّه طَعَنَ كثيراً في السنّ، أظنُّه تجاوَزَ الثمانين. فيدنو مِن مريم ويَطلب منها أن تعطيه الطفل للحظة. وتُلبّي مريم طلبه مبتسِمة.

إنّه سمعان، وقد كنتُ، على الدوام، أعتَقِد أنّه مِن السلك الكهنوتيّ، ولكنّه في الحقيقة على عكس ذلك، إنّه مجرّد مؤمِن بسيط، ويمكن تخمين ذلك مِن ثوبه. يأخذ الطفل ويُقَبِّله. يبتسم لـه يسوع بملامح الرضيع غير الواضحة. يبدو أنّه يتأمّله بفضول، لأنّ العجوز القصير القامة يبكي ويضحك في الوقت ذاته، ودموعه تُشَكِّل على وجهه رسوماً مُرَصَّعة تَلِج تجاعيده لتَسقُط على لحيته الطويلة البيضاء التي يمدّ يسوع يديه إليها.

هو يسوع، ولكنّه يظلّ الطفل الصغير الذي يثير انتباهه كلّ شيء يتحرّك أمامه، ويجعله يمسك به بشكل عفويّ ليرى ما هو. يبتسم يوسف ومريم وكذلك الأشخاص الموجودون الذين يُثنون على جمال الطفل.

إنّني أسمَع كلمات العجوز القدّيس، وأرى نظرة الدهشة على محيّا يوسف، وتأثُّر مريم، وتفاعلات الجمع الصغير مِن الأشخاص الموجودين، فالبعض متأثِّرون ومندَهِشون مِن كلام العجوز، والبعض الآخر يَضحَكون ضحكة جنونيّة. ومِن بين هؤلاء يوجد رجال ملتحون وأعضاء متغطرسون مِن المجمع اليهوديّ الذين يهزّون رؤوسهم. إنّهم يَنظُرون إلى سمعان بشَفَقة ساخِرة، فلا بدّ أنّهم يعتقدون دون شكّ أنّ سنّه الكبير قد أفقده عقله.

وتخبو ابتسامة مريم بشحوب بالغ حين يُعلِن لها سمعان عن الألم. ورغم معرفتها، فقد اختَرَقَت كلماته نفسها، وتقترب مِن يوسف أكثر لتجد عزاء لها؛ وتضمّ ابنها إلى صدرها بشغف. وكنفس عطشى ترتوي بكلمات حنّة التي، كامرأة، تُشفِق على آلام مريم وتَعِدها بأنّ الأزلي سَيُلَطِّف ساعة الألم بإعطائه لها قوّة فائقة الطبيعة: «أيّتها المرأة، إنّ الذي مَنَحَ شعبه المخلّص، لن يَبخل في إعطائكِ ملاكه ليمسح دموعكِ. لم يُقَصِّر الربّ يوماً في مدّ يد العون لنساء إسرائيل العظيمات، وأنتِ أكثر مِن يهوديت ويائيل، فسوف يمنحكِ إلهنا قلباً ذهبيّاً نقيّاً جدّاً لمقاومة بحر الآلام الذي به ستصبحين أعظم امرأة في الخليقة كلّها، الأُمّ. وأنتَ أيّها الصغير اذكرني ساعة انبعاثكَ.»

وهنا تتوقّف الرؤيا بالنسبة لي.


02 / 02 / 1944

يقول يسوع:

«عِبرَتان تلائمان الجميع قد انبثَقَتا عن الوصف الذي أعطيتيه.

العِبرة الأولى: لا تنكشف الحقيقة للكاهِن الغارق في الطقوس وروحه غائبة، إنّما هي تنكشف للمؤمن البسيط.

كان ينبغي للكاهِن المتّصل دائماً بالألوهة، الملتزم بالعناية بكلّ ما يرتبط بالله، المكرَّس لكلّ ما هو سام بالنسبة لكائن بشريّ، أن يرى فوراً ماهيّة الطفل الذي قُدِّم إلى الهيكل في ذلك الصباح. ولكن لكي يستطيع أن يراه كان لا بدّ له مِن روح متيقّظة، وليس فقط ثوباً يغطّي روحاً قد تكون ميتة، أو أقلّه نائمة.

إنّ روح الله قادر لو أراد أن يُدوّي أو يُحرِّك مثل البرميل أو الهزّة الأرضيّة حتّى الروح الأكثر انغلاقاً. يستطيع ذلك. ولكن بما أنّه في العادة روح نظام، وبما أنّه نظام الله في جميع الناس وفق طريقته بالتفاعل، فإنّه ينتشر ويتكلّم، لستُ أقول حيث يُقابِل استحقاقاً كافياً لاستقبال فيضه -إذ سيكون عدد الحاصلين على هذه النعمة ضئيل جدّاً، وكذلك أنتِ فلن تتمتّعي بأنواره- ولكن حيثما يَجِد ما يكفي مِن “الإرادة الطيبة” لاستقطاب هذا الفيض.

كيف تَظهَر هذه الإرادة الطيّبة؟ بحياة، على قدر الإمكان، متأتّية بأكملها مِن الله، بالإيمان والطاعة والطهارة والمحبّة والجود والصلاة، ليس بالممارسات الظاهريّة بل بالصلاة. فالفرق بين الليل والنهار أقلّ مِن الفرق بين الممارسات والصلاة.

إنّ الصلاة هي اتّحاد الروح مع الله حيث نَخرج منها منتَعِشين ومصمِّمين على أن نكون دائماً أكثر اتّحاداً بالله. أمّا الممارسات الظاهريّة فهي عادة معيّنة ذات أهداف مختلفة ولكنّها دائماً أنانيّة. تُبقيكم كما أنتم أو حتّى بزيادة خطيئة كذب وكَسَل.

كانت لسمعان هذه الإرادة الطيّبة. لم تستثنيه الحياة مِن الـمَضايق ولا التجارب، ولكنّه لم يفقد إرادته الطيّبة. تقلُّبات السنين لم تُنقِص أو تُزَعزِع إيمانه بالربّ وبوعوده، وكذلك لم تَكبَح إرادته الطيّبة عن أن يبقى أكثر استحقاقاً لله على الدوام. وقبل أن تُغمَض عينا خادم الله الأمين عن نور الشمس في انتظار انفتاحهما على شمس الله المشعّة في السماوات المنفَتِحة لصعودي بعد الشهادة، أَرسَلَ الله له شعاعاً مِن روحه الذي قاده إلى الهيكل ليرى النور ذاته الآتي إلى العالم.

“يقوده الروح القدس”. هكذا يقول الإنجيل المقدّس. آه! لو يعرف الناس أيّ صَديق كامل هو الروح القدس! أيّ مُرشِد! أيّ معلّم! لو كانوا يحبّونه ويُناشِدون حُبّ الثالوث الأقدس هذا، نور النور هذا، نار النار هذا، وهذا الذكاء، هذه الحكمة! كم سيصبحون أكثر اطّلاعاً على ما هو ضروريّ أن يعرفوه!

انظري يا ماريا، انظروا يا أبنائي. لقد انتَظَرَ سمعان حياة بطولها قبل أن “يرى النور”، قبل أن يَعرف أنّ وعد الله قد تمّ. ولكنّه لم يَشكّ يوماً، كما لم يَقل يوماً لنفسه: “مِن غير المجدي أن أُواظِب على الرجاء والصلاة”، ولقد واظَبَ، فنال أن “يرى” ما لم يره الكاهِن وأعضاء المجمع اليهوديّ المتكبّرون والعميان: ابن الله، الماسيا، المخلّص في جسد هذا الطفل الذي مَنَحَهُ دفئاً وابتسامة. لقد نال ابتسامة الله كمكافأة أولى على حياته الشريفة والتقيّة عبر شفتيّ، شفتيّ طفل.

العِبرة الثانية: أقوال حنّة. هي الأخرى نبيّة، وقد رأت فيَّ، أنا المولود حديثاً، الماسيا. وهذا، وإن تكن قد مُنِحَت نعمة النبوّة، أمر طبيعي بالنسبة لها. ولكن اسمعي، بل اسمعوا ما تقوله لأُمّي مدفوعة بالإيمان والمحبّة. واتَّخِذوا منه منارة لروحكم التي ترتجف في زمن الظلمات هذا، إبّان عيد النور.

“إنّ الذي أعطى مخلّصاً لا يمكن أن تنقصه القُدرة على أن يَهِب ملاكه ليمسح دموعكِ، دموعكم”. فكِّروا أنّ الله قد وَهَبَ ذاته كي يتلاشى عمل الشيطان في النفوس. أفَلا يمكنه الآن التغلّب على الشياطين الذين يُنهِكونكم؟ ألا يستطيع مسح دموعكم بأن يجعل الشياطين تهرب ويُعيد سلام مسيحه؟ فلماذا لا تطلبون منه ذلك بإيمان؟ بإيمان حقيقيّ لا يُرَدّ، تتلاشى أمامه، مع ابتسامة، قسوة الله الذي أغظتموه بخطاياكم الكثيرة جدّاً، على الرغم مِن أنّ المغفرة تأتي حاملة معها العون الذي هو نتيجتها وبَرَكَتها، التي هي قوس قزح هذه الأرض الغارقة في طوفان دم أردتموه أنتم؟

فكِّروا: الآب، بعد أن عاقَبَ الناس بالطوفان، قال لنفسه ولشيخه الوقور (نوح): “لن ألعن الأرض بعد بسبب الناس، لأنّ مشاعر وأفكار القلب البشريّ تنحدر نحو الشرّ منذ الشباب. لن أُعاقِب أيّ كائن حيّ كما قد فعلتُ”. وظلَّ أميناً لكلمته ولم يعد يُرسِل الطوفان، إنّما أنتم فكم مرّة قلتم لأنفسكم وقلتم لله: “لو خَلصنا هذه المرّة، لو تُخلِّصنا فلن نفتعل الحروب أبداً، قطعيّاً”. ومِن ثمّ أَلَم تفعلوا دائماً ما هو أرهَب؟ وكم مرّة كنتم كاذبين وبدون احترام للربّ ولكلمتكم؟ ومع ذلك فالربّ يمدّكم بمعونته، مرّة أخرى إذا ما دعاه جَمع كبير مِن المؤمنين بإيمان وبحبّ لا يُقاوَم.

أنتم جميعاً، يا مَن عددكم ضئيل جدّاً لِتُعَدِّلوا كفّة ميزان الجموع التي تُذكّي غضب الله على الدوام، ظَلّوا مُخلِصين لله بالرغم مِن تهديدات الساعة الحاضرة الرهيبة التي تزداد مِن لحظة لأخرى. ارموا بقلقكم أمام أقدام الله، وهو سيعرف أن يُرسِل لكم ملاكه كما أرسَلَ المخلّص إلى العالم.

لا تخافوا. ظلّوا متّحدين بالصليب. فلقد انتَصَرَ دائماً على أحابيل الشيطان الذي، بشراسة الناس وأحزان الحياة، يعمل على جرف القلوب التي لا يعرف أن يأخذها بطريقة أخرى إلى اليأس، يعني إلى الابتعاد عن الله.»


كتاب قصيدة الإنسان – الإله
ماريا فالتورتا
 →  السابق       البداية       التالي  ← 
مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.