الرسالة الكاملة للسيدة العذراء في لاساليت – على كل مسيحي ان يقرأها
ظهور السيدة العذراء في لاساليت في 19 أيلول 1846
مثبّت كنسيًا عام 1922
ظهرت السيّدة العذراء في “لاساليت” (La Salette) يوم 19 أيلول سنة 1846 لراعية أغنام فرنسيّة، متواضعة، تبلغ من العمر 15 عاماً، تُدعى “ميلاني كالفا” ولزميلها الراعي الأصغر منها سناً، “ماكسيمان جيرو” وعمره 12 عاماً. “لاساليت” قرية صغيرة تقع على علو 1800 متر في جبال الألب الفرنسية جنوبي- شرق فرنسا، قرب غرونوبل (Grenoble).
سنة 1879 نشرت “ميلاني” الرسالة مفصّلة بموافقة “زولا” مطران مدينة “ليتشي” في إيطاليا. وقد اعترف الفاتيكان رسميّاً بتاريخ 6 حزيران (يونيو) 1922 بحقيقة هذا الظهور المَريَميّ، فأضحت قرية “لاساليت” مركزاً حيويّاً للحجّاج حتّى اليوم.
بدأت قصة “لاساليت” يوم 19 أيلول (سبتمبر) سنة 1846 عندما كان كلّ من ميلاني ومكسيمان في الحقول مع القطيع. إعترت الراعِيَيْن الصغيرَيْن حالة من الرعب لدى رؤيتهما فجأة، وعلى بعد بضعة أمتار منهما، كُرة مُتأجّجة من النور، جَلست وَسطها سيّدة مُتألّقة ومُشعّة تَبكي بِشدة ووجهها بين يديها. ثم وقفت السيّدة واقتربت من الولديْن. كان وجهها حزين والدموع تنهمر قطرةً قطرةً على خدّيها. قالت للصغيريْن: “إقتربا، يا ولديّ، فأنا هنا لأنقل إليكما خبراً عظيماً. إن لم يستسلم شعبي لله فلسوف أضطرّ أن أترك ذِراع إبني تسقط عليه. إنّها ثقيلة وقويّة بحيث لم يعد باستطاعتي منعها. لقد تألّمت كثيراً من أجلكم أيها البشر. فإن أردتم أن لا يتخلّى إبني عنكم، توجّب عليّ أن استعطفه من أجلكم باستمرار. ومع ذلك، فانّكم لا تقدّرون ولا تبالون. إنّكم، مهما تلوتم من صلاة، وقدّمتم من أعمال، لن تتمكّنوا من أن توفوا العذاب الذي أتحمّله من أجلكم. ما فسدت محاصيل الزرع إلاّ بسببكم”. بعد أن أَعربت العذراء القدّيسة باختصارعن خيبة أملها، أعطَت ميلاني رسالة سريّة، طالبة منها أن تُعلنها فيما بعد.
النص الكامل للرسالة
هذا ما قالته السيّدة العذراء إلى ميلاني:
ميلاني، إنّ الذي سأقوله لك الآن لن يبقى سرّاً إلى الأبد. بإمكانك إعلانه سنة 1858. إنّ الكهنة، خدمة إبني، الكهنة بسبب حياتهم الشرّيرة، وعدم وقارهم واحترامهم وبُعدهم عن التقوى في الخدمة و تأدية الأسرار المقدّسة، بسبب حبّهم للمال والجاه والملذات، الكهنة قد أضحوا بؤراً للنجاسة. أجل، إنّ الكهنة يطلبون نقمة الله وسيف النقمة مسلّط فوق رؤوسهم. الويل للكهنة وللذين كرّسوا أنفسهم للربّ فإنّهم، بسبب خياناتهم وحياتهم الشرّيرة، يصلبون إبني مجدّداً. إنّ آثام أولئك الذين كرّسوا أنفسهم للربّ تصرخ للسماء طالبة من الربّ الإنتقام. ألا فليعلموا أنّ انتقام الرب قائم في عقر دارهم لأنّه لم يعد هناك أحد منهم يتوسّل رحمة ولا غفراناً للناس. لم يعد هناك نفوس كريمة، ولم يبقى واحدٌ منهم مؤهّلٌ لأن يقدّم ذبيحة القدّاس الطاهرة للإله السرمديّ من أجل العالم. سيكون عقاب الله بلا مثيل وبدون توقُّع. الويْل لساكني الأرض، فإنّ الله سيصبّ جام غضبه، ولن يستطيع أي كائن الإفلات من كثرة المصائب مُجتمعةً ومتتاليةً.
لقد أهمل قادة ومرشدو شعب الله الصلاة والتوبة، وقد أطفأ الشيطان ذكاءهم وأغشى على عقولهم فباتوا غير قادرين على كشف هويّة المسيح الدجّال؛ وأصبحوا تلك النجوم التائهة، التي يجرفها الشيطان بذيله ليهلكها (رؤيا 12:3-4)، إنّ الله سيسمح للأفعى القديمة بأن تحدث انقسامات بين الحكّام وبين الرؤساء الذين يتسلّطون في كافة المجتمعات وفي العائلات. ولسوف يعاني الناس من أسقام جسديّة وروحيّة. ولسوف يتخلّى الله عن البشر ويتركهم على بعضهم ضدّ بعض، وينزل عليهم عقوبات متتالية لأكثر من 35 سنة. إنّ العالم على عتبة أشدّ العقوبات والأحداث المميتة هولاً (مرقس 13، 19 / رؤيا 16، 18). على الناس أن يتوقّعوا أن يُحكَموا بِعصاً من حديد وأن يشربوا من كأس غضب الله (رؤيا 14، 9-10).
على راعي كنيسة ابني، البابا بيوس التاسع، أن لا يترك روما أبداً بعد سنة 1859؛ عليه هو أن يكون صارماً ونبيلاً، وأن يقاتل بسلاح الإيمان والمحبّة؛ وأنا سأكون معه. ليحذر من نابوليون؛ ذو الوجهين، لإنّه حالما يرغب بأن يكون في الوقت عينه حبراً أعظماً وامبراطوراً معاً، سيتخلّى الله عنه سريعاً: إنّه ذلك النسر، التوّاق دائماً إلى العلا، الذي سيسقط على السيف الذي كان يريد أن يستخدمه ليرغم الشعوب على تعظيمه. ستُعاقَب إيطاليا لمحاولتها رفع نير رَبّ الأرباب عنها، فسيتركها الله للحروب، وتجري الدّماء فيها من كلّ جهة، ستُقفَل فيها الكنائس أو تدنّس. الكهنة والرهبان والراهبات سيُقنّصونَ ويُقتلون شرّ قتل. كثيرون سيتركونَ الإيمان وعدد هائل من الكهنة والرهبان والراهبات سيتخلّون عن المسيحيّة الحقيقيّة، ومن بينهم سيكونُ هناك حتّى الأساقفة.
على البابا أن يتصدّى لصانعي العجائب. فقد آن الأوان لأن تقع على الأرض وفي الجوّ أكثر العجائب دهشة.
في سنة 1864، سيُفلَتُ إبليس وزمرة كبيرة من الشياطين من جهنّم (رؤيا 20، 7) وسيضعون بشكلٍ تدريجيّ نهايةً للإيمان الحقيقيّ حتى من قلوب الذين كرّسوا أنفسهم لله. سيُعمون أبصارهم بقوًةٍ هائلة، بحيث أنّه لا يستطيع معها أحدٌ منهم أن يتخطى هذا العمى إلاّ الذين أنعم الله عليهم بنعمة إلهيّة خاصّة، كلّ هذه الشعوب ستأخذ على عاتقها روحانيّة ملائكة جهنّم؛ والعديد من المؤسّسات الرهبانيّة ستفقد الإيمان الصحيح وتفقد الكثير من الأنفس المكرّسة .
ستمتلأ الأرض وبغزارةٍ بالكتب الشيطانيّة المُفسدة، وستنشر أرواح الظلام انحطاطاً شاملاً في كلّ مكان لكلّ ما يعنى بخدمة الله (2 تيموثاوس 3، 1-5). وسيكون لهذه الأرواح قدرة كبيرة على قوى الطبيعة. وسيكون هناك كنائس تُؤسّس لخدمة هذه الأرواح. أناسٌ سيُنقلون من مكان إلى آخر بواسطة هذه الأرواح الشرّيرة، حتّى الكهنة أيضاً، لأنّهم لن يكونون مقودين من روح الإنجيل الصالحة، التي هي روح تواضع، محبّة وحماس لمجد الله.
وبمناسباتٍ خاصّة سيُبعَثُ الأموات الصالحون ويقومون من بين الأموات. (ومعنى هذا أنّ هؤلاء الأموات سيأخذون شكل الصالحين المعروفين الذين عاشوا قبلاً على الأرض، ليقودوا الناس إلى حدودٍ أبعد من الفساد؛ هؤلاء سيُدعَونَ بالقائمين من بين الأموات، والذينَ ليسوا بشيءٍ سوى أنّهم الشيطان نفسهُ في هذا الشكل، والذي سيبشّر بإنجيلٍ جديد مناقضاً تماماً لإنجيل يسوع المسيح، ناكرين بإنجيلهم الجديد وجود السماء؛ وهذا يعني أيضاً أنّ هؤلاء المُبعثين من الموت هم أنفس الهالكين).
سوف تحدث في كلّ مكان أعاجيب خارقة، لأنّ الإيمان الحقيقي قد أُطفئ ونور الضلال يشعّ في العالم. الويْل لأُمراء الكنيسة (أساقفة وكهنة) الذين لا يفكّرونَ إلاّ بتكنيز الثروات إثر الثروات ليحافظوا على مراكز هيمنتهم ويتسلّطوا بكبرياء.
“نائبُ إبني على الأرض” سيقاسي الألم العظيم لفترةٍ ستُظطَّهَدُ فيها الكنيسة بشكلٍ واسع، هو زمن الظلمة والكنيسة ستشهدُ فيه أزمةً مخيفة. سيكون الإيمان الحقيقي بالله مَنسيّاً بالتمام فيذهبُ كلّ فرد بعقيدةٍ إنفرادّية تخُصُّه يريدُ بها أن يتسلّط على الإنفراديّين أمثاله. سيلغون جميع الحقوق المدنيّة والكنسيّة، وكلّ الأنظمة وقوانين العدالة ستُداسُ تحت الأقدام، ولن يُرى على الأرض إلاّ القتل، والكراهيّة، والحسد، والكذب والشقاق، وبدون أيّ محبّة للوطن أو العائلة.
قداسة البابا سيتألّم كثيراً. سأكون معه حتّى النهاية لأقبل ذبيحته. سيتعرّض لعدّة محاولات اغتيال (البابا يوحنا بولس الثاني)؛ لكن لا هو، ولا الذي يخلفه سيشهدون انتصار كنيسة الله.
سيكون للحكومات المدنيّة مخطّط واحد وهو إلغاء وإبعاد كلّ مبدأ دينيّ ليفتحوا الطريق للماديّة، والإلحاد، وممارسات المواصلة مع أرواح الموتى، والشهوة في كلّ أنواعها.
وخلال سنة 1865 ستظهر الرجاسة في الأماكن المقدّسة (متى 24، 15). في الأديرة، ورود وزهور الكنيسة ستُنتن والشيطان سيُعِدَّ نفسه كملكٍ على كلّ القلوب. فليحذر هؤلاء الذين يترأسون على الأديرة والرهبنات فيما يتقبّلوا من الناس المدعوّين ليُكرّسوا فيها، إذ إنّ الشيطان سيلجأ لكلّ حِيَلِهِ الشريرة ويُدخلُ فيها الخطأة، بحيث أنّ الفوضى المعاكسة لروحانيّة الترهّب وحبّ الملذّات الجسديّة ستنتشر في كلّ أنحاء الأرض. وستقع كلّ من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا في الحرب. وسوف تجري الدّماء في الشوارع. الفرنسي سيحارب الفرنسي والإيطالي سيحارب الإيطالي. ويتبع ذلك حرب عالميّة مخيفة ومقرفة. وسوف يتخلّى الله لزمن عن كلّ من فرنسا وإيطاليا بسبب النسيان الكامل فيهما لإنجيل السيّد المسيح. وسوف يمارس الأشرار كلّ ما يملكون من وسائل الشر وسيقتل البشر بعضهم البعض ويتذابحون حتى في عقر دارهم.
في ضربة الرب الأولى بسيفه الصاعق، سترتجف الجبال والطبيعة بأكملها رعباً، لأنّ الإنحطاط وجرائم البشر ستثقب قبُّة السماوات وتبلغ إلى الله. ستحترق باريس وستغرق مارسيليا. الزلازل ستزعزع كثير من المدن الكبيرة وتبتلعها بالكامل (رؤيا 16، 18-19). وسيظنّ الناس أنّ كلّ شئ قد انتهى ودُمِّر. لن يكون هناك سوى القتل ولن يُسمع إلاّ أصوات الأسّلحة والتجديف.
سوف يعاني الأبرار الكثير من الأسى وسترتفع صلواتهم وأفعال توباتهم ودموعهم إلى السماء (رؤيا 6، 9 – 10)، وكلّ شعب الله سيتوسّل طالباً المغفرة والرحمة ملتمساً معونتي وشفاعتي.
عندها، وبفعل من عدالته ورحمته العظمى للأبرار، سيأمر السيّد يسوع المسيح ملائكته بأن ينزلوا الموت بجميع أعدائه (لوقا 19، 27 / رؤيا 19، 17 – 20).
وفجأة يُباد كافّة مضطهدي كنيسة المسيح ومعهم كافّة أولئك الغارقين بالإثم والخطيئة وتغدو الأرض وكأنّها صحراء قاحلة. حينئذٍ يحّل السلام ويُصالح البشرُ مع الله. السيد يسوع المسيح سيُخدم ويُعبد ويُمجّد. وسوف تزدهر المحبّة وتعمّ في كلّ مكان. ويكون الملوك الجدد الذراع الأيمن للكنيسة المقدّسة التي ستكون قويّة، متواضعة، متعبّدة، فقيرة ومتحمّسة للإقتداء بفضائل يسوع. سينتشر الإنجيل في أرجاء الأرض كافّة وسيحرز البشر تقدّماً عظيماً في الإيمان لأنّ الوحدة ستسود بين خدّام يسوع وسيعيش الناس في مخافة الله.
هذا السلام بين الناس لن يطول، إذ أنّ 25 عاماً من الخير الوفير ستجعل الناس ينسون بأنّ ذنوبهم هي سبب كل ما يصيب العالم والأرض من مصائب وبلاء.
سيظهر في هذه الآونة سابقاً للمسيح الدجّال، مع جيوشه المحتشدة من أمم كثيرة، وسيشنّ حرباً على المسيح الحقيقي، المخلّص الوحيد للعالم، فيهرق الكثير من الدّماء، ويُبيدُ عبادة الله من الأرض ليجعل نفسه مكان الله (2 تسالونيكي 2، 3-4). سوف تحلّ بالأرض مختلف أنواع المصائب مع الطاعون والمجاعة التي ستكون عامّة في كلّ المسكونة. سيكون هناك سلسلةً من الحروب تقود إلى الحرب الأخيرة التي سيشنّها ملوك “المسيح الدجّال” العشر (رؤيا 17، 12-14) وسيكون لهؤلأ الملوك مخطّطاً واحداً موحّداً وسيكونون الحكّام الوحيدين المتسلّطين في العالم.
قبل حدوث هذا سيكون هنالك نوع من “السلم المزيّف” في العالم . لن يفكّر الناس حينئذٍ سوى بملذاّتهم. والأشرار سيستسلمون لكافّة أنواع الخطايا. أمّا أبناءُ الكنيسة المقدّسة، أبناءُ إيماني، أتباعي الحقيقيّون، فإنّهم سينمون ويزدهرون في محبّة الله ومحبّة أعزّ وأثمن الفضائل لديّ. طوبي للنفس التي لتواضعها مَقودةٌ بالروح القدس، فلسوف أكافح معها حتى تبلغ كمال العمر.
الطبيعة تطلب الإنتقام لأجل أعمال البشر، وترتعش خوفاً في انتظار ما سيحدث للأرض المدنّسة بالجريمة. إرتجفي أيّتها الأرض، وأنتم أيّها المدّعون بأنّهم خدّام يسوع، والذين في داخلهم، يعبدون أنفسهم فقط، إرتجفوا، لأنّ الله سيتخلّى عنكم ويسلّمكم لعدوّه، لأنّ الأماكن المقدّسة حوّلتموها إلى حال الفساد (رؤيا 11، 2 / رؤيا 20، 9)، كما وأنّ أديرة كثيرة لم تعد بيوتاً لله بل أصبحت مراعياً لأزموداوس (شيطان النجاسة) وأتباعه.
إنّ المسيح الدجّال سيولد في هذه الآونة “الذي ينكر أنّ يسوع هو المسيح”، 1 يوحنا 2، 22: من راهبة عبريّة، من عذراء مزيّفة والتي ستتواصلُ مع الحيّة القديمة، سيّد النجاسة، سيكون والده مطراناً. عند ولادته سيتقيّأ بتجاديف، وتكون له أسنان، وباختصار سيكون هذا المسيح الدجّال تجسّداً للشيطان. سوف يطلق صيحات رهيبة، ويأتي بمعجزات، فلا يكون طعامه إلاّ النجاسة. سيكون له أخوة، ومع أنهم ليسوا شياطين متجسّدين مثله بل أبناء الشرّ. عند بلوغ الثانية عشر من أعمارهم، سيأسرون انتباه الناس لهم بسبب الإنتصارات الراقية التي ينجزونها. وسرعان ما يترأّسون كلّ منهم جيوشاً، تساندها جحافل الجحيم.
ستتبدّل فصول الطبيعة ولن تنتج الأرض إلاّ الثماراً الفاسدة، وتفقد النجوم مسارها الطبيعيّ المنتظم ولن يعكس القمر إلاّ نوراً أحمر خافتاً (متى 24، 29)، وتسبّب المياه والنيران حركات تشنّجية للكرة الأرضيّة، وهزّات أرضيّة هائلة ستُغرق جبالاً ومدناً عديدة. روما ستفقد الإيمان وتغدو مقرّ المسيح الدجّال (2 تسالونيكي 2، 4) ستتمكّن شياطين الفضاء بالإشتراك مع المسيح الدجّال، من إنجاز معجزات عظيمة على الأرض وفي الفضاء، فيما يزداد البشر إنحرافاً فوق انحراف.
إنّ الله سيعتني بعباده المُخلصين وبذوي النيّة الصالحة. سيُبشَّر بالإنجيل في جميع الأنحاء، وكلّ الشعوب وكلّ الأمم ستُعلَمُ بالحق.
إنّي أوجّه نداءً مُلِحّاً للعالم. أدعو التلامذة الحقيقييّن للإله الحيّ المالك في السماء؛ أدعو أتباع المسيح الحقيقييّن الذين يتجسّد المسيحُ فيهم، المخلّص الوحيد والحقيقي للبشر؛ أدعو أبنائي المخلصين لي حقاً، الذين قدّموا ذواتهم لي كي أقودهم إلى إبني الإلهي، أولئك الذين أحتضنهم بين ذراعيّ، الذين عاشوا بروحي. أخيراً أدعو رسل آخر الأزمنة (متى 24، 31)، تلامذة المسيح الأوفياء، الذين عاشوا محتقرين العالم وذاتهم، بالفقر وبالتواضع، محتَقَرون وصامتون، بالصلاة وبنكران الذات، بالطهارة وبالإتّحاد بالله، وبالألم، ومجهولون من العالم. لقد حان الوقت لكي يخرجوا ويملأوا العالم بالنور. هيّا، وأظهروا أنفسكم لتكونوا أبنائي الأحبّاء، أنا معكم وفيكم، شرط أن يكون إيمانكم هو النور الذي يهديكم في أيّام الظلمة هذه.
ليجعلكم حماسكم تتجوّعون لمجد وكرامة يسوع المسيح. كافحوا، يا أبناء النور، أنتم، القلائل الذين يستطيعون أن يُبصروا؛ فها هو زمن كل الأزمنة، ونهاية كل النهايات.
ستُحتجَبُ الكنيسة، ويعمّ الذّعر العالم. ولكن هوذا “أخنوخ وإيليا” (شاهدا الرؤيا الذي يقيمهما الله ضدّ المسيح الدجّال / رؤيا 11، 3) سيأتيان ممتلئان بروح الله وسيبشّران بقوّة الله، فيؤمن بالله ذوو النيّة الصالحة، وتتعزّى نفوس كثيرة. سيُنجزونَ تقدّماً كبيراً بنعمةِ الروح القدس ويقضون على أكاذيب المسيح الدجّال الشيطانيّة.
ويْل لساكني الارض!
فلسوف تعمّ الحروب الدامية والمجاعات والأوبئة والأمراض المُعدية. وستمطر السماء وابلاً رهيباً من الحيوانات (“جراد” الرؤيا 16، 21 / 9، 3 – 11). وستزعزعُ الرعود مدناً وتبتلعُ الزلازل بلداناً، وسوف تُسمعُ أصواتٌ في الفضاء. سيضرب الناس رؤوسهم على الحيطان، طالبين الموت، لكن الموت سيكون لهم في شكل العذاب. وستجري الدّماء من كلّ الجهات والنواحي. فمن يستطيع إذاً أن يكون المنتصر إن لم يقصّر الله زمن الإمتحان.
بعد كل دماء، ودموع، وصلوات الأبرار الصالحين، سيعود الله عن غضب (متى 24، 22).
سيُقتل كلّ من “أخنوخ و إيليا”. وروما الوثنيّة ستزول. ستسقط نار من السماء وتلتهم ثلاث مدن، المسكونة كلها ستُصابُ بالذعر والرعب. كثيرون سيستسلمون ليُقادوا إلى الهلاك (وراء الدجّال) لأنهم لم يعبدوا المسيح الحقيقي الذي عاش بينهم.
لقد حان الوقت. إنّ الشمس ستظلم، والإيمان وحده سَيَحْيا.
هوذا الوقت وقد حان الآن. إنّ الهاوية تنفتح (رؤيا 9، 1 – 2) ها هو ملك ملوك الظلام. ها هوذا الوحش (رؤيا 13، 1 / 17، 8) مع أتباعه الخاضعين، داعياً نفسهُ مخلّص العالم. سيرتفع في الجو بغطرسة ليصل إلى السماء. لكن رئيس الملائكة ميخائيل سيخنقه بدخان نَفَسِهِ فينهار، والأرض التي ستكون في سلسلةٍ متواصلةٍ من التغيُر الجغرافي لطبقاتها لثلاثة أيام متتالية، ستفتح أجوافها الناريّة، ويكون له أنه سيغوص إلى الأبد مع أتباعه في هوّة الجحيم الأزليّة (رؤيا 19، 20 / 20، 9-10). وبعد ذلك ستُطهّر الماء والنار الأرض وتلتهم كلّ أعمال كبرياء البشر (في حضارتهم ومدنيّتهم) وسيتجّدد كلّ شيء. وسيُعبد الله ويُمجّد (رؤيا 21، 1).
“يا ولداي، أوصلا الرسالة الى شعبي كلّه”