62- شفاء حماة سمعان بطرس | قصيدة الإنسان – الإله
كتاب قصيدة الإنسان – الإله
ماريا فالتورتا | الإنجيل كما كُشف لي
الجزء الثاني
{السنة الأولى في الحياة العلنية}
62- شفاء حماة سمعان بطرس
03 / 11 / 1944
بطرس يتحدّث إلى يسوع: «يا معلّم، أرجوكَ أن تأتي إلى بيتي. لم أجرؤ على قول ذلك يوم السبت الماضي، ولكن… أريدكَ أن تأتي.»
«إلى بيت صيدا؟»
«لا، هنا… إلى بيت زوجتي، أقصد بيتها الوالدي.»
«لماذا هذه الرغبة يا بطرس؟»
«إيه!… لأسباب كثيرة… ثمّ لقد أخبَروني اليوم أن حماتي مريضة. لو تتكرّم بشفائها، فقد…»
«أَكمِل يا سمعان.»
«كنتُ أريد القول… لو تَقَرَّبتَ منها، لكان انتهى الأمر… نعم، فإنّ خُلاصة القول، أنتَ تَعلَم أنّ سماع حديث عن شخص ما يختلف تماماً عن رؤيته وسماعه بالذات، وإذا كان هذا الإنسان في النهاية هو الذي يشفيها، إذاً…»
«إذاً تريد القول بأنّ الضَّغائن تتلاشى.»
«لا ليست ضغينة، إنّما أنتَ تَعلَم… لقد انقَسَمَت البلد إلى آراء متعدّدة، وهي… لا تعرف إلى أيّ منهم تميل. تعال يا يسوع.»
«هيّا بنا. أنا آت. أَخبِر الذين ينتظرون أنّني سأتحدّث الليلة في بيتكَ.»
يَمضون إلى بيت مُنخَفِض، أكثر انخفاضاً حتّى مِن بيت بطرس في بيت صيدا، وهو أقرب أيضاً إلى البحيرة التي يفصله عنها شريط مِن الشاطئ الرمليّ، وأظنُّ أنّ الأمواج، أثناء العواصف، تنتهي إلى جداره الذي، وإن كان منخفضاً، فهو بالمقابل واسع وكأنّه قد أُنشِئَ ليَأوي أناساً كثيرين.
في الحديقة التي تمتدّ أمام المنزل، مِن جهة البحيرة، لا يوجد سوى كَرمَة هَرِمَة كثيرة العُقَد تغطي عريشة ريفيّة، وشجرة تين عتيقة قد تدلَّت صوب المنزل بفعل رياح البحيرة. أوراق الشجر الفوضويّة تُلامِس الجدران وتضرب أُطُر النوافذ المغلقة لتحتمي مِن الشمس الـمُحرِقة التي تضرب البيت الصغير. فليس هناك سوى شجرة التين والكَرمَة وبئر عند الجدار الـمُنخَفِض والضارب إلى الخُضرة.
«ادخُل يا معلّم.»
نساء في المطبخ مُنهَمِكات، البعض في تجهيز الشِّباك والبعض الآخر في طهي الطعـام. يُحَيِّين بطـرس ثمّ يَنحَنين أمام يسـوع خجولات. يُحَدِّقن في وجهه بين الحين والحين بفضول.
«السلام لهذا البيت. كيف حال المريضة؟»
ثلاث نسوة يَقُلن لِأُخرى تمسح يديها بطرف ثوبها: «تكلّمي، فإنّكِ الكنّة الأكبر سنّاً.»
«حرارتها مرتفعة، مرتفعة جدّاً. لقد جئنا لها بطبيب، ولكنّه قال: “إنّها عجوز وشفاؤها مُتَعذّر. فهذا المرض حينما يتعدّى العظام إلى القلب ويُسبّب ارتفاع الحرارة، خاصّة في مثل هذه السن، فمصير المرء الموت. لم تَعُد تأكل… أحاول أن أطهو لها طعاماً مُشهّياً، حتّى الآن، أترى يا سمعان؟ كنتُ أطهو هذا الحساء الذي كانت تحبّه كثيراً. لقد انتقيتُ أفضل سَمَك عُدلائكَ، ولكنّني لا أظنّها قادرة على أكله. وثمّ… هي مضطربة، وهي تنتَحِب وتصرخ وتبكي متذمّرة…»
«اصبرن، وأنتنّ كأنّكنّ أُمّها، وأَجرُكُنّ عند الله. خُذنَني إليها.»
«رابي… رابي… لستُ أدري ما إذا كانت سترغب برؤيتكَ. إنّها ترفض رؤية أحد. وأنا لا أجرؤ على القول لها: “سآتيكِ بالرابي”.»
يبتسم يسوع دون أن يفقد هدوءه، ويلتَفِت إلى بطرس: «لكَ أن تتصرّف يا سمعان، فأنتَ رجل، والأكبر بين الأصهِرة، كما قلتَ لي. اذهَب.»
يَنهَض بطرس عابساً ولكنّه يجتاز المطبخ مُطيعاً ويَدخُل إلى إحدى الغرف، وأَسمَعه من خلال الباب المغلق يتحدّث إلى امرأة. يُخرِج رأسه ويده ويقول: «تعال يا معلّم، بسرعة.» ويضيف بأكثر هدوءاً وبالكاد مفهوماً: «قبل أن تغيّر رأيها.»
يجتاز يسوع المطبخ مُسرِعاً ويَفتَح الباب على مصراعيه. ويقف عند العتبة ويلقي سلامه العذب والمهيب :«السلام لكِ.» ثمّ يَدخُل رغم عدم الردّ. يَذهَب قُربَ مَرقَد مُنخَفِض حيث تستلقي امرأة صغيرة القدّ، رماديّة اللون، هزيلة لاهثة بسبب الحرارة المرتفعة التي جَعَلَت وجهها المتأجّج أحمراً.
ينحني يسوع باتّجاه السرير، يبتسم للعجوز «أتتألّمين؟»
«إنّني أموت.»
«لا ، لن تموتي. هل تستطيعين الإيمان بأنّني قادر على شفائكِ؟»
«ولماذا تفعلها؟ إنّكَ لا تعرفني.»
«مِن أجل سمعان الذي رجاني… وكذلك مِن أجلكِ، لأَمنَح نفسكِ فرصة لترى النور وتحبّه.»
«سمعان؟ كان الأجدر به… كيف تراه فَكَّرَ بي إذن، سمعان؟»
«هذا لأنّه أفضل مِمّا تعتقدين. أنا أعرفه. أنا أعرفه وسعيد بالاستجابة له.»
«هل تشفيني إذاً؟ ألن أموت؟»
«لا يا امرأة لن تموتي في هذه الآونة. هل تستطيعين الإيمان بي؟»
«أؤمن، أؤمن. يكفيني ألّا أموت!»
يَبتَسِم يسوع أيضاً. يمسك بيدها، فتختفي اليد الخشنة ذات الأوردة المنتفخة في يد يســوع الرجوليـّة. وينتَصِب متّخذاً الوضعيّـة التي يأخذهـا عند اجتراح المعجزة، ويهتف: «تعافي فأنا أريد ذلك! انهضي!» ويترك يد المرأة تنزل، فتعود دون أن تتذمّر على الرغم مِن أنّها قبلاً قد أَنَّت مِن الحركة حينما أمسَكَ بها يسوع رغم أنّه فَعَل ذلك بلطف.
فترة صَمت قصيرة تصرخ العجوز بعدها بصوت عال: «آه! يا إله الآباء! ولكن لم يعد بي شيء! ولكنّني قد شُفيتُ! أَقبِلن! أَقبِلن!» وتُقبِل كنّاتها، فتقول العجوز: «ولكن انظرن! إنّني أتحرك ولا أشعر بألم وقد انخَفَضَت الحرارة! انظرن كم أنا نَضِرة! ولم يعد قلبي يبدو مثل مطرقة الحدّاد. آه! لن أموت!» ولم تقل كلمة واحدة للربّ.
إلّا أن يسوع لم يَغتَظ، بل يقول للكنّة الأكبر: «أَلبِسيها كي تَنهَض. إنّها قادرة على ذلك.» ويبتعد ليَخرُج.
يَلتَفِت سمعان مُحرَجَاً صوب حماته: «المعلّم قد شفاكِ، أفلا تقولين له شيئاً؟»
«بالطبع! لم أفكّر بذلك. شكراً. ما الذي يمكنني فعله لأشكركَ؟»
«أن تكوني صالحة، صالحة جدّاً. فالأزليّ كان طيّباً معكِ. وإذا لم يكن يزعجكِ فاسمحي لي أن أستريح اليوم في بيتكِ. لقد جلتُ المحيط كلّه خلال هذا الأسبوع ووصلتُ فجر هذا اليوم. إنّني متعب.»
«بكلّ تأكيد! أَطِل المكوث كذلك لو كان يوائمكَ.» ولكنّ أقوالها لم تكن تحمل مِن الحماس إلّا قليله.
ويذهب يسوع مع بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنّا للجلوس في الحديقة.
«يا معلّم!…»
«بطرسي؟»
«إنني خَجِل.»
يُشير يسوع كما ليقول: «لا عليكَ.» ثمّ يقول: «ليسَت الأولى، ولن تكون الأخيرة بين الذين لا يشكرونني مباشرة. ولكنّني لا أطلب ردّ الجميل. يكفيني أن أمنح النفوس نهج الخلاص. أنا أقوم بواجبي. وعليها القيام بواجبها.»
«آه! هل كان هناك آخرون مثلها؟ أين؟»
«يا سمعان الفضوليّ! ولكنّني أُحِبُّ أن أُفرِحكَ. رغم أنّي لا أُحِبُّ الفضول عديم الجدوى. في الناصرة، هل تذكر أُمّ سارة؟ لقد كانت مريضة جدّاً عندما وصلنا إلى الناصرة، وقيل لنا إنّ الصغيرة تبكي. ولكي لا أجعل منها، وهي الطيّبة واللطيفة، يتيمة، وفي الغد مُشرَّدة، لذا مَضَيتُ إلى المرأة… بُغيَةَ شفائها… ولكن ما أن وَطئتُ العتبة حتّى طردني زوجها وأخوه قائِلَين لي: “اذهب، اذهب! لا نريد مشاكل مع المجمع”. فلقد أصبَحتَ في نظرهم ونظر الكثيرين عاصياً… ومع ذلك فقد شَفَيتُها… مِن أجل أولادها. وقد قلتُ لسارة التي كانت في الحديقة، وأنا ألاطفها: “إنّني مُبرِئ أُمّكِ، عودي إلى البيت ولا تعودي تبكين”. وقد شَفَيتُ المرأة في اللحظة ذاتها، ورَوَت لها الطفلة وكذلك لأبيها وعمّها، ما حَدَث… فعوقبَت لتحدّثـها معي. عَلِمتُ بذلك مِن الطفلة التي لحقَت بي بينما كنتُ أغادر البلدة… إنّما لا يهم.»
«لو كنتُ أنا المعنيّ لأعدتُها إلى مرضها.»
يبدو يسوع صارماً: «بطرس! أهذا ما عَلَّمتُه لكَ وللآخرين؟ ما الذي سَمِعتَه منّي في المرّة الأولى التي اسـتَمَعتَ فيهـا إليَّ؟ عن أيّ شـيء تحدَّثتُ كشرط أوّل لتكونوا تلاميذي الحقيقيّين؟»
«أنتَ محقّ يا معلّمي. أنا أحمق حقيقي. سامحني. ولكنّني… لا يمكنني تحمّل أن أحداً لا يحبّكَ!»
«آه! يا بطرس سترى أنواعاً أخرى كثيرة مِن اللامبالاة! ستفاجأ كثيراً يا بطرس! هناك أشخاص كالعَشّارين يَحتَقِرهُم مَن يُعتَبَرون قِدِّيسين، بينما هم على العكس سوف يكونون مثالاً للعالم يُحتذى به، مثالاً لا يتّبعه الذين يَحتَقِرونهم. فهناك وثنيّون سيكونون بين أعظم المؤمنين، وبَغايا سيُصبِحن طاهرات بقوّة الإرادة والتوبة، وخاطِئون يَستَقيمون…»
«اسمَع: أن يهتدي خاطئ… يمكن تصديقه. إنّما بغيّ وعَشّار!…»
«ألا تظنّ ذلك؟»
«أنا، لا.»
«أنتَ مخطئ يا سمعان. ولكن ها هي حماتكَ مُقبِلة إلينا.»
«يا معلّم… أرجوك أن تَقبَل دعوتي إلى الطعام.»
«شكراً لكِ يا امرأة. جزاكِ الله خيراً.»
يَدخُلون إلى المطبخ ويجلسون إلى الطاولة. أمّا العجوز فتَخدُم الرجال مُوَزِّعة عليهم حساء السمك والسمك المقليّ بسخاء. وتعتذر: «ليس لديّ شيء آخر.» ولكي لا تُغَيِّر عادتها تقول لبطرس: «عدلاؤكَ يأتون بالكثير منه وحدهم، وهُم على هذه الحال مذ رحلتَ إلى بيت صيدا! فلو كان ذلك منكَ على الأقلّ لأدّى إلى غِنَى ابنتي… إلّا أنّني على يقين بأنّكَ في الغالب غائب ولا تصيد.»
«إنّني أتبَع المعلّم. لقد كنتُ معه في أورشليم وأبقى معه يوم السبت. فأنا لا أهدر الوقت في التهتّك.»
«لكنّكَ مع هذا لا تكسب شيئاً. وطالما تريد أن تكون خادم النبيّ، فخيراً تفعل لو تَقطُن هنا مِن جديد. على الأقلّ هذه المسكينة ابنتي تجد أهلاً يقيتونها عندما تمارس أنتَ القَدَاسة.»
«ألا تخجلين مِن حديثكِ هذا أمامه وهو الذي شفاكِ؟»
«أنا لا أنتقده هو. فهو يؤدّي عمله. بل أنتقدكَ أنتَ الكسول، ذلك أنّكَ لن تصبح أبداً نبيّاً ولا كاهِناً. فأنتَ جاهل وصيّاد سمك، ولا تنفع لشيء.»
«مِن حسن الحظّ أنّ هو هنا، وإلّا…»
«سمعان، إنّ حماتكَ تُقَدِّم لكَ نصيحة رائعة. يمكنكَ الخروج إلى الصيد مِن هنا. ويبدو لي أنّكَ كنتَ في السابق تصيد حتّى في كفرناحوم. فيمكنكَ العودة الآن أيضاً.»
«والسَّكَن هنا مِن جديد؟ ولكن يا معلّم أنتَ لا…»
«حسناً يا بطرسي. لو تُقيم هنا فستكون إمّا في البحيرة وإمّا معي. بالنتيجة ما الضير فيما لو سَكَنتَ في هذا البيت؟» ويضع يسوع يده على كتف بطرس. ويبدو أنّ سكون يسوع يَنتَقِل إلى التلميذ الـمُحتَدِم.
«أنتَ على حقّ. إنّكَ دائماً مُحِقّ. سأفعلها. ولكن… هؤلاء؟» ويشير إلى شريكَيه يعقوب ويوحنّا.
«أفلا يستطيعان المجيء كذلك؟»
«آه! أبونا وأُمّنا بشكل خاصّ، سيكونان سعيدين للغاية إذا عَلِما أنّنا معكَ، بل أكثر سعادة مِما لو كُنّا معهما. لن يُعارِضا.»
يقول بطرس: «قد يأتي زبدى كذلك.»
«إنّه أكثر مِن مُحتَمَل، بل وآخرون معه. سنأتي يا معلّم، سنأتي بكلّ تأكيد.»
ويأتي طفل إلى الباب يسأل: «هل يسوع الناصريّ هنا؟»
«إنّه هنا، ادخُل.»
يتقدّم الطفل، وأتعرّف عليه، إنّه أحد الذين رأيتُهم في الرؤى الأولى في كفرناحوم. إنّه بالضبط ذاك الذي، عندما كان مرتمياً عند قدمي يسوع، وَعَدَ بأن يكون صالحاً ليأكل مِن عَسَل الجنّة.
يقول يسوع: «تقدّم يا صديقي الصغير.»
والطفل المتهيِّب قليلاً مِن الناس الكُثُر الذين يَنظُرون إليه، يُسَكِّن روعه ويَركُض صوب يسوع. يُعانِقه المعلّم ويُجلِسه على ركبتيه ويُناوِله مِن سمكته لقمة في قطعة خبز.
«هاك يا يسوع، هذا لكَ. اليوم أيضاً قال لي ذاك الشخص: “إنّه يوم السبت. خذ هذا لحاخام الناصرة وقل لصديقكَ أن يصلّي مِن أجلي”. إنّه يعرف أنّكَ صديقي!…» يضحك الصبيّ سعيداً ويأخذ لقمة السمك بالخبز.
«أحسـنتَ يا يعقوب الصغير! ستقول لذاك الشخص إنّني سأرفع صلاتي إلى الآب مِن أجله.»
فيسأل بطرس: «هل هذا للفقراء؟»
«نعم.»
«هل هي دائماً التقدمة الاعتياديّة؟ لنَنظُر.»
يعطيه يسوع الصرّة. يُفرِغها بطرس ويَعدّ. «دائماً المبلغ الضخم ذاته! ولكن مَن هو ذاك الشخص؟ قُل يا صغير مَن هو؟»
«ينبغي ألّا أقوله، ولن أقوله.»
«يا لكَ من صارم! هيا كن طيّباً وسأعطيكَ الفواكه.»
«لئن شَتَمتَني أو لاطَفتَني فلن أقول.»
«ولكن انظروا أيّ لِسان!»
«يعقوب على حقّ يا بطرس. إنّه يفي بوعده. دعه وشأنه.»
«هل تعرف الشخص أنتَ يا معلّم؟»
لا يُجيب يسوع، بل يَهتَمّ بالطفل الذي يعطيه لقمة أخرى مِن السمك المقليّ بعد نزع الحَسَك؛ ولكن بطرس يُصرّ، فيضطرّ يسوع لإجابته: «أنا أعلم بكلّ شيء يا سـمعان.»
«ونحن، أفلا يمكننا أن نَعرِف؟»
«ألن تُشفى أبداً مِن عِلَّتِكَ؟» ينتقده يسوع وهو يبتسم. ثمّ يُضيف: «سوف تعرفه قريباً. فإنّ الشرّ إذ يبغي أن يَظلّ متخفّياً، لا ينجح دائماً في ذلك. بينما الخير الذي يبقى مُستَتِراً ليَستحقّ الأجر، فيأتي يوم يُكتَشَف فيه لمجد الله الذي تتألّق طبيعته في أحد أبنائه. طبيعة الله: الحبّ. وذاك قد أَدرَكَهــا. لأنّــه يحبّ قريبه. اذهب يا يعقوب حاملاً بركتي لذاك الإنسان.»
وتنتهي الرؤيا.
يقول يسوع بعدئذ، لي ومِن أجلي:
«التحيّة التي تحبّينها كثيراً، تحيّتي: “السلام لكِ”، ينبغي أن تكون تحيّتكِ أنتِ للجميع، حتّى ولو كان مُـمَثِّلي، حَيّي كما حَيَّيتُ أنا وكما عَلَّمتُ التحيّة. السلام، أَوَلَيس السلام هو الله ذاته؟ السلام، الذي نتعرّف فيه على أروع الأشياء، أفلا نُسَبِّح الله عندما نُشيد بالسلام؟ فقولي إذاً: “السلام لك”. ليس لكم، بل لك، كما كنتُ أقولها أنا. وعندما يُصادِف أحياناً وجوب دخولكِ إلى بيت فقولي: “السلام لهذا البيت”. فما مِن سلام أشمَل وأَلطَف وأقدَس ويُذَكِّر بي باطّراد مثل هذا السلام.
الوداع. السلام لكِ.»
الكتاب مفيد جدا نشكر ربنا والقائمين على العمل ارجو ان تكملوا باقي الاجزاء
وصلت العدد ٢٦ وارغب بقراءة باقي الأجزاء شكرا للنشر المفيد الشيق لقد نشرت العنوان البارحة