شهر مع قلب يسوع الأقدس (8)

11٬260

اليوم الثامن

لتكن مشيئتك

ماهي المشاعر التي كانت تغمر قلب يسوع عند دخوله الى العالم؟ سؤال قد يتبادر الى الذهن، اما جوابه فيشير اليه الروح القدس في نص ورد على لسان المزمر، وردده العهد الجديد: قال عند دخوله العالم: لم تشأ ذبيحة ولا قربانا، ولكنك اعددت لي جسداً. لم تقبل المحُرقات ولا الذبائح كفارة للخطايا. فقُلتُ حينئذ: هاءَنذا آتٍ اللهم لاعمل مشيئتك. لم تعد القرابين الدموية ولا ثمار الارض وبواكيرها مقبولة كما كانت في العهد القديم، بل تقدمة القلب والطاعة. لانه في الطاعة لارادة الاب السماوي يكمن سر رسالة المسيح الخلاصية، فالطاعة هي اكمل تعبير لاسمى حب.

فمنذ التجسد والولادة، ومنذ التقدمة في الهيكل واثناء سنوات الحياة الخفية البسيطة في الناصرة، ثم في الحياة العلنية كلها الى ساعة اتمام الذبيحة على الجلجلة كانت كلها افعال حب وعطاء وطاعة، كقوله له المجد: “لاني اعمل دائماً ابدا ما يرضيه”. وكانت طاعة يسوع كاملة لا حدود لها، كقول بولس الرسول: اطاع حتى الموت، موت الصليب. فكم علينا ان نقتدي بيسوع فنطأطئ الرأس امام ارادة الله طائعين لتدابيره مرددين بتواضع وثقة وايمان: لتكن مشيئتك.

05

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي.

إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.

03

تأمل في أنّ قلب يسوع عادل وأمين

لقد رأينا أنّ حبَّ قلب يسوع لنا كلُّه كَرَمٌ وسخاء وبذلْ ذات بلا حساب وبلا ملل، وإذا ما عرفنا جيداً عظمة هذا الحب ما علينا إلا أنْ نُجيبَ المحبةَ بالمحبةِ الصادقة. وهذا ما يطلبُه منا أن نكونَ مثلَه رحومين وعادلين لأن الرحمة والعدالة صفتان متلازمتان لا تنفصلان. وهذا ما يقولُه لنا متّى الإنجيلي إذ يقول يسوع: يُشبه ملكوت السماوات رجلٌ مسافر دعا عبيدَه وسلّمَهم أموالَه فالواحد أعطاه خَمْسَ وَزَناتٍ والآخر وزنَتَين والآخر وزنة واحدة كلٌّ على قَدرِ طاقتِه وسافر (متى 14:25-31).

في هذا المثل نرى عدلَ يسوع ونرى عطاءه اللامحدود، فقد حظينا بالحياة، والحياة هبةٌ منه وهي وزنة علينا أنْ نتاجِرَ بها ونربح لا أنْ ندفنَها ونترك الحياة بلا ثمرة فعندما يأتي الحصاد نظهر وأيدينا فارغة فنكون بذلك قد أهملنا موهبة الحياة التي أُعطيَتْ لنا ودفنّا وزنَتَه في الأرض وأصبحنا بلا ثمرة، بينما الرب يطالب بحقِّه مع ربح وزنَتِه ويسألكَ: ماذا صنعتَ بالوزنةِ التي وهبتُكَ إيّاها ؟ أعطني حسابَ وكالتِكَ. أين محبتُك لي ؟ عند ذاك تقف في تلك الساعة واجماً وتُتمتِم بعض الكلمات مثل الكسلان وتقول: لقد أخفيتُها ودفنتُها وبدّلتُ المحبةَ بالنسيانِ والنكران… حينئذٍ يكون البكاء وصرير الأسنان.

نعم، لنُدرِك أنّ حبَّ قلب يسوع لنا هو ليعلِّمَنا العملَ والعطاء في العدل والمحبة وهو يطالب بأنْ لا تكون حياتُنا بلا جدوى بل أنْ تكونَ حياةُ محبٍ وصديقٍ أمين… وفي هذا الصدد يقول الكاردينال “مرسيه”:”إنّ قلب يسوع يدعو حياة الإنسان لتُلاقي حبيبَين، الحب الإلهي الذي يتنازل ويدعو إليه الإنسان، وحب الإنسان الذي يَهِب ذاتَه لله”. فلنَهِب الله حسْبَ طلبِهِ حياتَنا وحبَّنا بهذه يكون حب قلب يسوع عادلاً وأميناً.

01

تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية، عند صليب المسبحة أتل الصلوات التالية:

يا قلب يسوع حبيبي زدني حبّاً لك. يا يسوع فاديّ إليك أسلم قلبي فضعه في قلبك فإني لا أريد أن أعيش إلا فيه. فليكن قلبي قرباناً لك. يا يسوع لك أقدّم هذه المسبحة لأستحقّ مواعد قلبك الأقدس.

على الحبات الكبيرة:

أيها الآب الأزلي، إني أقدّم لك دم سيّدنا يسوع المسيح الثمين للغاية، وفاءً عن خطايانا ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.

على الحبات الصغيرة:

يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.

في خاتمة العشر حبّات:

يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي.

09

كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
يا ربّنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربّنا يسوع المسيح إستجبنا
أيّها الآب السماوي الله إرحمنا
يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا
أيّها الروح القدس الله إرحمنا
أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا

يا قلب يسوع ابن الله الأزلي إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المصوَّر من الروح القدس في أحشاء البتول إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المتّحد جوهريًّا بكلمة الله إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذا العظمة غير المتناهية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع هيكل الله المقدّس إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خباء الربّ العليّ إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع بيت الله وباب السما إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع أتّون المحبّة المضطرم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع منـزل العدل والمحبّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المفعم جودًا وحبًّا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع لجّة الفضائل كلّها إرحمنــــــــــا
يا قلب يسوع الجدير بكلّ تسبحة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الحاوي كلّ كنوز الحكمة والعلم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مسكن ملء اللاهوت كلّه إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع موضوع سرور الآب إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الذي من فيضه أخذنا جميعنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الطويل الأناة والكثير الرحمة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع الغنيّ لكلّ من يدعونك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة إرحمنـــــــــــــا
يا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الموسع عارًا لأجلنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المنسحق لأجل أرجاسنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطيع حتّى الموت إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع مصدر كلّ تعزية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حياتنا وقيامتنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع صلحنا وسلامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذبيحة الخاطئين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خلاص كلّ المتوكّلين عليك إرحمنـــــــا
يا قلب يسوع رجاء الذين يموتون في محبّتك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع نعيم جميع القدّيسين إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع حماية مكرّميك الحلوة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع قوّة الضعفاء إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملجانا في يوم التجربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مستحقّ ذبيحة قلوبنا إرحمنـــــــــــا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون

س: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
ج: إجعل قلبنا مثل قلبك.

يا ربّنا يسوع المسيح، يا من بمحبّة جديدة ارتضيت أن تفيض على كنيستك خيرات قلبك الإلهيّة، إمنحنا قوّة لأن نكافئ محبّة هذا القلب الأقدس، وبالكرامة الواجبة نعوّض عن الإهانات التي يفعلها جاحدو معروف هذا القلب الحزين.

أيّها الإله الأزليّ القادر على كلّ شيء، أنظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدّمها لعزّتك عن الخطأة. فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم باسم ابنك سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس، إلى دهر الداهرين. آمين.

خبر

كتب الأب بيير كلود أحد الآباء اليسوعيين إنه كان عائشاً في عصر القديسة مرجريتا مريم في القرن السابع عشر وكان أول مَن استخدمهم الرب لنشر عبادة قلبه الأقدس بين المؤمنين. فيسوع هو نفسُه الذي أنابَه للقيام بهذه المهمة الجليلة بوساطة القديسة مرجريتا مريم إذ اختارَه ليكون مرشِدَها الروحي فقد قال لها يسوع يوماً في ظهوراتِه: “اذهبي واسترشدي بالأب بيير إنه صديقي الحميم وخادمي الأمين واتبعي كلَّ نصائِحِه”

فهذا القديس العظيم رغم سموِّ قداستِهِ وتأدية رسالتِهِ على الوجه الأكمل ومواصلةِ الليل بالنهار للقيام بواجباتِهِ الروحية كان يبكي بكاءً مراً طوال أيام حياتِه ويقول: “الويلُ لي أنا الشقيّ، لأني لا أعمل كلَّ الخير الذي يمكن عملُه، ولا أتاجر بوزنتي كلِّها”… بهذا يجب على كل إنسان أن يكونَ أميناً للوصية التي أُعطِيَتْ له.

تقدمة لقلب يسوع

يا قلب يسوع، يا أقدس القلوب وأحنها، أي شيء لم تفعل لكي تكون محبوبا من البشر. هجرت لأجلهم جلال عظمتك ومجدك، وبذلت دونهم كل شيء، حتى أرقت دمك الطاهر إلى أخر نقطة.
وجعلت نفسك إلى إنقضاء الدهر تعزية لنا وحماية وقوتاً في مسالك هذه الحياة الوعرة أما نحن فماذا فعلنا مكافأة لهذه المحبة إننا بدلاً من ان نقابل الحب بالحب، لم نكف عن عصيانك و الإساءة إليك. فمن ثم نسألك المغفرة أيها الراعي الصالح، يا من لايعرف غير المحبة والتألم عن جميع المرارات التي سببناها لقلبك الأقدس، وعن تراخينا ومناولاتنا الفاترة، وسيرتنا العادمة التقشف والشهوانية، آمين.

اكرام

     كن مستعداً لعمل مشيئة الرب حسب نداء قلبه الأقدس فهو يدعوكَ لكي تكون أميناً في رسالتِكَ وعادلاً أمام نِعَم الحياة التي أُعطيت لكَ.

نافذة

يا قلب يسوع اجعلني أميناً لرسالتي


شهر مع قلب يسوع الأقدس
 →  السابق       التالي  ← 
مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.