صوت المسيح (2) – أُطلبني

1٬960

03990_000_bofm-image-1

أُطلبني
أنا ما تحتاج إليه
أنا غاية وجودك
بدوني لا تستطيع شيئ
فيَّ جميع كنوز الحكمة والعلم
أنا نور العالم.
أنا الطريق: ومتى كنت فيَّ كنت في الطريق
أنا الحق: ومتى كنت فيَّ كنت في الحق
أنا الحياة: ومتى كنت فيَّ كنت في الحياة، وكانت الحياة فيك
كلام الحياة الأبدية عندي
بي تستطيع أن تقدم للآب السماوي، ذبيحة شكرك وتمجيدك
ذبيحة كاملة طاهرة نقية، يسر بها الآب كما يسر بكل ما هو للإبن.
أطلبني تجد فيََّ كل شيء.


 

أطلبني لأن قيمتك بقيمة ما تطلبه
فإن لم تطلبني أنا، تطلب ذاتك، ولا تلاقي حينئذٍ إلا العدم
عدمٌ يرافقه شعورٌ حاد بمرارة غرورك
لأن من يجدُ نفسه بدوني، أنا الرب،
لا يجد إلا حفنة من التراب: “تذكر يا إنسان أنك تراب”.
أنا كل شيء، فاسعَ في طلبي إن أردت أن تزين حياتك بوحدتها وقيمتها الحقيقية.
كن كلياً متجهاً اليَّ
تعلق بي، فأجعلك شيئاً مني،
لتدرك حياتك معناها الحقيقي، أي معناها الإلهي.
لأنك، شئت أم أبيت،
لا معنى لحياتك إلا إذا وجهتها اليَّ
لا قيمة لأعمالك إلا إذا كانت كلها سعياً لطلبي.


 

أطلبني فتصبح حياتك بطلبك أيايَّ، خصبةً، مثمرةً، مفيدةً…
ما أكثر الذين حياتهم سقيمة عقيمة
رغم كثرة إنشغالهم وتعدد أعمالهم
ورغم ما يظنه الناس فيهم.
لأن أَحكامي ليست كأحكام الناس ولا تقديري كتقديرهم
إني لا أُقَدَّر أحداً بقيمة ثروته أو علومه أو ألقابه
لا ولا بحسب رجاحة عقله وكرم نسبه.
ماذا تنفع الإنسان هذه كلها إن خسر ذاته وأبَديَّتَهُ؟
كل ما يناله الإنسان خارجاً عني، يؤول الى خرابه وشقائه
فاطلبني إن أردت أن تبنيَّ صرح حياتك بمأمن من الدمار والخراب.
أطلبني إن أردت ألا تكون حياتك كالصحراء القاحلة،
بل كالأرض الخصبة التي تثمر مئةً  بدلاً من واحد.
إنَّ فيك زرع الحياة الأبدية.
ولكن إن لم تغذه من روحي فانه سيموت.


 

أُطلبني بنيةٍ طاهرة،
وشوقٍ خالص من كل أنانية،
وإرادةٍ مستقيمة لا إعوجاج فيها.
ما أكثر الذين يطلبونني أو يظنون أنهم يطلبونني
وهم بالحقيقة لا يطلبون إلا ذواتهم، لا تكن منهم…
أطلبني لذاتي أنا، لتجدني لك أنت
أُطلبني لتمجيدي أنا، لا لكمالك أنت
لأن الكثيرين يطلبونني كوسيلة من الوسائل، تحقيقاً لذواتهم.
أُطلبني طلبك للغايةِ التي من أجلها خلقت.
أُطلب ما يهمني أنا، ودعني أعتني بأمورك.
إنس نفسك ومصالحك الشخصية وفكر فيَّ
حينئذٍ أفكر فيك، وفي مصالحك نيابةً عنك.
” فكر فيَّ أفكر فيك”
“أُطلبوا ملكوت الله وأعماله الصالحة فيزداد لك ما سواها”.


 

أُطلبني بثبات وبلا ملل،
ولا تستغرب إن بدا لك بعض الأيام أنت ملاقاتي مستحيلة.
من يطلبني لا يجدني لأول وهلة،
ألست أنا “الرب الخفي” ؟
وأية قيمة واستحقاق لطلبك إياي، إذا وجدتني بلا عناء؟
إني لا أُظهر نفسي إلا لمن يريد إرادة قوية أن يجدني،
ومن يسعى الى لقائي باخلاص وثبات راضياً بما يرافق سعية من التضحيات.
هل لك هذه الإرادة وهذا الرضى؟
هل أنت ذاك الرجل الذي باع كل ما له
وابتاع حقل الجوهرة الثمينه، رمز القداسة؟
وهل تظن أن هذا الرجل لم يُطِل في حقله الجديد، قبل أن يعثر على الجوهرة؟
فاحفر أنت في أعماق نفسك وأطل الحفر لعلك تجدني فيها…


 

أُطلبني حيث أنا في القربان الأقدس
حيث لا أزال أقدم نفسي ذبيحة للآب من أجلك
وحيث أنا بانتظارك ليل نهار
أُطلبني في أعماق نفسك حيث أنتظر عودتك اليها لأظهر لك نفسي
إنني ساكن فيك، كما أسكن في الكناس، أتفطن الى ذلك؟
أُطلبني في كل ما يحيط بك
تعلم أن تكتشف آثاري في جميع الخلائق
فيسهل عليك حينئذٍ أن تحوَّل العالم الى نشيد تمجدني به.
“السماوات تنطق بمجد الله والجلد يخبر بعمل يديه”.
أُطلبني خاصة في إخوتك المحيطين بك.
تعلَّم أن ترى وجهي في كل هذه الوجوه التي تلاقيها يومياً.
لتكن محبتك لهم محبةً إلهية فائقة الطبيعة، أي غريبة عن الأهواء والأغراض البشرية.
أحببهم كما أحبهم أنا وكما تحبني أنت، “أنا فيهم وهم فيَّ”.
تعلم أن ترى في كل واحد منهم، عضواً من أعضائي.


 

أُطلبني في جميع الأشياء:
في صلاتك التي أريد أن تحولها باتحادك بي الى اشتراكٍ معي في عمل الخلق والفداء
لتكن أعمالك واتعابك صدى أعمال أبي يوم خُلق العالم،
وصدى أتعابي خلال تجوالي على الارض بين البشر.
أُطلبني في آلامك التي به
” أُكملُ في جسدك ما ينقص في آلامي من أجلي جسدي السري، أي الكنيسة”.
أُطلبني أيضاً في أفراحك ولهوك وأوقات راحتك.
كثيرون يديرون طرفهم اليَّ متى كانوا في حزن أو عذاب.
ولكن ما أقل الذين يفكرون في أفراحهم،
ليقدموها اليَّ فأباركها كما باركت في حضوري عرس قانا الجليل…
أُطلبني في أوقات الكد والجهاد عندما تكون رازحاً تحت عبء الحياة.
ما أحوجك اليَّ إذاك!…
أُطلبني في كل شيء تجد كل شيء فيَّ.


 

جئت ألقي ناراً عَلى الأرض

كلام الرب

جئت ألقي ناراً على الأرض وماذا أريد ألا اضطرامها؟
“لوقا 12:49”
أما نحن فقد عرفنا وآمنّا بالمحبة
“يوحنا 1 4:16”
إلهنا هو نارُ آكلةٌ
“عبرانيون12:29”
الله هو الذي أحبنا الأول
“يوحنا 1 4:10”
من لا يحب فأنه لا يعرف الله، لان الله محبة
“يوحنا 1 4:8”
بهذا تتبين محبة الله لنا: أن الله أرسل إبنه إلى العالم لنحيا به
“يوحنا 1 4:9”
أحبني وبذل نفسه لأجلي
“غلاطيه 2:20”


 

مناجاة

لقد خلقتكم جميعاً لغاية واحدة وهي أن أعطيكم ذاتي، لأني الحب بالذات.
ولأني نار….. نارٌ آكلة….. نار تضطرم شوقاً إلى الإنتشار، وتحاول بلا إنقطاع أن تبث فيكم شيئاً من شعلتهم الحبيّة.
أَفترض أنت بأن تحرقك هذه النار لتصبح بدورك شعلة تبث لهيب المحبة؟
إن ترضَ بذلك وتشعر بجمال هذه الدعوة فأسمع ما أقوله لك:
إني أنا الرب لست إلا محبه.
ولهذا فأول شيءٍ وأهم شيءٍ أطلبه هو أن تؤمن بمحبتي.
ومن ثم أن تبث هذا الإيمان في من يحيطون بك لا بأقوالك بل بمثل حياتك.
لتشهد حياتك للمحبة كما “شهد يوحنا للنور”.


 

اقسام الكتاب

مقدمة كتاب صوت المسيح
صوت المسيح (1) – تعال اليّ

صوت المسيح (3) – لا تشك أبداً في محبتي
صوت المسيح (4) – انا عطشان
صوت المسيح (5) – إتّحِد بي
صوت المسيح (6) – صلِّ معي

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.