مديوغوريه – لمحة تاريخية
لمحة تاريخية
اين تقع مديوغوريه ؟ من هم سكانها ؟ ما هي ملامحهم ؟
لا وجود للصدف عند الرب ، فإن موقع مديوغوريه الجغرافي هو الأكثر مثالية فهي أبرشية كاثوليكية صغيرة كرواتية، غير معروفة في العالم، تقع في اتحاد البوسنة وهرسوكوفينيا، قمعها بشدة نظام ملحد دكتاتوري، فاختيرت لقبول دعوة سماوية للمصالحة مع تاريخها القديم والجيران من ديانات اخرى ذوي الجذور نفسها. ابرشية مديوغوريه مكونة من خمسة قرى صغيرة: مديوغوريه، بياكوفيتي، فيونيكا، ميلاتينا وشورمانسي. سميت مديوغوريه نسبة الى موقعها “بين التلال”.
سنة 1463 استعبد الفتح التركي البوسنة وهرسوكوفينيا سنة 1482 تم في هذه الحقبة ابادة الرهبان الفرنسيسكان او اجبارهم على التخفي ومشاركة الشعب فقرهم وحاجتهم. لم يقاوم جميع الكرواتيون الإسلام، بل اعتنقه العديد منهم حفاظاً على ممتلكاتهم. هكذا ظهر مسلمون لم يرجع نسبهم الى الشعب الذي تحدروا منه.
شجّع البابا ليون العاشر الكرواتيين على المقاومة واعتاد مناداتهم “حصن المسيحية”. فقُتل عشرات الآلاف منهم. استمر عهد الإرهاب التركي لأكثر من اربعة قرون حتى سنة 1878. تمتع سكان مديوغوريه بالحرية الدينية لعشرين عاماً فقط .حتى بداية الحرب العالمية الاولى سنة 1914. بعد الحرب تُوّج اسكندر ملكاً وهو ارثودكسي صربي فمارست الكنيسة الارثودكسية ضغوطاً كثيرة على الإكليروس الكاثوليكي من اجل التخلي عن الكرسي المقدس وعن نذر العفة. لم يكونوا الكرواتيين راغبين بالتخلي عن هويتهم وايمانهم التي حافظوا عليها لقرون وبتضحية كبيرة. رفضوا الرضوخ بتمرّد ابيّ وقاوموا الهجمات باتحادهم . عانوا كذلك من المجاعة اكثر من اي شعب اخر.
وقعت الحرب العالمية الثانية ، وكانت اكثر رعباً من الاولى، اذ تحولت الى حرب اهلية في مملكة يوغوسلافيا وبلغت الخصومة بين الكرواتيين والصرب قمتها. فتاق الكرواتيون الى الحرية اذ لم يعد باستطاعتهم تحمل ثمانية قرون من الإضطهاد الأجنبي. سيطر القائد الاشتراكي تيتو على المنطقة كلها. فأصبحت دولة من ست جمهوريات ذات ثلاث لغات رسمية وثلاث طوائف كاثوليك، روم، ومسلمون. وفرض تيتو نظام اشتراكي ملحد الذي هو العدو الحقيقي للإيمان، بحيث قام بكل ما في وسعه لتفريق روح الانسان عن الله.
عندما وصلت الحرب الى نهايتها، حاول الكرواتيون الكاثوليك كما حاول غيرهم، الهروب من النظام الإشتراكي الى النمسا. اما الحلفاء الذين كان من المفترض بهم حماية الجيش والمدنيين الذين استسلموا، قاموا على العكس بإعادتهم الى مناصري اليوغسلاف، فلاقى مئتا الف شخص حتفهم وقاموا بإعدام الفارين خصوصا الكرواتيين من هرسوكوفينيا.
وفقدت مديوغوريه القرية الصغيرة 368 من سكانها كما أعدم مئات الكهنة في البوسنة وهرسوكوفينيا مباشرة بعد انتهاء الحرب وتمت مصادرة جميع ممتلكات الكنيسة وإفقار الإكليروس. في المدارس منعوا تعليم الدين المسيحي وبدل ان يتعلم الاولاد ان الله خلق العالم والانسان على صورته تعلّموا ان لا وجود لله وان الانسان ينحدر من اصل القرد.