نتوب ننتعش ونثمر
وقد اجتزنا الأسبوع الثّالث من الصّوم المبارك، تدعونا الكنيسة لوقفة حق مع الذات، وكأنّها تطرح علينا أسئلة ثلاث من خلال النّص الإنجيلي :
– بيلاطس مزج دماء الجليليين بدماء ذبائحهم مرّة في التاريخ، ونحن ألا نمزج دماء الآخرين، مرّات عدّة كل يوم، أليس في داخلنا بيلاطس ينهش الآخرين ليظهر هو وحده القادر الجبّار؟
– سقط البرج في سلوام على ثمانية عشر وقتلهم، ونحن ألا نحسب حساب سقوط أشباه آلهتنا التي نبنيها على أحجامنا لتجيب على شهواتنا وملذاتنا غافلين عن محبّة إلهنا؟
– وشجرة التّين التي مر عليها ثلاث سنوات وهي عقيمة لا ثمر فيها، وأنا أأثمر أم أيضًا تمرّ السنون بلا ثمر، وهل ثمارنا لذيذة طيّبة؟
إخوتي، وقفة حق باتت طارئة، وقفة نتصارح بها مع ذواتنا فلطالما حصرنا صومنا بالتوقف عن الطعام واستعضنا بأكل لحوم الآخرين، لطالما سقطنا تحت حطام آلهة وثقنا بها فخانت الثّقة ودمّرتنا، أمّا الوقت فهو الحياة فالأيّام تمرّ والحياة تفنى ووحده ثمرنا ما يبقى حين نرحل.