هل يوجد جهنّم؟ ماذا يقول الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد؟ كيف يصف يسوع عذاباتها؟

36٬463

تنتشر في الآونة الأخيرة هرطقة كان الآباء يعتقدون أنها زالت وقضي عليها منذ قرون وها هي تعود وتطفو من جديد وقد وجدت من يروّج لها ليس فقط من العلمانيين والملحدين بل للأسف الشديد من المكرّسين كهنة رهباناً وراهبات! هذه الهرطقة القديمة المتجدّدة تُنكر وجود جهنّم وتدعو المؤمنين الى عدم التفكّر بها وإعطائها أي أهميّة. هل يوجد جهنّم؟ ما هي حقيقتها وعلى ماذا يعتمد اعتقادنا بوجودها؟ لكي نجيب بأمانة على هذا السؤال بحثنا في الكتب (فتّشوا في الكتب. يوحنا 39:5) على حسب قول بولس الرسول اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ للهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ. (تيموثاوس 15:2).

هل يوجد جهنّم؟ ماذا يقول العهد القديم؟

النظرة الكتابية العامة للكتاب المقدّس تتضمّن الإعتقاد في حقيقة جهنم، الأبديّة والماديّة. فماذا تقول انت؟ من المثير جدّاً للاهتمام أن نكتشف أن هناك آيات في الكتاب المقدس عن الجحيم أكثر ممّا هناك عن السماء. فلو لم يرد الله منّا أن نعرف حقيقة جهنّم لماذا إذاً يُكرّر الحديث عنها والتحذير منها؟

فيما يلي بعض آيات العهد القديم عن جهنّم:

1- «وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ». (دانيال 2:12) جهنّم هنا توصف على أنها أبديّة!

2- «وَيَخْرُجُونَ وَيَرَوْنَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذِينَ عَصَوْا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ، وَيَكُونُونَ رَذَالَةً لِكُلِّ ذِي جَسَدٍ». يصف الكتاب المقدّس نار جهنّم أنها مكان لا تنطفئ فيها النار.

3- «إِنَّهُ قَدِ اشْتَعَلَتْ نَارٌ بِغَضَبِي فَتَتَّقِدُ إِلَى الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى، وَتَأْكُلُ الأَرْضَ وَغَلَّتَهَا، وَتُحْرِقُ أُسُسَ الْجِبَالِ». (تثنية 22:32) يعلن الله هنا أن جهنّم هي المكان حيث يصبّ فيها نار غضبه.

4- «لِيَبْغَتْهُمُ الْمَوْتُ. لِيَنْحَدِرُوا إِلَى الْهَاوِيَةِ أَحْيَاءً، لأَنَّ فِي مَسَاكِنِهِمْ، فِي وَسْطِهِمْ شُرُورًا». (مزمور 15:55). جهنّم هي عالم ومسكن الأشرار.

هل يوجد جهنّم؟ ماذا يقول العهد الجديد؟

إذا كان التعليم الواضح للعهد القديم لا يكفي، فالعهد الجديد لديه الكثير ليقول كذلك عن جهنّم:

1- «الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ». (تسالونيكي الثانية9:1).

2- «فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ. وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلاً لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ». (رؤيا14: 10-11).

3- «وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ. هذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي. وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ». (رؤيا 20: 14-15)

هل يوجد جهنّم؟ ماذا يقول الرب يسوع؟

بعض الذين يجادلون أن جهنّم لا وجود لها يعتمدون بذلك على أساس إيمانهم بأن يسوع علّم الحبّ والسلام، والغفران – وأنه لم يعلّم عن مكان أبدي من العقاب الناري لغير المؤمنين. الحقيقة هي أنّ العكس هو الصحيح تماما. علم يسوع أكثر عن الجحيم من أي شخص آخر في الكتاب المقدس.

1- «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ». (متى 41:25)

2- «فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». (متى 46:25)

3- وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. (متى 22:5)

4- فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. (متى 30:5-29)

5- فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. (لوقا 23:16-24)

6- لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.(متى 28:10)

7- وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ. (متى 9:18)

8- وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا. (متى 15:23)

9- وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلاَنِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ فِي النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. (مرقس 43:9-47)

10- بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هذَا خَافُوا! (لوقا 5:12)

هل يوجد جهنّم؟ أين العدالة في أبديّة جهنّم؟

إن كانت جهنّم حقيقة، كيف يمكن أن يكون وجودها عدلاً؟ لماذا يعاقب الله المُحِبّ الإنسان الخاطئ الى الأبد، بينما ارتكب الخطايا لفترة 70-80 سنة؟ الجواب هو أنّ كل خطيئة في نهاية الأمر هي ضد الله، الذي هو أبدي. لذلك بما أنّ الله أبدي ولا نهاية له، فكل خطيئة تستحق عقوبة لانهائية.

نعم الله يحبّنا ويريد لكل إنسان أن يخلص. مع ذلك، الله هو عادل أيضاً – لن يسمح بالخطيئة دون عقاب. لهذا السبب أرسل ابنه يسوع المسيح ليدفع ثمن خطايانا. موت يسوع المسيح كان موتاً تامّاً دفع بموته تمام دين خطايانا – لكي لا ندفع نحن أجرة الخطيئة، في جهنّم الى الأبد. كل ما علينا فعله هو أن نضع إيماننا فيه ونثق بأنه غفر لنا ووعدنا بمنزل أبدي في السماء. هذا ما أعدّته محبّته لنا ومن أجل خلاصنا. إن رفضنا هبة الحياة الأبدية من خلال ربّنا يسوع المسيح، فسوف نواجه العواقب الأبدية لهذا القرار – وهو موت أبديّ في نار جهنّم.

مواضيع ذات صلة
تعليقات
  1. غير معروف

    منشكر الله على بابا فرنسيس وبشكر الله خلقني مسحية .

  2. غير معروف

    يارب ارحم.

  3. bolis konda

    وجود الهاويه اوالجحيم صحيح بعدة دلايل من كتاب الحق وهو الكتاب المقدس الذي يدعو البشر لتوبه وشكرا للبابا فرنسيس

  4. يوسف سعد

    لا مفر من هذه الدينونه الا بالمسيح يسوع لانه لا غفران خطايا اا بدم المسيح

  5. منال

    اوصانا الرب يسوع المسيح ان نحبه لانه هو الله لا سواه وان نحب الاخر كما أحبنا وإفتدانا بجسده المقدس ودمه الزكي على الصليب وبهذا نكون معه الى الأبد .

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.