بالصيام نغلب الشرّ
“مُرْ هذا الحجر أن يصير رغيفًا، أُوليك هذا السّلطان كلّه ومجد هذه الممالك، ألق بنفسك من ههنا إلى الأسفل وملائكة الله تحملك”.
أمّنا الكنيسة ومعلّمتنا، تضع لنا في هذا الأحد الأوّل من الصّوم، هذا النّص الإنجيلي “يسوع يصوم في البريّة ويقهر الشّيطان”.
فكونها أم، تعي وتتفهّم وتشعر بتعب أبنائها بعد أسبوع من الصّوم والجهاد في المسيرة نحو القيامة.
وكونها معلّمة، تعمل على إفهامنا وتذكيرنا أنّه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بالعودة أيضًا وأوّلاً إلى كلمة الله وترجمتها في أعمالنا. وأنّه في عالم بات فيه آلاف من أشباه الآلهة (المال، السّلطة، الشّهرة، …) ليس لنا سوى إله واحد، أبٌ حنون، له نسجد وإليه نلتجئ ومنه نطلب، وأن الغنى الحقيقي ليس بالتملّك بل بمراجعة سلّم أولوياتنا فنسلّط محبّة الله سيّدًا على حياتنا.
والأهم إخوتي أنّها تريدنا أبناء واثقين بمحبّة الله لنا، حبّ مجاني لا مشروط، فلا نحاول تجربة الله أو التّشكيك بمحبّته، بل أن نكون كما أرادنا أحرارًا، أصحاب عقول واعية يقظة متيقظة…
إخوتي، تؤكّد العلوم أنّه للتمرّس على عادة معيّنة يكفي تكرارها أربعين يومًا لتتشبّث بشخصيّة الإنسان، فحبّذا لو نعي وصيّة أمّنا وإرشادات معلّمتنا، الكنيسة المقدّسة التّي تُعيد على مسامعنا الكلمة الحيّة المحيية، فنتمرّس على التّمسّك بحب الآب فنتغلّب على كل تجربة.