س1 : لماذا يؤمن الكاثوليّك أن العالم وكلّ الحياة.. هي هبة من الله؟
س1 : لماذا يؤمن الكاثوليّك أن العالم وكلّ الحياة التي به هي مخلوقة وجاءت كهبة من الله ؟ فما الذي يبرهن على وجود الله ؟
أوّلاً: أدلّة المنطق : إنّ عمليّة التّفكير الرّياضيّ البسيط، تفترض حتّمًا سببًا لكلّ شيء، لا شيء يمكن أن يجلب نفسه إلى حيّز الوجود من العدم، من الواضح أن هناك سلسلة طويلة من الأسباب في الكون قد أدّت إلى تكوينه، ولكن في نهاية المطاف يجب أن يكون هناك علة أوّلى، علة لا علة لوجودها، أيّ علة العللّ . هذه العلة ذاتيّة الوجود، ونسميها “الله”.
إنَّ نظرية التّطوّر – حتّى لو ثُبت صحتُها – لن تُقدم تفسيرًا لوجود أصل الأشياء؛ فالتّطور يتعامل ببساطة مع ما قد حدث، أيّ بعد أن وصلت الحياة إلى حيّز الوجود – وبالإضافة إلى ذلك:
1. خلق الإنسان يفترض مُسبقًا وجود خالق متفوّق الشّخصيّة.
2. نظام الكون في العالم يفترض واضعًا لنظامه.
3. الطّاقة الكونيّة تفترض محرّكًا لها.
4. النّواميس الطّبيعيّة تفترض أخرًا ابدعها .
مثل هذه الأسباب تفسّر لنا لماذا هذا العدد الكبير من رواد في شتى العلوم، لهم إيمان عميق بالله بوصفه الخالق .
ثانياً : دليل الوحيّ الإلهيّ : في مناسبات لا تُعدّ ولا تُحصى، قد أظهر الله نفسه، من خلال الرّؤية والصّوت والظّهور، وجميعها وسائل تتقبلها حواس الإنسان، كما وأظهر قدرته الكلّيّة عن طريق المعجزات الخارقة الطّبيعة.
إنَّ العديد من هذه الإعلانات الإلهيّة مُثبتة من خلال سجل تاريخيّمُوثّق؛ فالكتاب المقدّس، على سبيل المثال، مليئ بهذه الإعلانات الإلهيّة، وفي العصر الحديث كان العالم شاهدًا على مثل هذه المعجزات السّماويّة مثل تلك في فاطيمة، ولورد، وغيرها من العديد من المعجزات التي تشير إلى وجود الله .
ثالثًا: دليل الحدس البشريّ : لقد عرف علماء النّفس منذ فترة طويلة أنّ كلّ إنسان – بما فيهم االمُلحدون – لديه سعي حدسيّ وتلقائيّ إلى معونة الله خاصّة في الكوارث الكبرى، كما نجده يتوسّل الرّحمة الإلهيّة بصورة فطريّة، عندما يكون الموت وشيكًا. على سبيل المثال ﭬولتير الفيلسوف الوجوديّ الشّهير- الذي كان بليغاً جداً في نفيه وجود الله في وقت كان يتمتع به بالصّحة والشّهرة والثّروة – فبالرّغم من كلّ كتاباته الإلحاديّة، إلاَّ أنَّه وهو على فراش الموت، سعى وبشكل إلحاحيّ لينال الخلاص على يدّ كاهن كاثوليكيّ.