س9 : لماذا لا تشجع الكنيسة الكاثوليكية قراءة الإنجيل ؟
س9 : لماذا لا تشجع الكنيسة الكاثوليكية قراءة الإنجيل ؟
في بادئ الأمر علينا بوصف السؤال بالخاطئ، أو أقلّه بأنَّه لا أساس له من الصّحة، فهو محض افتراء، يقوم على التّقول لا على البحث والتّدّقيق. ولكن علينا وفي عجالة بالإدلاء ببعض المؤشرات لا على سبيل الدّفاع، وإنَّما بغرض عرض الحقائق من مصدرها.
نتساءل: إذا كانت الكنيسة الكاثوليكية – كما يُدّعى عليها – أنَّها لا تشجع قراءة الإنجيل، فكيف للبابا ولأساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة، وللمؤمنين الكاثوليّك على مختلف انتماءاتهم الثَّقافية والعرقيّة والجغرافيّة، يجتمعون بحكم الكتاب المقدّس تحت إيمان واحدٍ، ألا يكون في ابتعادهم عن كلمة الله الموحى بها فرصة لتشتيتهم واختلافاتهم العقائديّة، الأمر الذي ما كان ولن يكون!؟
بالنسبة للبابوات، لقد قدّموا العديد من الرّسائل الرّعويّة إلى الأساقفة والكهنة والرّهبان والرَّاهبات، وللمؤسسات التّربويّة والإكليريكيّة، ولسائر المؤمنين ليحضونهم على بذل مجهود في قراءة الكتاب المقدس، وجدير بالذّكر أنّ الكتاب المقدس بطبعاته الكاثوليكية هو الأكثر مبيعاً في العالم، كما كان أوّل كتاب مقدّس يُقدّم لعامّة المؤمنين للقراءة قدمته الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثّاني والثّالث للمسيح واعتمدته المجامع المحليّة في هيبو (393) وقرطاجة (397) ، طُبِعَ الكتاب المقدّس من جهد الكنيسة الكاثوليكيّة، تحت إشراف مخترع الطّباعة الكاثوليكيّ Johannes Gutenberg ، ولمن لا يعلم أيضًا نقول:” إنَّ أوّل كتاب مقدّس مقسّم إلى إصحاحات وآيات، هو من عمل رئيس أساقفة كانتربري الكردينال Stephen Langton، ممّا حمل مارتن لوثر على أن يمتدح الكنيسة الكاثوليكيّة بأن قال: ” نحن مجبرون أن نشكر الباباوات الَّذين حفظوا كلمة الله، والتي أستلمناها منهم، والَّذين بدونهم لم يكن لدينا أيّ دراية بها “. كما يجدر بنا التّنويه إلى المجامع المسكونيّة والتي تستند دائمًا إلى الكتاب المقدس، ولا سيَّما الفاتيكاني الثَّاني.