البابا فرنسيس يحتفل بالقداس في بازيليك العذراء سيدة غوادالوبي

625

AFP4978376_Articolo

بعد لقائه بالأساقفة المكسيكيين في كاتدرائية سيدة الانتقال توجه البابا فرنسيس عصر أمس السبت بالتوقيت المحلي إلى بازيليك العذراء سيدة غوادالوبيه حيث احتفل بالقداس بحضور آلاف المؤمنين. في هذا المزار الذي يستقطب أكبر عدد من الحجاج في أمريكيا اللاتينية بأسرها ألقى البابا عظة استهلها مشيرا إلى رواية الإنجيل التي تتحدث عن زيارة العذراء مريم إلى نسيبتها إليصابات، ولفت إلى أن لقاء مريم مع الملاك لم يُبعدها عن اهتماماتها الأخرى ولم يجعلها تشعر بأنها مميزة وعليها أن تنفصل عن حياة أقربائها.

هذا ثم لفت البابا إلى أن الإصغاء إلى هذا المقطع من الإنجيل في هذا المكان بالذات يكتسب نكهة مميزة، مؤكدا أن مريم “امرأة النَعم” شاءت أيضا أن تزور سكان تلك البقاع في أمريكا من خلال شخص القديس خوان دييغو، وكما رافقت مريم حمْل نسيبتها أليصابات ـ قال البابا ـ أرادت أن ترافق أيضا حمل هذه الأرض المكسيكية المباركة. لذا ظهرت للفتى خوانيتو، ما تزال تظهر أمام الأشخاص الآخرين لاسيما من يشعرون بأنهم لا يساوون شيئا، كما كان يشعر هذا القديس الذي صار لاحقا رسولا جديرا بالثقة!

بعدها ذكّر البابا بأن الأعجوبة الأولى حصلت في فجر أحد أيام كانون الأول ديسمبر من العام 1531، قبل أن يدخل هذا الحدث في الذكرى الحية التي يحفظها هذا المزار. لقد شاء الله في ذلك اليوم أن يوقظ رجاء ابنه خوان، ورجاء شعبه كله، رجاء الصغار والمتألمين والمهجرين والمهمشين، وجميع من يشعرون بعدم وجود مكان لائق لهم في هذه الأرض. لقد اقترب الله من القلوب المتألمة للعديد من الأمهات والآباء والأجداد الذين شاهدوا ابناءهم يذهبون ضحية الجريمة. وفي ذلك اليوم اختبر خوانيتو معنى الرجاء ومعنى رحمة الله وتجلت أمام عينيه صورة لم يتمكن من التعبير عنها، إنها صورة شفافة للمحبة والعدالة.

هذا ثم شدد البابا على أن كل شخص ضروري وسط الجماعة، حتى أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أن لا فائدة منهم. ولفت فرنسيس إلى أن مزار الله هو في الواقع حياة أبنائه، خصوصا الشبان الذين يعيشون أوضاعا صعبة وفقدوا الأمل بالمستقبل، والمسنين المنسيين والمتروكين. إن مزار الله ـ تابع يقول ـ هو أيضا عائلاتنا التي تحتاج إلى الحد الأدنى من مقومات العيش والبقاء. وبعد أن تلا البابا فرنسيس صلاة للعذراء مريم، ذكّر المؤمنين الحاضرين في البازيليك بأن العذراء عبرت عن “شرف” أن تكون أما لنا، وهذا الأمر يمنحنا الثقة بأن دموع المتألمين ليست عقيمة! إنها صلاة ثمينة تصعد إلى السماء، ولفت إلى أن العذراء تطلب اليوم إلى كل واحد منا أن يكون رسولا لها في البيئة التي يعيش فيها من خلال إطعام الفقراء والاعتناء بالمحتاجين وزيارة المرضى وتوفير اللباس للعريان والمياه للعطشان.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.