س2 : لماذا يؤمن الكاثوليّك بالله ثالوثًا، وكيف ؟

2٬504

س2 : لماذا يؤمن الكاثوليّك بالله ثالوثًا، وكيف يكون الله واحداً ومثلث الأقانيم في ذات الوقت ؟

يؤمن الكاثوليّك بوحدانيّة الله، فالله قطعًا واحدٌ،  والوحدة في الله لا تلغي كونه مثلث الأقانيم، كما أنَّ ثلاثتهم مساوٍ للآخر تمام المساواة: الآب، والابن، والرّوح القدس، وذلك لأنّ الله نفسه ظهر لنا هكذا في تاريخ الخلاص.

ايمان الكاثوليكأوّلاً: العهد القديم :   تشير الاستشهادات الكتابيّة إلى أن هناك تعدّد  الأقانيم في الله. في( تك 1 :  26) “وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا “. وفي (أش 9 :6-7 ) كشف الله الآب عن رغبته في تجسّد الله الابن في العالم ” لأنه يُولد لنا ولدٌ ونُعطى ابنًا وتكون الرّئاسة على كتفه ويدُعى اسمه عجيباً مُشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًّا رئيس السّلام “. كما نقرأ في ( مز 2 : 7 ) “إني أخبر من جهة قضاء الرّبّ . قال لي أنت ابني . أنا اليوم ولدتك “.

ثانيّا في العهد الجديد : يكشف الله هذا الإيمان بصورة أكثر وضوحاً. على سبيل المثال، في معمودية الرّبّ يسوع المسيح، حيث ظهر الرّوح القدس على شكل حمامة، وسمُع صوت الله الآب: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرّرت”. (مت 3:16-17). وأيضًا (مت 28 : 19 )، “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس”.

إنّ الحديث عن الأقانيم الإلهيّة الثّلاثة، في إله واحد غير مفهوم للعقل البشريّ، وهذا أمر مُتوقّع، إذ كيف يمكن للإنسان أن يفهم الله تماماً الله، والله لانهائيّ، لا يمكن احتوائه، هذا بالإضافة إلى أن الإنسان يمثل أيضًا لُغزًا وسرًّا بالنسبة لنفسه؟ فمن ناحية علينا أن نستدل ونقتفي كلمة الله، فهي صوت الرّبّ نفسه في تعريفه عن ذاته لنا،  ومن ناحية أخرى علينا أن نبسط لأنفسنا كيفيّة وجود الله الثّالوثيّ، وذلك من خلال التّأمّل في الطّبيعة من حولنا،  فهي مليئة بمختلف الحقائق الثّالوثيّة الأخرى: فالمثلث المتساوي الأضلاع مثلاً، له شكل واحد مُميّز، ولكنه أيضاً يتكوّن من ثلاثة أضلاع متساوية، وثلاثة زوايا متساوية، وأيضًا إذا تأملنا مع آباء الكنيسة، في كيان الشّمس، نجدها هكذا؛ كيان الشّمس في حدّ ذاته، الضّوء والذي يولد من الشّمس، والحرارة والتي تنبثق منهما، إنهم ثلاثة ولكنّهم مكوّن واحد لحقيقة واحدة، غير قابلة لمجرد العدّ والتّجزئة، فثلاثتهم يفترض الأخر حتمًا وجذريًّا. هكذا يمكننا النَّظر إلى الثّالوث الإلهيّ، كيان الله واحد، والابن هو على مثال الشّمس، شمس البرّ، مولود من الآب أزليًّا، والرّوح القدس وهو الحرارة المنبثقة من الآب والابن، بهذه الطّريقة التّقريبيّة، يمكننا الاعتراف بأن حقيقة الله ثالوثًا ليست ضدّ العقل البشريّ ولكنها وببساطة تتفوّق على حدوده.


ترجمة بتصرف اسرة القديس توما الاكويني، أضغط  للذهاب إلى قسم كتاب الكنيسة الكاثوليكية لديها الجواب
مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.