س21 : لماذا يؤمن الكاثوليّك بأنه في القداس يتحوّل الخبز والخمر إلى جسد ودم حقيقيّ ليسوع المسيح ؟ ولا يؤمنون مثل البروتستانت أن للمسيح حضورًا رمزيًّا روحيًّا فقط ؟
س21 : لماذا يؤمن الكاثوليّك بأنه في القداس يتحوّل الخبز والخمر إلى جسد ودم حقيقيّ ليسوع المسيح ؟ ولا يؤمنون مثل البروتستانت أن للمسيح حضورًا رمزيًّا روحيًّا فقط ؟
ممّا لا شكّ فيه أنّ الكاثوليك يؤمنون بالتّحول الجوهريّ في سر الافخارستيا: أيّ يتحوّل الخبز والخمر إلى الجسد والدّم الحقيقيّ ليسوع المسيح؛ لأن هذا هو ما قد رسمه المسيح بنفسه: “وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطي التلاميذ وقال خذوا كلوا. هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا (مت 26: 2 – 28) وأيضًا (لو 19:22-20 )( مر22:14-24)، لأن هذا ما أوصانا المسيح به، أن نتناوله لكي ننال الحياة الأبديّة: ” أنا هو خبز الحياة ” ( يو 6 : 48 ) ولأن هذا هو ما يعتقده الرّسل أيضاً: ” كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دمّ المسيح . الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح ” (1كو 10 : 16) ” إذا أي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه، ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب “( 1كو 11 :27- 29).
إنّ جميع المسيحييّن ظلّوا مؤمنين بهذه الحقيقة حتّى ظهور البروتستانتيّة في القرن السّادس عشر الميلاديّ؛ كتب جستين الشّهيد، الأب اللامع في كنيسة القرن الثّاني الميلاديّ: “ويعرف هذا الغذاء بيننا بالإفخارستيا […] ونحن لا نتناوله كما الخبز والخمر العادي، ولكن نتناوله جسد ودم يسوع المسيح الذي تحوّل بكلمة الله”. وأيضًا كتب القديس كيرلس الأورشليميّ، الأب المكرّم في كنيسة القرن الرّابع الميلاديّ:” ومنذ ذلك الحين أعلن المسيح قائلاً عن الخبز:” هذا هو جسدي “، كيف بعد أجرؤ على الشّك وقد أكّد المسيح وقال ” هذا هو دمي “، من الذي سيتسأل ويقول أنه ليس دمه؟”. بالإضافة إلى الإثباتات من الكتاب المقدس والتّقليد المقدّس، يؤمن الكاثوليك بإثبات القربان المقدس نفسه: في مناسبات عديدة معجزات عظيمة ورهيبة. في مواجهة كلّ هذه الأدلة.
إنّ الموقف البروتستانتيّ هذا، إن جاز تسميته هكذا، لا يمكن القول به من الكنائس التّقليديّة العريقة، غير أن الموقف البروتستانتيّ ليس موقفًا واحدًا موحدًا، فلكل طائفة بروتستانتيّة مقولاتها المختلفة مع الأخرى، وما أكثرهم عددًا. وفي المجمل العامّ لمن يقرأ التَّاريخ جيّدًا سيكتشف أن البرتسنانتيّة أبعد ما يكون عن مؤسسيها ولا سيَّما فيما يتعلّق بالإفخارستيا، نعني لوثر وكلفين.