س26 : لماذا لا يتزوج الكهنة الكاثوليك؟ مع أن القديس بولس يشير بالتأكيد إلى أن المسيح يوافق على زواج رجال الدين

21٬116

س26 : لماذا لا يتزوج الكهنة الكاثوليك؟ مع أن القديس بولس يقول : ” فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل أمرأة واحدة ” (1 تي 3 : 2) مما يشير بالتأكيد إلى أن المسيح يوافق على زواج رجال الدين!

قبل الإجابة عن السّؤال، ننوه إلى خطر التّعميم. فلا يجب علينا أن نقول الكاثوليّك، فالكنيسة بما فيها ولديها من غنى وثراء ثقافيّ  تجدنا أمامها ملزمون بالتّمييّز. فهنا مثلاً في السّؤال المطروح، علينا بالتّمييز ما بين التّقليد الغربيّ والشّرقيّ، ولا تناقض بينهما، فكلاهما يُكمّل الأخر ويتطلبه جذريًّا. ففي التّقليد الغربيّ، يلتزم كافّة الكهنة والأساقفة بمبدأ البتوليّة، الأمر الذي لا يُقللّ من شأن الزّواج، إذ هو سرّ من أسرار الكنيسة السّبعة، وله قدسيته، وهنا علينا أن نفهم أن مبدأ التّبتل يقوم في الأساس من أجل تكريس أشمل وكلّيّ  للمسيح، إنها رغبة تكريسيّة في اتباع المسيح على مثال المسيح نفسه، وهو الكاهن الأوحد، وقد عاش بتولاً. ونجد أيضًا التّقليد الشّرقيّ، وهنا نلاحظ أن القانون الكنسيّ يعطي فرصة للاختيار، أيّ نجد كهنة متبتلين، وأخرين متزوجين، كلّ بحسب دعوته، شرط أن يكون الزواج سابق للكهنوت، فسرّ الكهنوت هو سرّ الأسرار، ومكمّلها. وبما أن الأسقفيّة هي ملء الكهنوت فلا يجب أن تُقترن بسرّ الزّيجة نظرًا لما يقع على عاتق الأساقفة من مسؤوليات جسيمة، ستسفر من دون أدنى شكّ عن تقصير غير مُحبب تجاه أسرهم، هذا من ناحية، كما أن ننهج نهج الكنيسة الأولى فهذا تقليد تسلمناه من ناحية أخرى.

لا يمكننا أن ندّعي، أن المسيح منع  تابعيه من الزّواج، ولكنه فضّل كثيراً مبدأ التّباعية الكلّيّة والشّاملة له. وقد أوضح هذا جيداً عندما دعا الرّسل إلى التّخلي عن “الجميع” ليتبعوه ” فأجاب بطرس حينئذ وقال ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك. فماذا يكون لنا؟ فقال يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على أثنى عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر ، وكل من ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو أمرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجلي يأخذ مئة ضعف ويرث الحيتة الأبدية “( مت 19 : 27 – 29 ) وأوضح الرّسول بولس لماذا يُفضل أن يكون الكاهن غير متزوج عن كونه متزوجاً ” فأريد أن تكونوا بلا هم. غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب. وأما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي أمرأته ” ( 1 كو 7 : 32 ) وبعبارة أخرى، الزواج أمر جيد، المسيح جعله واحداً من الأسرار المقدسة لكنيسته، لكنه لا يُفضي إلى هذا التفاني الكامل الذي يقع على عاتق أولئك الذين يخضعون أنفسهم لسر الكهنوت المقدس. وعلى الرغم من ذلك، فإن قضية عدم زواج الكهنة الكاثوليّك غربًا، وبعضهم شرقًا ليست بهذه الإشكاليّة، إنّهما طريقان للتكريس. ولكلّ تقليد ما له وما عليه، وما يستند إليه ليجد بريقه فيه، وفي النّهاية الاثنان مكمّلان ولهما نفس الكرامة. الخطر وكلّ الخطر أن يتّخد شخص ما دعوة ليست بدعوته الحقيقيّة، إن لكلّ شكل منهما تحدياته ومسؤولياته.


ترجمة بتصرف اسرة القديس توما الاكويني، أضغط للذهاب إلى قسم كتاب الكنيسة الكاثوليكية لديها الجواب

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.