شهر مع قلب يسوع الأقدس (2)
روح العبادة
العبادة الحقيقية هي ذلك الشعور الداخلي بالتلاشي امام الله والاعتراف بجلاله السامي، فلا يهم المكان ولا الكيفية. ولا يهم البناء المادي، واعمال الهندسة، والزخرفة الخارجية، بل الاهم قلوب العابدين، رغباتها وتوجهاتها ومشاعرها، وبهذا المعنى نسمع ونفهم قول يسوع للسامرية: “تأتي ساعة فيها تعبدون الآب لا في هذا الجبل ولا في اورشليم.. فعلى العباد ان يعبدوه بالروح والحق” (يوحنا 4 : 21 و 24).
لاشك ان هذا الشهر المبارك المخصص لعبادة قلب يسوع الاقدس هو فرصة لتجديد روح العبادة في داخلنا بحيث تتأجج قلوبنا من محبة الله فنسجد له ونعبده بالروح والحق عبادة داخلية حيث يتحدث ويتناجى القلب للقلب، فيستسلم العابد كليا ليسوع ويذوب في قلبه الاقدس المستحق كل حب وسجود.
يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي.
إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.
تأمل في محبة قلب الله
أوحى الله الينا منذ عهد مديد بأن له قلباً. أجل ان لله قلباً، وقد سمعنا بذلك إذ يقول في الكتاب المقدس عن داؤد عبده: “انه رجل مثل قلبه” (1 صمو 14:13) وأعلن لسليمان الملك يوم تدشينه هيكل اورشليم الفخم: “ان قلبه يكون فيه كل الأيام” (1 ملوك 3:9) فأراد الله ان يعبر بهذا الإسم عن ارادته وعواطف حبه غير المتناهي. ولكن جل اسمه لم يكتف بهذا التعبير بل أراد ان يكون لكلمته الأزلية قلب منظور، قلب مُجَسّم بحيث انه يقدر في كلامه للبشر ان يقول لهم نظير أيوب الصديق: “وأنا أيضاً لي قلب مثلكم” (ايوب 3:12).
قد عبرت ستة عشر قرناً على الكنيسة منذ تأسيسها وليس من يذكر هذا المقدس الحي، مقدس الحب غير المتناهي، ولابد من سبب مشروع لهذا التأخير في إعلان عبادة قلب يسوع الأقدس للعالم كله، وهو ان الله كان قد حفظ هذه العبادة للأزمنة الأخيرة لتكون دواءً ناجعاً لكثرة امراضها وشرورها، فنبعت في حقل الكنيسة كينبوع جديد لأنعاش الغرسات السماوية التي أوشكت ان تذبل وتذوي في ارض قاحلة يابسة، ولتنشيطها تنشيطاً صادقاً. فعلى هذه الغرسات وهي النفوس المسيحية ان ترتوي الآن بمياه ذلك الينبوع السماوي وتأتي بثمار الفضيلة والقداسة.
ومن اجل ذلك نرى الأحبار الرومانيين قد جعلوا كل ثقتهم في قلب يسوع الأقدس ومن مراحمه الغنيّة يرجون ويتوقعون في هذه الأزمنة المتأخرة خلاص الشعب المسيحي، ولهذا قال البابا لاون الثالث عشر حينما اراد تخصيص العالم بقلب يسوع الأقدس: “ان هذا العمل سيكون للعالم فرصة حلول المراحم الإلهية التي ننتظرها له”. وقد حذا قداسة البابا بيوس العاشر حذو سالفه في احساسات ايمانه وثقته بقلب يسوع الاقدس منذ جلوسه على كرسي القديس بطرس وينادي بها المعمورة ويزيدها غفرانات كاملة وغير كاملة ويحرض المؤمنين على ممارستها لأنه جعل فيها نظير أسلافه الكرام غاية ثقته ومنها يرجو “تجديد كل شيء في المسيح”.
تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية، عند صليب المسبحة أتل الصلوات التالية:
يا قلب يسوع حبيبي زدني حبّاً لك. يا يسوع فاديّ إليك أسلم قلبي فضعه في قلبك فإني لا أريد أن أعيش إلا فيه. فليكن قلبي قرباناً لك. يا يسوع لك أقدّم هذه المسبحة لأستحقّ مواعد قلبك الأقدس.
على الحبات الكبيرة:
أيها الآب الأزلي، إني أقدّم لك دم سيّدنا يسوع المسيح الثمين للغاية، وفاءً عن خطايانا ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.
على الحبات الصغيرة:
يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.
في خاتمة العشر حبّات:
يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي.
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
يا ربّنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربّنا يسوع المسيح إستجبنا
أيّها الآب السماوي الله إرحمنا
يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا
أيّها الروح القدس الله إرحمنا
أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا
يا قلب يسوع ابن الله الأزلي إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المصوَّر من الروح القدس في أحشاء البتول إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المتّحد جوهريًّا بكلمة الله إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذا العظمة غير المتناهية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع هيكل الله المقدّس إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خباء الربّ العليّ إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع بيت الله وباب السما إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع أتّون المحبّة المضطرم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع منـزل العدل والمحبّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المفعم جودًا وحبًّا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع لجّة الفضائل كلّها إرحمنــــــــــا
يا قلب يسوع الجدير بكلّ تسبحة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الحاوي كلّ كنوز الحكمة والعلم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مسكن ملء اللاهوت كلّه إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع موضوع سرور الآب إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الذي من فيضه أخذنا جميعنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الطويل الأناة والكثير الرحمة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الغنيّ لكلّ من يدعونك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة إرحمنـــــــــــــا
يا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الموسع عارًا لأجلنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المنسحق لأجل أرجاسنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطيع حتّى الموت إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مصدر كلّ تعزية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حياتنا وقيامتنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع صلحنا وسلامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذبيحة الخاطئين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خلاص كلّ المتوكّلين عليك إرحمنـــــــا
يا قلب يسوع رجاء الذين يموتون في محبّتك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع نعيم جميع القدّيسين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حماية مكرّميك الحلوة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع قوّة الضعفاء إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملجانا في يوم التجربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مستحقّ ذبيحة قلوبنا إرحمنـــــــــــا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
س: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
ج: إجعل قلبنا مثل قلبك.
يا ربّنا يسوع المسيح، يا من بمحبّة جديدة ارتضيت أن تفيض على كنيستك خيرات قلبك الإلهيّة، إمنحنا قوّة لأن نكافئ محبّة هذا القلب الأقدس، وبالكرامة الواجبة نعوّض عن الإهانات التي يفعلها جاحدو معروف هذا القلب الحزين.
أيّها الإله الأزليّ القادر على كلّ شيء، أنظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدّمها لعزّتك عن الخطأة. فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم باسم ابنك سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس، إلى دهر الداهرين. آمين.
كتب القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون منذ مطلع حياته الاكليريكية مختصر مذكراته الروحية واطلق عليها اسم “يوميات نفس” اعطانا فيها تفسيراً لسر حياته الخصبة على بساطتها، كما اعطانا فيها مثالا رائعا ومشجعا للالتجاء الى القلب الاقدس، اذ يكتب: لقد بات كل ما له علاقة بقلب يسوع اليفاً وغالياً عليَّ اليوم وحياتي تبدو متجهة نحو بذل الذات حتى الافناء في النور الفائض من بيت القربان، واراني مدفوعاً الى الالتجاء الى قلب يسوع كلما اردت حلاً لما يشوش حياتي. واني واثق انني سوف اكون مستعداً لسفك دمي في خدمة قلب يسوع الاقدس، اريد ان يكون تعبدي للقلب الاقدس المتأصل في سر المحبة مقياساً لكل تقدمي الروحي.
ما أجمل وما أبسط هذه الكلمات التي خطتها انامل رجل شاءت العناية الالهية ان يتسنم اعلى المستويات في الكنيسة وان يجري في زمن قصير جدا تغييرات مهمة وجذرية في حياة الكنيسة من اجل خيرها وتقدمها وعصرنتها مستمدا القوة والانوار من القلب الاقدس.
يا ربّنا يسوع المسيح يا مَن طُعن قلبك بحربة حبًّا لنا وسُفك دمُك الثمين لفدائنا. فبحقّ قلبك الجريح بالمحبّة ترأّف على أنفسنا المسكينة وعرّفنا كم هي ثمينة، لكي نحبّك ونعوّض بالندامة عمّا أسأنا به إليك وعن الإهانات الصادرة عن جاحدي إحساناتك. قدّس نفوسنا، يا إلهنا، بجرح قلبك المقدّس وأشعل قلوبنا بحبّك، إرحمنا، يا ربّ، إرحمنا لأنّنا جبلتك وعمل يديك، وأرسل إلينا عونًا من العلاء لتجديد الإيمان بين الشعوب، وانتصار أمّنا كنيستك المقدّسة، وحراسة الحبر الروماني رأسها المعصوم. وإجعل الرعيّة واحدة لراعٍ واحد. آمين.
قبل اتخاذ اي قرار كبيرا كان ام صغيرا التجيء الى قلب يسوع واطلب منه العون والانوار
يا قلب يسوع هيكل الله المقدس ارحمنا
Amen
امين
امين يا رب
امين
أنا أثق بك عليك اتكلت
Jesus you are our strength we pray to you
Amen