شهر مع قلب يسوع الأقدس (21)

9٬431

اليوم الواحد والعشرون

على خطى يسوع

يذكر لنا الانجيليون بكلمات مقتضبة دعوة يسوع لتلاميذه الاولين: رأى اخوين صيادين بطرس واندراوس على شاطيء بحر الجليل يلقيان الشبكة فقال لهما: “اتبعاني فاجعلكما صيادي الناس. فتركا الشباك وتبعاه. واخوين آخرين يعملان في المهنة ذاتها هما يعقوب ويوحنا ابني زبدى فدعاهما ايضا فتركا اباهما والأجراء الذين كانوا يعلمون عندهم وتبعاه. وهكذا وبطريقة مماثلة دعا فيليبس وتثنائيل ومتى بينما كان يعمل على مائدة الجباية فأدى كل منهم الرسالة التي ارادها منه المعلم حتى النهاية وحتى بذل الذات.

وعلى مر الزمان تستمر دعوة يسوع لان رسالته عبر كنيسته. انه يدعونا للخدمة حسب الموهبة التي يعطيها لنا. فان كنا نحب يسوع علينا ان نلبي دعوته ونؤدي الخدمة التي يطلبها منَّا: التعليم او الترتيل او التأليف او مساعدة الكاهن في الخورنة.

ثم انه يدعو الابوين المسيحيين لان يكملا الرسالة الابوية في العائلة من خلال المثال الصالح والتوجيه الحسن والكلمة الخيرة. انه يريدنا ان نكون كالخميرة في العجين وكالملح في الارض وكالنور على المنارة.

05

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي.

إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.

تأمل

تأمل في ان محبة قلب يسوع تكمل بمحبة الصليب

يفزع الأنسان من كلمة الصليب، والصليب لابد منه في هذه الحياة إذ بدونه لا يمكننا ان نكون تلاميذ المسيح.

عرف القديسون منفعة الصليب فأحبوه وتاقوا اليه، كالقديس اندراوس الرسول، فإنه لما رأى الصليب المعدّ لعذابه وموته صرخ متهللاً: يا صليباً محبوباً لكم تقتُ اليك. يا صليباً قد طلبتُكَ بلا ملل، وها قد أعددت الآن طبقاً لرغبتي. إني احييك بالسلام. وهتف مثله القديس بولس الرسول: “أمتلأتُ عزاءاً وأزددتُ فرحاً جداً بجميع شدائدي”.

وصرّحت القديسة تريزيا الكرملية بمحبتها للصليب بقولها المشهور وهو: “أما التألم وأما الموت”. ومثلها القديس يوحنا الصليبي فلم يطلب ولم يرد بعد محبة يسوع غير محبة صليبه لا غير.

فمن أين للقديسين هذه المحبة للصليب، خلافاً لنا نحن الذين نهرب منه ولا نقبله إلا كرهاً وغصباً، نظير سمعان القيرواني. إن القديسين استقوا محبتهم للصليب من قلب يسوع الأقدس نفسه الذي أحب الصليب في حياته كلها ومات عليه شهيد حبه له، ولذا لما ظهر لأمته القديسة مرغريتا مريم كان فوق قلبه صليب للاشارة الى شديد حبه له فإنه قد فضله على طيبات الدنيا ومسراتها، كما شهد لنا بذلك القديس بولس الرسول فقال: “ان المسيح قد أحبنا وتخلى عما عُرض عليه من هناء وتحمل الصليب مستخفاً بالعار”.

ومن أجل ذلك يجب علينا نحن تلاميذه ان نحب الصليب كما أحبه هو لأنه لا يليق برأس مكلل بالشوك ان تكون اعضاؤه في جنة ونعيم.

01

تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية، عند صليب المسبحة أتل الصلوات التالية:

يا قلب يسوع حبيبي زدني حبّاً لك. يا يسوع فاديّ إليك أسلم قلبي فضعه في قلبك فإني لا أريد أن أعيش إلا فيه. فليكن قلبي قرباناً لك. يا يسوع لك أقدّم هذه المسبحة لأستحقّ مواعد قلبك الأقدس.

على الحبات الكبيرة:

أيها الآب الأزلي، إني أقدّم لك دم سيّدنا يسوع المسيح الثمين للغاية، وفاءً عن خطايانا ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.

على الحبات الصغيرة:

يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.

في خاتمة العشر حبّات:

يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي.

09

كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
يا ربّنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربّنا يسوع المسيح إستجبنا
أيّها الآب السماوي الله إرحمنا
يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا
أيّها الروح القدس الله إرحمنا
أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا

يا قلب يسوع ابن الله الأزلي إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المصوَّر من الروح القدس في أحشاء البتول إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المتّحد جوهريًّا بكلمة الله إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذا العظمة غير المتناهية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع هيكل الله المقدّس إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خباء الربّ العليّ إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع بيت الله وباب السما إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع أتّون المحبّة المضطرم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع منـزل العدل والمحبّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المفعم جودًا وحبًّا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع لجّة الفضائل كلّها إرحمنــــــــــا
يا قلب يسوع الجدير بكلّ تسبحة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الحاوي كلّ كنوز الحكمة والعلم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مسكن ملء اللاهوت كلّه إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع موضوع سرور الآب إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الذي من فيضه أخذنا جميعنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الطويل الأناة والكثير الرحمة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع الغنيّ لكلّ من يدعونك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة إرحمنـــــــــــــا
يا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الموسع عارًا لأجلنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المنسحق لأجل أرجاسنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطيع حتّى الموت إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع مصدر كلّ تعزية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حياتنا وقيامتنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع صلحنا وسلامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذبيحة الخاطئين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خلاص كلّ المتوكّلين عليك إرحمنـــــــا
يا قلب يسوع رجاء الذين يموتون في محبّتك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع نعيم جميع القدّيسين إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع حماية مكرّميك الحلوة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع قوّة الضعفاء إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملجانا في يوم التجربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مستحقّ ذبيحة قلوبنا إرحمنـــــــــــا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون

س: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
ج: إجعل قلبنا مثل قلبك.

يا ربّنا يسوع المسيح، يا من بمحبّة جديدة ارتضيت أن تفيض على كنيستك خيرات قلبك الإلهيّة، إمنحنا قوّة لأن نكافئ محبّة هذا القلب الأقدس، وبالكرامة الواجبة نعوّض عن الإهانات التي يفعلها جاحدو معروف هذا القلب الحزين.

أيّها الإله الأزليّ القادر على كلّ شيء، أنظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدّمها لعزّتك عن الخطأة. فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم باسم ابنك سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس، إلى دهر الداهرين. آمين.

خبر

ترهبَ رجل من ذوي الحسب والنسب في أحد أديرة القديس فرنسيس. ولما لم يجد في الرهبانية تلك الملذات والرفاهية التي تركها، عزم على الرجوع الى العالم. فاشتدت فيه المحنة حتى انه لم يوقفه شيء عن اجراء عزمه. ولكن عند مفارقته الدير رأى صليباً، فجثا أمامه ملتمساً مراحم فادي البشر. فيا لعظم رأفة قلب يسوع ويا لغزارة جودته الألهية، فإن ذلك الرجل لم يكن قد انتهى من الصلاة، اختطفَ من ساعته وظهر له السيد المسيح ووالدته الطوباوية وسألاه عن سبب خروجه من الدير.

فأجاب: أنه إذ كان معتاداً عيشة رفاهية، لا يمكنه احتمال شدة قوانين الرهبانية. فعند ذلك أراه المخلص جرح جنبه وعزاهُ قائلا: هات يدك يا ابني وضعها في جنبي والطخها بدم جروحي فيسهل عليك ويلذ لك كل شيء تراه صعباً.

فأطاع ذلك المبتديء أمر مولاهُ. ولما كانت تداهمهُ التجارب وتلم به الشدائد كان يتذكر آلام أبن الله الحبيب فتتحول حالاً الى عذوبة ولذة مقدسة.

تقدمة لقلب يسوع

يا ربنا يسوع المسيح، يا من بمحبة جديدة ارتضيت أن تفيض على كنيستك خيرات قلبك الإلهية، امنحنا قوة لأن نكافئ محبة هذا القلب الأقدس، وبالكرامة الواجبة نعوّض عن الإهانات التي يفعلها جاحدوا معروف هذا القلب الحزين.

أيها الإله الأزلي القادر على كل شيء، انظر إلى قلب إبنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدمها لعزتك عن الخطأة، فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم بإسم ابنك سيدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس إلى دهر الداهرين. امين.

تشفعي لنا يا مريم نحن عبيدك يا أم العالم يا أمنا الحنون صلي لنا يا ام الله يا من حملت يسوع. اقبلي صلاتنا يا امنا الحنون وقدميها لابنك ولإلهنا واسأليه ان يقبلها بواسطتك. امين.

اكرام

اذا قدم لك يسوع مخلصك صليباً في محنك واوجاعكَ فاقبله بسرور واحمله صابراً حباً ليسوع الذي مات على الصليب حباً لك.

نافذة

سلام عليكَ ايها الصليب رجائي الوحيد.


شهر مع قلب يسوع الأقدس
 →  السابق       التالي  ← 
مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.