شهر مع قلب يسوع الأقدس (23)
فحص الحياة اليومي
عندما يقترب النهار من نهايته، وتنسحب انوار الشمس وراء الافق ليحل الظلام محلها، فنعود الى بيوتنا طلبا للراحة بعد يوم طويل من العمل والجهد، ولكي نسعد في عائلاتنا ومع اعز الناس الى قلوبنا، لابد ان نسترجع في داخلنا وبنظرة سريعة ما فعلناه، وما حققناه في ذلك اليوم من الارباح والخسائر بمختلف المعاني والمستويات: المادية منها والمعنوية. اما المادية فهي من الامور الضرورية التي لابد منها من اجل العيش الكريم، والتي يحثنا الرب عليها من اجل احب الناس الينا.
واما المعنوية او الادبية وبالاحرى الروحية فهي عن مدى تطابق اعمالنا وتصرفاتنا خلال ذلك اليوم مع رغبات قلب يسوع الاقدس طالما نحن قد خصصنا هذا الشهر لاكرام هذا القلب السامي الحب. ان القاعدة الذهبية في الحياة الروحية هي اننا عندما نريد ان نفحص حياتنا للتأكد من حسن سيرتنا، علينا ان نحلل ما في قلبنا: هل هو مطابق مع رغبات قلب يسوع ام لا؟ وهل هو بعيد وما مدى بعده؟ فنشكره في حالة قربنا منه ونحاول الاقتراب بالاكثر وفي حالة ابتعادنا نقصد اصلاح الحال.
يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي.
إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.
تأمل في ان محبة قلب يسوع تحمل على التجرد من محبة الخلائق
إن الأنسان خليقة ناقصة ولذلك يشعر بميل شديد الى ثانِ يكمله ويسد عوزهُ. وهذا الثاني نظنهُ في جهلنا احدى الخلائق او أحد خيرات الدنيا فنتعلق به كل التعلق بالخليقة او بأحدى خيرات الأرض أمسى بالخطيئة الأصلية وبالاً على الأنسان لأنه يبعدهُ عن الله ويحرمهُ الخيرات الأبدية لأن النفس البشرية مخلوقة على صورة الله ومثاله فلا يستطيع ان يكملها ويسد عوزها غير الله وحدهُ. ولذا سمعنا ربنا يسوع يقول لنا في أنجيله الطاهر: “لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئتُ لألقي سلاماً لكن سيفاً ، فأني أتيتُ لأفرق الأنسان من الخليقة”.
على ان الله يريد قلبنا كله او لا شيء من، ولا يكون قلبنا كله لله اذا تعلق ولو تعلقاً خفيفاً بأحدى الخلائق. فلم يتعلق أحد بخليقة إلا ضلّ وشقى، ولذا كان جميع القديسين مجردين كل التجرد من الخليقة ليملأ الله وحده قلوبهم وهذا هتافهم: “من لي في السماء وماذا أردت سواك على الأرض انت اله قلبي ونصيبي الى الدهر”.
فلا يمكننا بدون هذا التجرد ان نحب حقاً قلب يسوع الأقدس ونكون متعبدين مخلصين لهُ. فلنقلع اذن من قلبنا كل تعلق منحرف بالخليقة ليملك عليه قلب يسوع وحده ويجعله نعيمه. إن نفسنا أرفع من ان تكون مقيدة بمحبة خليقة حقيرة فانية وهي مختارة لتكون عرش الله.
تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية، عند صليب المسبحة أتل الصلوات التالية:
يا قلب يسوع حبيبي زدني حبّاً لك. يا يسوع فاديّ إليك أسلم قلبي فضعه في قلبك فإني لا أريد أن أعيش إلا فيه. فليكن قلبي قرباناً لك. يا يسوع لك أقدّم هذه المسبحة لأستحقّ مواعد قلبك الأقدس.
على الحبات الكبيرة:
أيها الآب الأزلي، إني أقدّم لك دم سيّدنا يسوع المسيح الثمين للغاية، وفاءً عن خطايانا ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.
على الحبات الصغيرة:
يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.
في خاتمة العشر حبّات:
يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي.
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
يا ربّنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربّنا يسوع المسيح إستجبنا
أيّها الآب السماوي الله إرحمنا
يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا
أيّها الروح القدس الله إرحمنا
أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا
يا قلب يسوع ابن الله الأزلي إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المصوَّر من الروح القدس في أحشاء البتول إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المتّحد جوهريًّا بكلمة الله إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذا العظمة غير المتناهية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع هيكل الله المقدّس إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خباء الربّ العليّ إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع بيت الله وباب السما إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع أتّون المحبّة المضطرم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع منـزل العدل والمحبّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المفعم جودًا وحبًّا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع لجّة الفضائل كلّها إرحمنــــــــــا
يا قلب يسوع الجدير بكلّ تسبحة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الحاوي كلّ كنوز الحكمة والعلم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مسكن ملء اللاهوت كلّه إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع موضوع سرور الآب إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الذي من فيضه أخذنا جميعنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الطويل الأناة والكثير الرحمة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الغنيّ لكلّ من يدعونك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة إرحمنـــــــــــــا
يا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الموسع عارًا لأجلنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المنسحق لأجل أرجاسنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطيع حتّى الموت إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مصدر كلّ تعزية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حياتنا وقيامتنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع صلحنا وسلامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذبيحة الخاطئين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خلاص كلّ المتوكّلين عليك إرحمنـــــــا
يا قلب يسوع رجاء الذين يموتون في محبّتك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع نعيم جميع القدّيسين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حماية مكرّميك الحلوة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع قوّة الضعفاء إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملجانا في يوم التجربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مستحقّ ذبيحة قلوبنا إرحمنـــــــــــا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
س: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
ج: إجعل قلبنا مثل قلبك.
يا ربّنا يسوع المسيح، يا من بمحبّة جديدة ارتضيت أن تفيض على كنيستك خيرات قلبك الإلهيّة، إمنحنا قوّة لأن نكافئ محبّة هذا القلب الأقدس، وبالكرامة الواجبة نعوّض عن الإهانات التي يفعلها جاحدو معروف هذا القلب الحزين.
أيّها الإله الأزليّ القادر على كلّ شيء، أنظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدّمها لعزّتك عن الخطأة. فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم باسم ابنك سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس، إلى دهر الداهرين. آمين.
روى أحد المرسلين في كولومبيا البريطانية ان احدى الفتيات لم يسمح لها ان تأخذ التناول الأول لصغر سنها، وغير انها كانت تتلظى شوقاً الى قبول رب الأرباب. فذهبت يوماً الى الكاهن وقالت له: يا أبانا أني أشتهي ان آخذ التناول الأول. فأجابها الكاهن: لا يمكنكِ ان تتناول لأنك صغيرة السن ولا تعرفين ما التناول. فأعادت السؤال وألحت في الطلب.
وحدث بعد ذلك ان الكاهن أجتاز يوماً وقت الظهر بجانب الكنيسة فدخلها فإذا بالفتاة جاثية أمام المذبح تناجي يسوع مناجاة عالية وتقول: ألا يا يسوع، ان الكاهن يقول لي اني لا أعرفك أنت أبن الله، أنت الطفل الذي ولد في مغارة بيت لحم وعشت في الناصرة وجلست بين العلماء في الهيكل، ثم أخذت لك رسلاً وعلمتهم الصلاة وتألمت مُت على الصليب، وقمت من القبر في اليوم الثالث، فترى اتي أعرفك حسناً. فأطلب اذن منك ان تفتح عينيّ الكاهن حتى يعرف جلياً إني أعرفكَ.
فأثر هذا الكلام في قلب الكاهن وسالت دموعه، وفي المساء رجع الى الكنيسة وقد أجتمع فيها المؤمنون للصلاة فدعا الفتاة وقال لها: كم مرة زرتِ اليوم القربان الألهي؟ أجابت: خمس عشر مرة. فقال لها: ان الرب يسوع أستجاب صلاتكِ وعرفتُ الآن وتحققتُ انكِ تعرفين حسناً ما هو سر القربان المقدس فأستعدي للتناول الأول حسب رغبة قلبكِ.
بكل ضيق يا رب، رحمتك تناديني.
بكل حزن يا رب، رجاؤك يواسيني.
بكل الم يلم بنا يا فادينا، فبلمسة يمينك الشافية تداوينا.
فأنت من احببتنا، وبكلمتك الحق هديتنا، وعلمتنا، وبجود عطاء قلبك فديتنا،
ففتحت لنا ابواب السماء، برحمتك اللامتناهية، فخلصتنا.
فلك نقدم الذات لتكون بها مشيئتك لترث بها معك الحياة.
فبرغم كل الضيق بهذا العالم نثق بيمينك المخلصة، الراعية لنفوسنا.
فكل المجد لك، آمين.
اذا أغوتكَ خليقة بجمالها الفاني والباطل اجتنب معاشرتها ومكالمتها لئلا تستولي على قلبك فتحرمك محبة قلب يسوع الغالية.
يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني أحب أحداً سواك.
حلوة كتير خبرية القديس فرنسيس نحن مؤمنين ولكن كل وقت بحاجة لدعم يارب بشفاعة القديس فرنسيس نحصل على نعمة الايمان الحقيقي والقداسة امين