كتاب السيرة للقديسة تريزيا الأفيلية

8٬675

كتاب السيرة للقديسة تريزيا الأفيلية pdf

عرض أو تنزيل الكتاب

كتاب السيرة

صورة الغلاف:
القديسة تريزا يسوع
بريشة فيلاسكيث – القرن السابع عشر
مدريد – اسبانيا


 

       إن إعلان تريزا الإفيلية “معلَّمةً للكنيسة”، وهي أوَّل امرأةٍ مُنِحت هذا اللقب، دليلٌ على “القيمة المميَّزة والحيَّة دائماً لروحانيَّة هذه الراهبة التي عاشت في القرن السادس عشر ؛ وإنَّ شخصيتَها الغنيَّة فَتَنت مَن عرفوها في حياتها وتَفتُن دائماً أولئك الذين تعلَّموا أن يتقرَّبوا إليها، ولو غير مسيحيين، عبر كتاباتها ، ومصنَّفاتها، وعلى الأخص عبر رسائلها”.

       والواقع أنَّ شخصيتَها المتعدَّدةَ الوجوه والغنيَّةَ الملامح تجعل منها مثالاً في النساءِ نادراً. راهبةٌ همُّها الكمال ؛ رئيسةٌ قويّةُ الشخصيَّة على تواضعٍ ووداعة ؛ مُصلِحةٌ مقدامٌ لا تهونُ أمام الصعوبات ؛ مشغوفةٌ بالربّ تَكِلُ الى عنايته كلَّ همومها بثقةٍ عمياء ؛ مؤلَّفةٌ تكتب للضرورة وتلبيةً لواجب الطاعة فتعكِسُ ذاتَها في ما تكتب بأسلوبِ ساحر ؛ مؤسَّسةٌ تزرع أديار الكرمل رياضَ قداسةٍ في أرض اسبانيا ؛ معلَّمةٌ صوفيَّة غاصت في أعماق الروح من خلال ذاتها، وألقتْ تعاليم تلقَّتْها من الربّ عبر اتصالها به بالتأمُّل والحبّ ؛ إنسانٌ يُحِبُّ القريب ويرى في الصلاة خير وسيلةٍ للتعبير عن هذا الحبَّ وتنميتِه، وأنَّه بالصلاة يعطي القريب أكثَر ممّا يُعطي ذاته.

إنّ سموّ تريزا الأفيلية بين الصوفيين يكمن في كونها تفتح لنا في الحال ابواب هذا العالم المجهول. إنها تدفع بنا الى وسط العالم الفائق الطبيعة. وتحدثنا عنه حديثاً مباشراً وكأنما تتكلم على حقيقة خبرتها بذاتها. الآخرين يبحثون في الاتحاد الصوفي ويصوغون حوله النظريات. أما هي فتجعلنا نشعر به. نوعاً ما. بل ونحدسه أحياناً. ويبدو معها أن لا وسيط بين القارئ والحقائق السامية التي تتحدث عنها. إنها تضعنا في حضرتها. لقد شاهدَتْها . هي . ونعتقد . نحن . أننا نشاهدها بعينيها . والحق أن ليس غيرها من تكلم على أشياء متعذرة الإدراك كالتي تكلمت عليها بلغة تنبض بالحقيقة كلغتها . إننا لنحسَ بأنها على اتصال بهذه الأشياء . وأنَ صوتها يبلغ إلينا . من الأماكن ذاتها التيخطفت نفسها إليها . عذباً كلَ العذوبة . صافياً كلَ الصفاء…

أحد الكتّاب المعاصرين

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.