مؤمن مكرس للعذراء يتحدى ساحر ويفضح تعامله مع الشيطان

12٬635

شابٌ لبنانيٌّ مؤمن ومكرَّس لقلب مريم الطاهر، يتحدّى الساحر علانيةً، ويُشَرْشِحَهُ أمام جميع الحاضرين.

حصلتْ هذه الحادثة منذ حوالي الشهر، عندما دَعَتْ إحدى الجمعيات اللبنانية (…) ساحراً لبنانياً، ليقوم بأعماله المُبْهِرة أمام المتخرّجين. حضر الساحر المتعجرف نافخاً صدره، نظراً لإنجازاته الباهرة أينما ذهب، وعرض على الراغبين وكلهم رجالٌ أشدّاء، لكي ينوِّمهم تنويماً مغنطيسياً حسب ادّعائه. فبدأ الشباب يتقدّمون الواحد تلو الآخر، وكان الساحر يستعمل طاولتين: على الطاولة الأولى يضع رأس المتقدِّم حتى عُنُقهُ، ويضع على الطاولة الثانية جسده المتبقّي.

ويبدأ الساحر بالتمتمة بكلامٍ غير مفهوم. وبعد حوالي الثلاث دقائق من تلاوة تعاويذه، ينام المتقدِّم، ويسحب الساحر الطاولة الثانية من تحت جسده، ويبقى رأسه فقط على الطاولة الأولى، وجسده مُعلَّق في الهواء. فيطلب من الحاضرين التأكّد من الوضعية، بأن يضعوا يدهم تحت جسد الشخص الذي تمّ تنويمه مغناطيسياً، فيتأكّدوا بأنّ لا شيء موجود حسّياً ليَسْنِد الجسد المُعلَّق في الهواء.

ثمّ يقوم بتمتمة التعاويذ من جديد، فيستفيق النائم، أمام تصفيق الحاضرين الذين دُهِشوا من عَمَل الساحر الخارق. واستمرّ الوضع على هذا النحو، يتقدّم الواحد تلو الآخر، وبنفس النتيجة المُبْهِرة.

فقام أحد الموجودين في النهاية، وهو رجلٌ مُتديّن وذو إيمان مسيحيّ قوي، وتعبّدٍ فائق للعذراء مريم، وقال للساحر: أتحدّاكَ أن تستطيع تنويمي كما فعَلتَ مع الآخَرين. فسَخِر الساحر من كلامه، وقال له: تعالَ وسترى كيف ستنام مثل الذين سبقوك.

استلقى الشاب المؤمن على الطاولتين وبالوضعية نفسها التي ذكرناها أعلاه، وبدأ الساحر بتلاوة تعاويذه. فكان يُتَمْتِم ويِشبِّر بيديه، وبدا التعب والدَهشُ على مُحيّاه، ومرَّ خمسة عشر دقيقة وهو يُتَمْتِم ويُشبِّر، والشاب المؤمن يتهكَّم عليه قائلاً: أين أصبحت؟ لم تَعُد عندكَ القوة لتنويمي؟ كثِّف تركيزكَ لعلّكَ تنجح!!!!!!

ولكن، كدّهُ العرق والتعب، وبقيَ صفر اليدين، فاستَسلم. فعَلَتْ عندها صيحات الحاضرين: أيها الأحمق، أيها الفاشل، أيها الغشّاش، وكانوا يَكيلون له كلاماً من العيار الثقيل، ممّا جعَله يُغادر فوراً، وهو ينظر بتعجّبٍ وحيرة إلى الشاب الذي تحدّاه وهَزَمهُ. هنا، ذكَّرَني الشاب بإيليا النبيّ، عندما تحدّى كهنة البعل، وكان يقول لهم: قًّوّوا صراخكم، لعلَّ إلهكم نائم فيستيقظ، ولكن بدون نتيجة.

مرَّت ثلاثة أسابيع على هذه الحادثة، وإذا بالساحر وهو يقود سيارته، منذ بضعة أيام، يَلْمَح الشاب الذي هَزَمَه في منطقة الدورة؛ فصرخ مُلوِّحاً له بيديه. فاقترب منه الشاب المؤمن وعرَفهُ. فطلب منه الساحر أن يشربا القهوة معاً، فلبّى الطلب، وجلسا معاً في أحد المقاهي في منطقة الدورة.

خلال الجلسة، قال الساحر للشاب المؤمن: لقد شَرْشَحْتَني، وبقيتُ يومين بدون أن أنام، جرّاء هذه الصفعة. وسأل الساحر الشاب المؤمن بأن يُخْبِرهُ عن حياته قائلاً له: علامَ تعتمد، لكونكَ استطعتَ أن تهزِمني؟ أخبِرْني أرجوك..

فبدأ الشاب وابتسامة الهدوء على وجهه، يشرح له، أنه كان منذ بضعة سنواتٍ عُرضةً لعملٍ شرّير سحريّ، ممّا جعل الشيطان يسكنهُ، ويُعذِّبهُ، ويُخرِّب له حياتهُ على كل المستويات، حتى توصّل للتفكير بالانتحار.

وفي يومٍ من الأيام، اصطحبوني أهلي إلى كاهنٍ مُقسِّم، وقام بتحريري من المسّ الشيطاني، وقد شاهدْتُ العذراء مريم وهي تطرد الشيطان منّي خلال الجلسة، وقالت لي: لا تخَف بعد اليوم من الشيطان، فأنا سأكون إلى جانبكَ على الدوام، إنْ أنتَ حافظْتَ على إيمانكَ والتزامكَ في الكنيسة، وابتعَدْتَ عن العَيش في الخطيئة وعن عِشْرة الأشرار. لهذا السبب أنا تحدّيتُكَ، وأنا مُتأكِّد من تعامُلِكَ مع الشيطان، وكل ما أنتَ تفعلهُ هو بقوة الشيطان.

هنا، فَهِمَ الساحر مَنْ هو الشاب الجالس أمامه، وكيف استطاع هَزْمَهُ. لكنّ صاحبنا المؤمن، قام بدوره بسؤال الساحر عن كيفيّة ممارسة ما يُسمّيه بالتنويم المغنطيسي على الناس!!!

أجاب الساحر: أنا أستَعينُ بالأرواح (الشياطين).
فقال الشاب: ولكن كيف يتمّ العمل؟ وكيف يبقى جسدهُ مُعَلَّقاً في الهواء، وكيف ينام؟؟؟
أجاب الساحر: الشياطين يتسلّطون على عقله عندما أستَدعيهم بالتعاويذ، فينام. ثمّ، عندما يقولون لي: لقد أصبح كل شيءٍ تحت السيطرة، أقوم بإزاحة الطاولة من تحت جسده، والشياطين هم الذين وبشكلٍ غير منظور يَسْنِدونهُ.

قال له الشاب المؤمن: كنتُ أعرف أنكَ ستقول لي كل هذه الشروحات، فأنا لستُ غريباً عن أعمال الشيطان والسحَرة، لأني بعد أن تحرّرتُ من المسّ الشيطاني، طلبتُ من الكاهن المُقسِّم بأن أنضمّ إلى فريق العلمانيين الذين يساعدونه، فقبِلَني. وأنا منذ ذلك اليوم، أقوم بمساعدته في تحرير الأشخاص الذين تعرَّضوا مثلي للأذيّة السحرية. ولكن، أودُّ أن أسألكَ بعد سؤالاً أخيراً: ماذا تدفع للشيطان مُقابل كل ما يُعطيكَ إيّاه؟؟
أجاب الساحر: ” وهل هنالك أغلى من الروح؟؟؟

أجابه الشاب: ” إذاً، لقد بِعْتَ نفسكَ للشيطان؟؟؟ وسيأخذكَ بعد موتكَ إلى مملكتهِ جهنّم؟؟؟؟
هل أنتَ فاقِد العقل إلى هذه الدرجة لكي يكون مصيركَ في جهنم النار إلى الأبد؟؟؟ تعالَ لآخُذَكَ عند الكاهن المُقسِّم صديقي، وهو سيُبطِل العهد الذي أقمتَهُ مع الشيطان، وهكذا تُخلِّص نفسكَ من الهلاك….
هنا، نهض الساحر عن كرسيّه، وهو يصرخ: إنسى إنسى، وولّى هارِباً….

لعلّ كل الذين يذهبون لمشاهدة العروض السحرية، يتَّعظون من هذه الرواية الحقيقية، ويعرفون أنّ الشيطان هو الذي يقف خلف كل السحرة وعروضهم المُدْهِشة، فيبتعدون عن مشاهدة هذه العروض الشيطانية، لئلّا يُصابوا بقليلٍ أو كثير، من لطشاتهِ القاتلة.

الربّ راعيَّ فلا يُعْوِزني شيء.
وإذا كان الربّ معي، فمَنْ عليَّ.

الإيكونوموس الياس رحّال
خادم رعيّة سيدة البشارة
المينا- طرابلس

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.