الشعانين

1٬184

Christ's Entry into Jerusalem by Hippolyte Flandrin c. 1842

تعالت الهتافات “هوشعنا لابن داوود” وبعد أيّام معدودة صرخ الشّعب عينه “إصلبه إصلبه”، يا له من انقلاب غير مفهوم ولا مبرّر إلا بأنّ هتاف البهجة كان نتيجة اندهاش بملك قدير يشفي المرضى ويُخرج الشّياطين ويُقيم الموتى، أمّا هتاف الطّلب بالصّلب فهو ناتج عن سقوط الأقنعة والخوف من سلطة الكبار والرّشوة والوعود المزيّفة.

إخوتي، لطالما كنّا على شاكلتهم نهتف بالتّمجيد والإبتهال مردّدين الكلمات بدون أن نعي المعنى، دعونا اليوم نصرخ بأفواه طفوليّة بريئة، لا تعرف الخلفيات والمصالح، أن نهتف نحو أبينا إرحمنا يا رب، حاملين أغصان الزّيتون وسعف النّخيل مهللين بانتصارنا فنحن أبناء الملك القوي الجبّار، خالعين ملابسنا التّي نختبئ وراءها من بغض وحسد ونميمة وافتراء وتكبّر وكسل وغضب… فارشين إيّاها تحت رجلي يسوع فيلمسها ويحوّلها لفضائل تليق بأبناء الملك. ولنعي أنّنا أبناء الملك الأمجد فتكون أعمالنا وأقوالنا صرخات”هوشعنا” تمجّد أبانا السّماوي وتحث كل مَن يرانا إلى تمجيد الخالق المبدع.

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.