تأمل في تقليد شجرة عيد الميلاد

1٬263

شجرة عيد الميلاد في الفاتيكان

لم يرد في العهد الجديد أي ذكر لشجرة الميلاد، بل يرتبط تقليد شجرة الميلاد بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي أعطتها المسيحية معانٍ جديدة. وقد إستخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد “ميلاد الشمس التي لا تقهر”.

ومع تحديد عيد ميلاد الرب يوم 25 كانون الأول، أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المهراق من أجلنا.

حتى أن تقليداً تطوّر حول هذه الشجرة، إنطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر. فقد تم تناقل روايةٍ مفادها أن جنود هيرودوس كادوا أن يقبضوا على العائلة المقدّسة، غير أن إحدى شجرات الراعي مدّدت أغصانها وأخفت العائلة. فكافأها الربّ بجعلها دائمة الخضار، وبالتالي رمزاً للخلود. هذه القصّة أتت كجزءٍ من محاولات إضفاء الطابع المسيحي على عيدٍ كان بالأساس وثنيّاً. واستخدام الشجرة يعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انكلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة، حسب ما وصفها أحد الرحّالة العرب. وهذا ما حدا بالسلطات الكنسيّة إلى عدم تشجيع إستخدامها.

ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوروبا وخاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا. حينها اعتبرت الشجرة تذكيراً ب”شجرة الحياة” الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزاً للحياة والنور (ومن هنا عادة وضع الإنارة عليها). وقد تمّ تزيين أولى الأشجار بالتفاح الأحمر والورود والأشرطة القماشيّة. وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605ب.م.

لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840ب.م. على عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها إنتشر بشكلٍ سريع إستخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد.

 

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.