شهر مع قلب يسوع الأقدس (17)

9٬310

اليوم السابع عشر

التعويض للقلب الاقدس

بعد اللقاء بين يسوع والسامرية، وكتكملة لذلك الحوار نسمع يسوع يقول لتلاميذه: “يفرح الزارع والحاصد معا”. فاراد من خلال ذلك ان يفهم التلاميذ ويفهمنا باننا جميعنا مدينون للاخرين عن الخير الذي نعمله، وهكذا فمن يزرع ومن يحصد يفرحان على حد سواء اذ هناك روح الجماعة والتعاون، هذا الروح يجعلنا “نفرح مع الفرحين ونبكي مع الباكين” على قول القديس بولس (روما 12 : 15). وهذا الروح يحثنا الا نكون سبب عثرة لاخينا فان فعلنا شيئا من هذا القبيل وجب علينا ان نعوض بالمثل الصالح وبالاستغفار، فهذه روحية العبادة للقلب الاقدس.

نقرأ في الانجيل المقدس قصة زكا العشار الذي ظلم الناس بجشعه، لكنه عندما قبل يسوع في بيته، واصبح مع يسوع هدفا لانتقاد الفريسيين، اراد ان يعبر عن فرحه وان يقدم برهانا ملموسا لتوبته، فاذا به يقف امام الجميع دون وجل معلنا: “يا رب، ها اني اهب المساكين نصف اموالي، واذ كنت قد غصبت احدا شيئا ارده عليه اربعة اضعاف” (لوقا 19) وبذلك عوض عن الضرر الذي الحقه بالاخرين واستحق ان يسمع من فم الفادي: “اليوم حصل الخلاص لهذا البيت”. ان عبادة قلب يسوع تحث على امور روحية عديدة، منها: التناول المتواتر والاكثار من السجود للحب اللامتناهي، والتعويض لهذا الحب الالهي أكان التعويض عن خطايانا ام عن خطايا الاخرين لاننا كلنا اخوة وكلنا اعضاء في جسد واحد “فاذا تألم عضو تألمت معه سائر الاعضاء”.

05

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي.

إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.

تأمل

تأمل مفاعيل التناول العجيبة

قال الحكيم: “أيأخذ الأنسان ناراً في حجره ولا تحترق ثيابه؟” ( أمثال 6 : 27). وكذلك يمكننا ان نقول عمن يحسن تناول القربان المقدس فأنه يشعر بحرارته ومفاعيله التي لا تقف عند منعنا عن الخطيئة، بل تحول حياتنا كلها فنصير أبناء الله، كما يتحول الخبز بكلمات التقديس الى جسد يسوع المسيح نفسه وهذا التحويل يكون خاصة في عقولنا وارادتنا وقلبنا وشهوتنا الحسية. فالعقل يتغير بالأنوار السماوية والعلوية التي يفيضها علينا التناول، فتزيح ظلمات الجهل وأضاليل الشهوات وترينا الحق حقاً والباطل باطلاً. والإرادة تتغير بالقوة التي يخولنا اياها التناول لنقهر عاداتنا السيئة ونظفر بالفضائل المخالفة لها. والقلب يتغير بالتناول لأنه يجعله يقمع الشهوات الرديئة ويرفع عواطفنا عن محبة الأرضيات والخلائق وبنقلها الى محبة الخيرات السماوية. والشهوة الحسية تتغير بالتناول لأنه يطفيء نيرانها لا دفعة واحدة بل تدريجياً وبقدر ما تزيد المحبة، بموجب قول القديس أوغسطينس: “كلما ارتفعت المحبة الى فوق هبطت الشهوة الى أسف وبادت.”

هذه هي مفاعيل التناول العجيبة التي نشاهدها في القديسين الذين كانوا في اول امرهم ضعفاء ناقصين فأضحوا أشداء أقوياء، وكانوا أرضيين وخشني الأخلاق والطباع فأضحوا روحانيين وديعين. فاذا كان الأمر كذلك فلماذا نرى الآن كثيراً من المؤمنين يتناولون بإستمرار ومع ذلك لا يتغيرون ولا يصطلحون؟ إنهم لا يتغيرون لأنهم لا يحسنون التناول ولا يفهمون مقاصدهُ، فإن يسوع يأتي اليهم ليقدسهم، وهم لا يريدون القداسة بل البقاء على رذائلهم وخطاياهم. لا يتناولون لكي ينموا في محبة يسوع فتضعف شهواته يوماً فيوما بل يتناولون كما يتناولون طعاماً مادياً بدون نية ان يصلحوا سيرتهم ويغيروا عاداتهم الذميمة. وعلى هذه النفوس كان قلب يسوع الأقدس يُكلم القديسة مرغريتا مريم غالباً ويقول لها: “أبكي ونوحي دائماً لأن دمي يسكب باطلاً على كثيرين يكتفون بقطع الحشيش الخبيث المرتفع في قلوبهم ولا يريدون ان يقلعوا اصوله”. فكم من تناولات تعدها جيدة وهي في حكم الله غير ذلك، وقد تكون لشجبنا لا لخلاصنا الأبدي.

01

تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية، عند صليب المسبحة أتل الصلوات التالية:

يا قلب يسوع حبيبي زدني حبّاً لك. يا يسوع فاديّ إليك أسلم قلبي فضعه في قلبك فإني لا أريد أن أعيش إلا فيه. فليكن قلبي قرباناً لك. يا يسوع لك أقدّم هذه المسبحة لأستحقّ مواعد قلبك الأقدس.

على الحبات الكبيرة:

أيها الآب الأزلي، إني أقدّم لك دم سيّدنا يسوع المسيح الثمين للغاية، وفاءً عن خطايانا ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.

على الحبات الصغيرة:

يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.

في خاتمة العشر حبّات:

يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي.

09

كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
يا ربّنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربّنا يسوع المسيح إستجبنا
أيّها الآب السماوي الله إرحمنا
يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا
أيّها الروح القدس الله إرحمنا
أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا

يا قلب يسوع ابن الله الأزلي إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المصوَّر من الروح القدس في أحشاء البتول إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المتّحد جوهريًّا بكلمة الله إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذا العظمة غير المتناهية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع هيكل الله المقدّس إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خباء الربّ العليّ إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع بيت الله وباب السما إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع أتّون المحبّة المضطرم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع منـزل العدل والمحبّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المفعم جودًا وحبًّا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع لجّة الفضائل كلّها إرحمنــــــــــا
يا قلب يسوع الجدير بكلّ تسبحة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الحاوي كلّ كنوز الحكمة والعلم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مسكن ملء اللاهوت كلّه إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع موضوع سرور الآب إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الذي من فيضه أخذنا جميعنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الطويل الأناة والكثير الرحمة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع الغنيّ لكلّ من يدعونك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة إرحمنـــــــــــــا
يا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الموسع عارًا لأجلنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المنسحق لأجل أرجاسنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطيع حتّى الموت إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع مصدر كلّ تعزية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حياتنا وقيامتنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع صلحنا وسلامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذبيحة الخاطئين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خلاص كلّ المتوكّلين عليك إرحمنـــــــا
يا قلب يسوع رجاء الذين يموتون في محبّتك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع نعيم جميع القدّيسين إرحمنـــــــــــا

يا قلب يسوع حماية مكرّميك الحلوة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع قوّة الضعفاء إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملجانا في يوم التجربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مستحقّ ذبيحة قلوبنا إرحمنـــــــــــا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون

س: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
ج: إجعل قلبنا مثل قلبك.

يا ربّنا يسوع المسيح، يا من بمحبّة جديدة ارتضيت أن تفيض على كنيستك خيرات قلبك الإلهيّة، إمنحنا قوّة لأن نكافئ محبّة هذا القلب الأقدس، وبالكرامة الواجبة نعوّض عن الإهانات التي يفعلها جاحدو معروف هذا القلب الحزين.

أيّها الإله الأزليّ القادر على كلّ شيء، أنظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدّمها لعزّتك عن الخطأة. فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم باسم ابنك سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس، إلى دهر الداهرين. آمين.

خبر

ان القديسة أيملدة لمبرتيني من رهبانية القديس عبد الأحد، أمتازت منذ حداثتها بحب شديد ليسوع عروسها السماوي، وإذ علمت انه موجود حقاً في القربان المقدس كان شوقها الى قبوله يشتد يوماً بعد يوم، ولا سيما عند مشاهدتا أخواتها الراهبات يتناولنه، ومع ذلك لم تأذن لها رئيسة الدير بأن تقترب من المائدة المقدسة لصغر سنها. ولكن من يقدر ان يمسك يد الله عن العطاء متى أراد ان يجزل احساناته لنفس طاهرة.

ففي عيد الصعود بينما كانت الراهبات يذهبن الواحدة تلو الأخرى ليتناولن، وكانت أيملدة وحدها بعيدة عن المائدة المقدسة أستطاعت بكثرة تنهداتها وصلواتها ان تقرب الله منها، فنزل قربان من السماء على مشهد من جميع الراهبات المتعجبات ووقف على رأس أيملدة. ففهم الكاهن إذ ذاك ارادة الله، فجاء وأخذ القربان المقدس وناول الفتاة أيملدة. فلم يسعها هذه الفتاة المغبوطة ان تهبط فرحها فأطبقت عينيها وطارت نفسها الى الأخدار السماوية..

تقدمة لقلب يسوع

يا يسوع إن قلبك هو إرث لنا، فيه كمِّل عملك، وقدس من يسير وراءك على طريق التضحية، كمِّل عملك بانتصار كنيستك المقدسة في الهيئة الإجتماعية: إخزِ القوى التي تناوئها، وشتت بنفث روحك الإلهي جيش الظلام الذي يحاربها، تكلَّم، يا رب الجنود فيسقط في التراب كما في الجسمانية أولاد الكفر والضلال، تكلم يا إله الحب، فيتهلل نائبك على الأرض، وتمجدك جميع الشعوب من أقصى الكون إلى أقصاه. آمين

اكرام

ليكن تناولك للقربان المقدس وقبولك ليسوع في قلبك بشوق حميم، ليقلع منه محبة الأرضيات وأباطيل الدنيا ويثبتك في محبته.
نافذة يا قلب يسوع الأقدس أرويني من دسم بيتك ومن بحر لذاتك أسقني.


شهر مع قلب يسوع الأقدس
 →  السابق       التالي  ← 
مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.