شهر مع قلب يسوع الأقدس (29)
النصر الاخير
قال يسوع: “انا غلبت العالم”. ان العالم بحد ذاته ليس شريرا، لكنه يتمخض عن اوهام شريرة واحلام باهرة خادعة تحاول ابعاد الله عن افكارنا او عزله عن قلوبنا، ويخلق العالم هذه الاوهام لتحل في داخلنا حتى نعتبرها غاية حياتنا بذاتها.
فالمسيح عند قوله: “انا غلبت العالم” يشير الى انتصاره على مثل هذه الاوهام: كالتعلق المفرط بالغنى وحب السلطة، والبحث عن الشهرة. العالم يمهد لمثل هذه الاحلام ويشجعها لا بل يدوس على المبادئ من اجلها، ويكاد يقنعنا بانه على حق وان احلامه صحيحة وانه المنتصر! لكن يسوع لا يريدنا ان نعيش في الاوهام بل يشجعنا على المضي قدما، ويعدنا بالنصر الاخير وبالمجد فالكلمة الاخيرة هي كلمته. فلنثق بقيامته التي تنير دربنا ولنصل لكي تنمو فينا الثقة بالنصر الاخير.
يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي.
إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.
تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر
إن يسوع المسيح منحنا نفسه وسلمنا اياها التسليم، أما قلبه الأقدس فهو مصدر هباته ومبدأ نعمه وإحساناته. فما الذي يطلبه عوضآ عن ذلك ؟ انه يطلب شيئاً واحداً لا غير وهو انه يلتمس قلوبنا لأنها تخصه، يطلب قلبا بدل قلب. فقد سأل الرب يوماً القديسة مارغريتا قائلاً لها:”ماذا تطلبين يا ابنتي؟” قالت: “ان ما أشتهيه واتمناه يا مولاي هو قلبك الأقدس وهو حسبي”. حينئذ قال لها المخلص الحبيب: “انما أنا أيضآ اطلب قلبك”. وهذا ما يقوله لنا اليوم ايضا قلب يسوع الأقدس. فيا للعجب ان قلب يسوع ينبوع جميع الخيرات لا يبرح جادا لطلب الإنسان ولايمل من التفتيش عليه ناشداً اياه لذاته كأنه لا يمكنه ان يستغني عنه. فما الذي يطلب قلبه، لا غير، ويناجيه قائلاً: “يا بني أعطني قلبك، أرجع الي من كل قلبك”.
الا فأسمعو يا بني البشر وأعملوا ان يسوع يطلب قلوبكم ومن المحال ان لاتميل قلوبكم الى المحبة، لأنه لا حياة لها الا بالمحبة، ولا تستطيع ان تحب من دون تبيع ذاتها او تمنحها هبة. فأن أردت يا هذا ان تهب قلبك فمن يستحقه غير الذي خلقه؟ ان العالم يطلب قلبك ليجعله جهنم، أما قلب يسوع فيطلبه ليجعله نعيمآ.
تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية، عند صليب المسبحة أتل الصلوات التالية:
يا قلب يسوع حبيبي زدني حبّاً لك. يا يسوع فاديّ إليك أسلم قلبي فضعه في قلبك فإني لا أريد أن أعيش إلا فيه. فليكن قلبي قرباناً لك. يا يسوع لك أقدّم هذه المسبحة لأستحقّ مواعد قلبك الأقدس.
على الحبات الكبيرة:
أيها الآب الأزلي، إني أقدّم لك دم سيّدنا يسوع المسيح الثمين للغاية، وفاءً عن خطايانا ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.
على الحبات الصغيرة:
يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.
في خاتمة العشر حبّات:
يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي.
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
يا ربّنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربّنا يسوع المسيح إستجبنا
أيّها الآب السماوي الله إرحمنا
يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا
أيّها الروح القدس الله إرحمنا
أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا
يا قلب يسوع ابن الله الأزلي إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المصوَّر من الروح القدس في أحشاء البتول إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المتّحد جوهريًّا بكلمة الله إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذا العظمة غير المتناهية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع هيكل الله المقدّس إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خباء الربّ العليّ إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع بيت الله وباب السما إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع أتّون المحبّة المضطرم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع منـزل العدل والمحبّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المفعم جودًا وحبًّا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع لجّة الفضائل كلّها إرحمنــــــــــا
يا قلب يسوع الجدير بكلّ تسبحة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الحاوي كلّ كنوز الحكمة والعلم إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مسكن ملء اللاهوت كلّه إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع موضوع سرور الآب إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الذي من فيضه أخذنا جميعنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريّة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الطويل الأناة والكثير الرحمة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الغنيّ لكلّ من يدعونك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة إرحمنـــــــــــــا
يا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع الموسع عارًا لأجلنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المنسحق لأجل أرجاسنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطيع حتّى الموت إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع المطعون بالحربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مصدر كلّ تعزية إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حياتنا وقيامتنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع صلحنا وسلامنا إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ذبيحة الخاطئين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع خلاص كلّ المتوكّلين عليك إرحمنـــــــا
يا قلب يسوع رجاء الذين يموتون في محبّتك إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع نعيم جميع القدّيسين إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع حماية مكرّميك الحلوة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع تعزية الحزانى إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع قوّة الضعفاء إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع ملجانا في يوم التجربة إرحمنـــــــــــا
يا قلب يسوع مستحقّ ذبيحة قلوبنا إرحمنـــــــــــا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا
كيرياليسون كريستياليسون كيرياليسون
س: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب
ج: إجعل قلبنا مثل قلبك.
يا ربّنا يسوع المسيح، يا من بمحبّة جديدة ارتضيت أن تفيض على كنيستك خيرات قلبك الإلهيّة، إمنحنا قوّة لأن نكافئ محبّة هذا القلب الأقدس، وبالكرامة الواجبة نعوّض عن الإهانات التي يفعلها جاحدو معروف هذا القلب الحزين.
أيّها الإله الأزليّ القادر على كلّ شيء، أنظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدّمها لعزّتك عن الخطأة. فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم باسم ابنك سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس، إلى دهر الداهرين. آمين.
جاءَ في أخبار رسالة الأباء الدومنيكيين في الموصل سنة 1890 إن إمرأة بلجيكية جزيلة التقوى وشديدة الحب لقلب يسوع الأقدس لم تكتفي بأن تحب وحده قلب يسوع فاديها ومخلصها بل أرادت ان تحمل جميع الناس لو كانَ ذلك في وسعها على محبة من يستحق وحدهُ المحبة الحقيقية من جميع القلوب. فصادفت في أحد الأيام راهباً دومنيكياً عائداً من العراق إلى وطنهِ لترويح النفس، وكان اسم الراهب برناركورماشتيغ البلجيكي، فسألتهُ تلك المرأة للوقت: هل عبادة قلب يسوع الأقدس منتشرة في البلاد التي اتيت منها؟ أجباها الراهب: كلا إن هذه العبادة لا تزال مع الأسف مجهولة في محل رسالتنا.
قالت لهُ المرأة: وهل من مدرسة إكليريكية في البلد التي تقيم فيها؟ أجابها الأب: نعم إن هناكَ مدرستين إكليريكيتين. فقالت لهُ إذ ذاكَ: حسناً إني سأبتاع كتباَ تحث على عبادة قلب يسوع الأقدس وأعطيكَ إياها لتوزعها مجاناً عند عودتك على التلاميذ الأكليريكيين، وغايتي من ذلكَ ان هؤلاء التلاميذ يقرأونَ هذه الكتب ويتوسعونَ في معرفة قلب يسوع ويحبونه، وإذا صاروا كهنة يبشرونَ بهِ في كنائسهم وفي شعبهم، فيكون قلب يسوع الأقدس معروفاً ومحبوباً لدى الذين يجهلونه .
صح كلام هذه المرأة الغيورة، فإن الكتب التي ارسلتها الى الشرق على يد الأب المرسل المومأ اليه أضحت سبباً لمعرفة قلب يسوع وعبادته ونشرها في البلاد التي كانت مجهولة فيه.
افحص ضميرك لتعرف العادة المتسلطة عليك بالأكثر واقصد منذ استيقاظك. صباحآ ان تسهر على تلك النقيصة لتجتنب وقوعك فيها.
يا قلب يسوع الأقدس اعطيك قلبي.
انا انسان خاطئ اغفر لي يا رب