كتاب الأقتداء بالمسيح pdf

16٬841

كتاب الأقتداء بالمسيح pdf

عرض أو تنزيل الكتاب

الأقتداء بالمسيح

مقاطع من الكتاب

تذكر مرارًا هذا المثل: “ألعين لا تشبع من النظر، والأُذن لا تمتلئُ من السمع”. فاجتهد إذن أن تصرف قلبك عن حبِ المنظورات، وتنتقل به إلى غير المنظورات. فإنَ الذين ينقادون للحواس، يدنسون ضمائرهم، ويفقدون نعمة الله.


كُفَّ عن الرغبة المفرطة في العلم، فإنَّ فيها كثيرًا من التشتت والغرور. إنَّ أهل العلم يرومون أن يظهروا وأن يدعوا حكماء. كثيرةٌ الأمور التي قلَّما تفيد النفس معرفتها، وقد لا يفيدها البتَّة. إنه لعلى جانبٍ عظيم من الحماقة، من يهتم بغير ما يأُولُ إلى خلاصه. كثرةُ الكلام لا تُشبع النفس، بل العيشةُ الصالحةُ تثلجُ القلب، ونقاوةُ الضمير تنشئُ ثقةً بالله عظيمة.


لا تهم كثيرً في من معك أو من عليك، بل في هذا اجعل همك واجتهادك: أن يكون الله معك في كل ما تعمل. كن صالح الضمير فينصرك الله. فإن من شاء الله أن ينصره، لا يقوى خبث أحدٍ على مضرته. إن عرفت أن تتألم وتصمت، فأيقن أنك سترى معونة الرب. فإنه يعرف متى وكيف ينقذك، وما عليك من ثم إلاَّ أن تستسلم له. إن الله النصرة والإنقاذ من كل خزي. كثيرًا ما ينفعنا جدًا، لحفظنا في تواضع أعظم، ان يعرف الآخرون عيوبنا ويبكتونا عليها.


المسيح: هذا ما يقول حبيبك: ”إني أنا خلاصك” (مزمور 34: 3) وسلامك وحياتك. أقيمي بقربي، تجدي السلام، أُتركي جميع الزائلات واطلبي الأبديات. وهل الزمنيات كلها سوى غرور؟ وماذا يفيدك الخلائق جميعها، إن هجرك الخالق؟ فاعتزلي إذن كل شيء، وكوني مرضيةً أمينةً لخالقك، لتستطيعي الحصول على السعادة الحقيقية.


تعالوا إليّ، يا جميع المتعبين والمثقلين، وأنا أريحكم (متى 11: 28)، يقول الرب. أن الخبز الذي سأعطيه أنا هو جسدي لحياة العالم (يوحنا 6: 52). خذوا كلوا، فهذا جسدي يُكسَر لأجلكم، اصنعوا هذا لذكري (1 كورنتس 11: 24). من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنا فيه (يوحنا 6: 57). إن الكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة (يوحنا 6: 64).


يا يسوع الجزيل العذوبة والحنو، أيُّ احترامٍ وشكر، بل أي حمدٍ دائم يحق لك عليَّ، لتناولي جسدك الأقدس، الذي لا يستطيع بشر أن يوضح سمو منزلته! ولكن فيم يجب أن أُفكر عند هذا التناول، حينما أدنو من سيدي، الذي لا أستطيع أن أُكرمه كما ينبغي، وأرغب، مع ذلك، أن أتناوله بورع؟ هل من أفكارٍ أفضل وأنفع لخلاصي، من أن أتضع أمامك اتضاعًا كاملًا، وأُشيد بجودتك غير المتناهية نحوي؟ أُسبحك، يا إلهي، وأرفعك إلى الأبد؛ إني أحتقر ذاتي، وأخضع لك في عمق حقارتي.

مواضيع ذات صلة

التعليقات مغلقة.