4- مريم ملكة القلوب

2٬129

مريم ملكة القلوب

اقتبلَت مريمُ سلطةً كبيرة من الله على النفوس المختارين، لأن بدون ذلك، لا تقدر أن تقيمَ فيها كما أمرها الله الآب. فكيف تقدرُ أن تربيها وتهذبَها وتغذيَها وتلدَها للحياة الأبدية كأُمٍ روحية لهم، وهم إرثُها وحصتُها، أقول كيف تصوغها في يسوع، ويسوع فيها، وكيف تلقي جذورَ فضائِلها في قلوبها، إذا لا تكون لها سلطةٌ وحقٌ عليها، نظراً إلى النعمة الخارقة العادة المُعطاة لها من القدير. لأنه بمنحه لها قدرةً على ابنه الوحيد والطبيعي، أعطاها أيضاً القدرةَ على أبنائه بالتبني لا فقط نظراً إلى الجسد، الأمر الذي ليس بكثير، ولكن خاصةً بالنظر إلى النفس.

فمريمُ هي ملكةُ السماء والأرض بالنعمة، كما هو يسوع ملكُها بالطبيعة والاكتساب. إلا أنَّ ملوكيةَ يسوع هي باطنية، حسب قوله: «ملكوتُ الله هو في باطنكم» (لوقا 17: 21)، إذن أيضاً ملوكيةُ مريم هي أولياً في داخل الإنسان، أعني في نفسه، وهي ممجدة رئيسياً في النفوس مع ابنها أكثر مما في كل الخلائقِ المنظورة الأُخرى. لذا بوُسعنا أن نسميها مع القديسين «بملكة القلوب».


كتاب الإكرام الحقيقي للعذراء مريم
 ✞  السابق     ✞  البداية     ✞  التالي 
مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.