اعجوبة في مديوغوريه
يطيب للرائية فيتسكا سرد قصة تلك الأسرة الايطالية ، اسرة متيو وغريتا اللذين كان لهما ابن وابنة، وكانا ينعمان بمال وفير. غير ان الصلاة لا أثر لها في منزلهما . والله غائب عن اسرتهما.
في اعقاب حادث خطير على دراجة نارية هوى ابنهما في غيبوبة سحيقة وطويلة. كانت لهما جارة تدعى لوشيانا وقد اعتادت الحج الى مديوغوريه، فالتقت يوما في الشارع بغريتا الأم وهالها ان ترى ذلك القدر من الأسى والانهيار بحيث لا سبيل الى كفكفة دموعها، او اعتاقها من محنتها.
وقد باحت للوشيانا اعماق بؤسها. فقد كانت اسرتها تتمزّق وشيئا فشيئا تفقد كل شيء.
كانت وزوجها قد تأهبا لنقل ابنهما المصاب الى مستشفى متخصّص في امريكا. الا ان الاطباء حذّروهما من عواقب هذه النقل نظرا لوضع الفتى المتردّي الذي قد يقضي عليه.
اقترحت لوشيانا: “تعالوا الى مديوغوريه، فالعذراء تظهر هناك. انها أم، ولن تتوانى عن العناية بكم!”
قدم الزوجان مع ابنتهما الى مديوغوريه برفقة لوشيانا. ومنذ اليوم الأول التمسا من الرائية فيتسكا ان تخصّهما بخمس دقائق، فقد كان يأسهما جسيماً. اجابت فيتسكا: “حسنا، سأنهي حديثي مع الحجّاج وسأوافيكم. انتظروني .”
قال متيّو عندما حرت فيتسكا :”لدينا رغبة واحدة يا فيتسكا، وهي ان تلتمسي من العذراء شفاء ابننا، واستفسري عن المبلغ الذي يتعيّن علينا دفعه “.
لم تشأ فيتسكا صدمه او تصحيح اقواله بل اكتفت بالرد: “سأفعل ما يسعني فعله . سأصلّي من اجل ابنه المصاب . ارجعا غداً وفي هذه الاثناء اكون قد تحدّثت مع السيدة العذراء”.
اثناء ظهورها قالت العذراء لفيتسكا: “قولي لهما لا رغبة لي في مالهما. بل ادعوهما الى التقرّب مني ومن ابني”.
في الساعة العاشرة والربع من اليوم التالي، خرج ابنهما من الغيبوبة وشرع يمشي. وحتى اليوم ما انفكت تلك الأسرة تحجّ الى مديوغوريه وتصلّي.
كان الله قادراً على شفاء ابنهم قبل ذلك ولكنه كان راغبا في ان يعودوا اليه بكل قلبهم . فقد غدت الصلاة هي الاساس في هذه الأسرة وكل ما سواها ثانوي.
المعجزة الحقيقية في الواقع، كانت شفاء قلب متيّو الأب. ولم تكن سائر البركات التي تلت سوى اضافات.
††† ﺍلمجد ليسوع ومريم †††