العذراء القديسة لا تتخلّى ابداً عن ابنائها

3٬228

اخبار مريمية

في لورد عام 1968 كان رجل مسنّ يراقب الحجاج يصلّون باسطين اليدين على شكل صليب. كان مكفهّر الوجه صارم النظرات. بغتة وقع نظره على فتاة دامعة العينين وسط الجمع وقد بسطت هي ايضا ذراعيها، فيما كان كاهن يتلو بصوت مرتفع: “واغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن اساء الينا …” فتمتم الرجل “لا .. لا .. ابدا” وخرج من المغارة ثائراً . وفيما كان عائداً الى منزله ، صادفه كاهن فدنا منه وخاطبه: “ما خطبك يا سيد؟ هل تعاني من التعب؟”
“دعني وشأني!”
“ولكن يا صديقي، لا بأس ان يتبادل الاخوة الخدمات..”
“تقول خدمات؟ اية خدمات؟ لا يسعك ان تخدمني بشيء ! فانا خارج من السجن حيث قضيت خمس عشرة سنة من حياتي ، عن ذنب لم ارتكبه ، ولم يكن لي صلة به . فقد وشى بي واحد من اعز اصدقائي . وكانت زوجتي تزورني كلما استطاعت الى ذلك سبيلاً . وقد وعدتها بمرافقتها الى لورد حالما يُفرج عني . وتوفيت زوجتي .. فجئت وحدي كي ارى ما الذي يحدث هنا . وسمعت عبارة الغفران التي تلاها الكاهن . ولكن كيف لي ان اصفح عن صديق الحق بي كل هذا الأذى؟؟”
اضطرب الكاهن لسماعه هذا الاعتراف، وبعد برهة اجاب:
“نحن جميعاً خطأة، وكيف لنا ان ننال غفران الله ، كيف تنعم نفسك بالسلام، ان لم نغفر نحن انفسنا ؟ فحريّ بك ان تريح ضميرك!”

صمت الرجل طويلاً، ثم اعترف للكاهن بخطاياه ، فيما كانا يسيران على ضفة نهر الغاف . وبعد ان لفظ الكاهن عبارة الغفران وبارك الرجل، شدّ على يده بحرارة وقال:
“ها قد انتهى كل شيء . فلننس الماضي ! هل انت راضٍ؟”
“اجل انا راضٍ لانني اعلم انني قد غفرت “.

ويوم قرر العودة الى منزله، قصد نبع لورد، كي يأخذ معه قليلاً من الماء.
وكانت هناك الفتاة التي صادفها عشية وصوله، فجاءته قائلة:
“ارى انك لا تمتلك قدحاً تستقي به . فهل لي ان اعيرك قدحي؟”
ثم تابعت القول: “لمحتك في المغارة ذلك اليوم وبدوت لي مضطرباً “.
“يا آنستي ، لقد تحررت الآن من الاضطراب . وساد السلام نفسي “.
اجابت الفتاة: “وكذلك انا . فقد كان ابي مصاباً بالسرطان، وقد رغب قبل وفاته ان يظفر بصفح صديق، كان قد تسبّب بسجنه خمسة عشر عاماً ، ظلماً وبهتاناً. كانت الفتاة في الخامسة عندما ارتكب والدها ذلك الجرم، وها هي قد امست في العشرين . وهتف الرجل:
“آه! .. انت اذن تيريز الصغيرة ، اني اتعرّفك الان “.
وتمتمت الفتاة : “انت !؟”
“اجل، انا! فلنمضِ معاً ولنزفّ صفحي الى والدك!”

هذه القصة الواقعية تدل على ان السيدة العذراء القديسة لا تتخلّى ابداً عن ابنائها عندما يدعونها بحرارة، وعلى انها وسيطة نعمة الرب.

††† ﺍلمجد ليسوع ومريم †††

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.