كتاب مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية
كتاب مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية pdf
رسالة بابويّة
بصيغة تلقائيّة (Motu proprio)
للموافقة على نشر مختصر كتاب التعليم المسيحيّ
للكنيسة الكاثوليكيّة
بندكتوس السادس عشر
لذكرة مؤبّدة
إلى إخوتي الأجلاّء الكرادلة والبطاركة ورؤساء الأساقفة
والأساقفة والكهنة والشمامسة الإنجيليّين
وإلى جميع أعضاء شعب الله.
منذ عشرين سنة بدأ الإعداد لكتاب التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الذي طلبه المؤتمر غير العادي لسينودس الأساقفة في مناسبة الذكرى العشرين لختام المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثّاني.
وإني لأشكر الله الربّ شكراً لا حدود له منحَه الكنيسة الكاثوليكيّة هذا الكتاب الذي أعلنه سنة 1922 سلفي الجليل والمحبوب البابا يوحنّا بولس الثّاني.
وما يؤكّد فائدة هذه العطيّة، قبل كل شيء، القبول الواسع والإيجابيّ الذي لقيه عند الأساقفة، الموجّه إليهم أوّلاً، بمثابة مرجع أكيد وصحيح لتعليم العقيدة الكاثوليكيّة، وعلى الخصوص، لإعداد كتب التعليم المسيحيّ المحليّة. وأكّدها أيضاً ما لاقى من قبول مميّز واستحسان لدى جميع مكوّنات شعب الله، الذين استطاعوا أن يعرفوه ويقدّروه بفضل الخمسين لغة وأكثر التي ترجم إليها حتّى اليوم.
وبفرح عظيم أوافق الآن على مختصر كتاب التعليم المسيحيّ هذا وأعلن إصداره.
لقد رغب فيه رغبة شديدة المشاركون في مؤتمر التعليم المسيحيّ الدوليّ، في تشرين الأوّل من عام 2002، وكانوا هكذا المعبّرين عن شعور قويّ جدّاً في الكنيسة بالحاجة الملحّة إليه.
تلبية لهذه الرغبة قرّر سلفي المأسوف عليه في شباط عام 2003 إعداد هذا المختصر وعهد في إنشائه إلى لجنة صغيرة من الكرادلة برئاستي، وبمؤازرة بعض الخبراء المساعدين. وفي خلال العمل، عُرض مشروع لهذا المختصر على حُكم جميع الكرادلة ورؤساء المؤتمرات الأسقفيّة الذين تقبّلوه بالرضى والاستحسان.
إن المختصر الذي أقدّمه اليوم للكنيسة الجامعة توليفة أمينة وآمنة لكتاب التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة. فهو يحتوي بإيجاز جميع العناصر الجوهرية والأساسية لإيمان الكنيسة، بحيث يكون، كما رغب سلفي، نوعاً من رفيق ملازم يمكّن المؤمنين وغيرالمؤمنين من إلقاء نظرة شاملة على مُجمل مشهد الإيمان الكاثوليكيّ.
إنّه في بنيته ومحتواه ولغته يعكس بأمانة كتاب التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيةّ الذي ستزداد معرفته اتساعاً وعمقاً بما تقدّمه هذه التوليفة من عون وتحفيز.
إنّي أسلّم إذن بثقة هذا المختصر، أوّلاً، إلى الكنيسة جمعاء وإلى كل مسيحيّ على الخصوص، حتّى يستطيع كل واحد بفضله، في هذه الالفية الثالثة، أن يستعيد من جديد الاندفاع في السعي المتجدّد إلى التبشير بالإنجيل والتربية على الإيمان، وذلك ما يجب أن تتّسم به كل جماعة كنسيّة وجميع المؤمنين بالمسيح، مهما كانت سنّهم والدولة التي غليها ينتمون.
وهذا المختصر، بما فيه من إيجاز ووضوح وشموليّة، يتوجّه أيضاً إلى كل إنسان يرغب، وهو يعيش في عالم مشوّش متعدّد الرسالات، أن يعرف طريق الحياة والحقيقة التي استودعها الله كنيسة ابنه.
في قراءة المختصر، هذه الأداة المعتمَدَة، يستطيع كل واحد خصوصاً بشفاعة مريم العذراء الجزيلة القداسة أمّ المسيح وأمّ الكنيسة أن يعرف ويقبل دوماً بطريقة أفضل، جمال ووحدانيّة وحاليّة العطيّة الممتازة التي تنفد، والتي منحها الله للبشريّة: ابنه الوحيد يسوع المسيح الذي هو “الطريق والحقّ والحياة”. (يوحنا 14 : 6).
صدر في روما، قرب القدّيس بطرس، في 28 حزيران عام 2005، عشيّة عيد القدّيسين الرسولين بطرس وبولس، في السنة الأولى من حبريّتي.
البابا بندكتوس السادس عشر