مقدّمة كتاب الآب يخاطب أبناءه

2٬496

godfather_icon

جمعية أبناء الآب

تقـديــــــــــــم

«اللّه أبي!»: هذه هي الصرخة التي ما زالت تزداد تردّداً في العالم اليوم، يعترف البشر باللّه كأب. لذلك نشعر أنّه من واجبنا طبع ونشر هذه الرسالة التي أعطاها الآب للعالم بواسطة إحدى مخلوقاته التي أحبّته كثيراً، الراهبة «أوجينيا اليصابات رافازيو»، رسالة اعترفت الكنيسة بصحّتها.
رأينا أنّه من المناسب أيضاً نشر الشهادة التي أدلى بها صاحب النيافة المونسنيور «ألكسندر كابيو»، أسقف «جرونوبل»، في ختام أعمال لجنة الخبراء الذين كان قد تمّ استدعاؤهم من أنحاء كثيرة في فرنسا للنظر في الدعوة القضائيّة التي رفعتها الأبرشية والتي قام المونسنيور شخصيّاً بتوجيهها سنة 1935 والتي دامت زهاء عشر سنوات.
وقد شارك في هذه اللجنة: المونسنيور «جيري» نائب أسقف جرونوبل اللاهوتي، والأخوان اليسوعيّان «ألبرت وأُوغست فالنسان»، المشهود لهما بمكانتهما العلميّة في مجاليّ الفلسفة واللاهوت وخبيران في دراسة مثل تلك الحالات، وأُستاذان في الطبّ، أحدهما طبيب نفساني.
نحنُ على يقين أنَّ هذه الرسالة سوفَ تُساعد البشر على فهم عمق الحنان والرقّة التي لدى الآب تجاه كل واحد منّا، ونأمل أن تنال كلمة الله الآب أوسع إنتشار ممكن.
الأب أندريــا داسكانيو

نبذة عن حيـــاة الأُم
أوجينيا أليصابات رافازيو

من هي الأم أوجينيا؟ من هي تلك المخلوقة التي كان الآب يدعوها « الإبنة الحبيبة… نبتتي الصغيرة»؟
نعتقد أنّ الأُم أوجينيا هي منارة عظيمة في هذا الزمان: النبيّة الصغيرة لكنيسة جديدة، يكون الآب فيها مركز وقمّة كلّ إيمان، وتكون الوحدة الكنسيّة هي المِثال الأعلى للروحانيّة. هي ذلك النور الذي وهبهُ الآب للعالم في زمن الظلام والفوضى إلى أن يُعرف الطريق الذي يجب إتباعه.
إنتقلت الأم أوجينيا إلى حضن الآب في العاشر من شهر أغسطس 1990. وكانَ أهمّ ما تركتهُ لنا هذه الرِسالة التي نشرع في تقديمِها («الآب يُخاطب أبناءه»)، وهي الإعلان الوحيد الذي تمّ بِواسِطة الله الآب شخصيّاً، والذي اعتَرفت الكنيسَة بِصحّته بعد مُضيّ عشر سنوات من فحوصات صارِمة. وجدير بالذكر أنّ الآب – في سنة 1932- كانَ قد أملى على الأُم أوجينيا هذِهِ الرسالة باللُغة اللاتينيّة، لغةٍ كانت تجهَلُها تماماً. ولقد استطعنا في سنة 1981 – بعدَ جهود جبّارة – الحصول على تلك الرِسالة، وقُمنا في سنة 1982 – بِمُناسبة الذكرى الخمسين – بِنَشرِها في الإيطاليّة.
ولقد دفعتنا معجِزات النعمة المتعدّدة التي تدفّقت من هذه الرِسالة إلى توزيعها مجّاناً، خاصّة في السُجون وثكنات الجنود والمستَشفيات.

شهادة المونسنيور كابيو أسقف جرونوبل
في خِتام التحقيق القانوني الذي أُجري عن الأُم أوجينيا

منذُ عشر سنوات، كنتُ قد قرّرتُ، بِصِفتي أسقف جرونوبل، فتح التحقيق في مسألة الأمّ أوجينيا. ويوجد لديّ الآن عَناصر كافِية لكيّ أُقدّم شهادَتي إلى الكَنيسة كأسقف. الخ….
خاتمة التقرير: إنني بِكامل الوعي وبأسمى المشاعر الّتي أتحلّى بها وبفضل المسؤوليّة الّتي أُحسُّ بها تجاه الكَنيسة، أُعلن: أنّ التدخل الإلهي الفائق الطبيعة وحدهُ، هو القادر على إعطاء التفسير المنطقي والمُقنع لهذه الحقائق.
تدعو هذه الراهبة المتواضعة النفوسَ إلى العبادة الحقيقيّة، عبادة الآب، حسبما علّمنا يسوع، وما أثبتته الكنيسة في طقسِها. لا يوجد في ذلك أيّ خطر، وهذا في غاية البساطة ومُطابق للعقيدة. فإذا جرّدنا الرِسالة من الأشياء الفائقة الطبيعة التي تصاحبها، لاحتفظ الحدث الأساسي بكلّ قيمته. ففكرة العيد الخاص بالآب، قد تتقبّلها الكنيسة بغضّ النظر عن موضوع الراهبة، ولأسباب عقائديّة.
أؤمن أنّ أعظم دليل على صحة رسالة الراهِبة تظهر لنا في طريقة ممارستِها هذه العقيدة الجميلة في حياتها، وهي قُدِّرَ لها أن تُذَّكِرنا بِهذه العقيدة. وأرى من المناسب أن نسمح لها بمواصلة رِسالَتها، وأؤمن أنّ إرادة الله هي في ذلك. بعدَ عشر سنوات من البحث والتأمّل والصلاة، أنّي أُبارك الله الآب الذي تنازل واختار أبرشيّتي كمكان لإعلان حبّه الذي يُشغل القلوب.

صورة الآب على الغلاف هي الصورة الحقيقيّة لِلَّوحة
التي رُسمتْ بناءً على طلب الأُمّ أوجينيا بعد الظهورات.

الكرّاس الأول

الكرّاس الثاني

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.