العذراء تبكي دماً بإيطاليا 1995
بكاء تمثال العذراء القادم من ميديوغوريه في سيفيشا فيشيا بايطاليا
في 2فبراير سنة 1995م وبعد ما حدث من حروب وويلات ومذابح في البوسنة بيوغوسلافيا السابقة بسبب الصراع العرقي بكى تمثال للعذراء في حي بسيط يبعد عن روما في إيطاليا ب45 كم ويدعى سيفيشا فيشيا (Civitavecchia).
وكان هذا التمثال المصنوع من الجبس قد جاء من ميديوغوريه وأهداه كاهن القرية لعائلة فابيو جريجوري على سبيل البركة وذلك بسبب طيبتها وحبها للخير ومساعدتها للمحتاجين، وبسبب مرض ابنهم أيضاً.
وبنت هذه الأسرة مكاناً مقدساً للتمثال في حديقة منزلها ، وكانت الابنة الصغيرة ذات الثماني سنوات وتدعى “جيسيكا” تقدم الزهور والصلوات أمامه يومياً، وكانت هي أول من شاهد التمثال وهو يبكي للمرة الأولى . وعندما شاهدت دموع الدم في عين العذراء انطلقت منها صرخة وأسرعت لتستغيث بوالدها، فاحتضن الأب ومعه الأم ابنتهما وهما يظنان أن مكروها قد أصابها وحاولا أن يستفهما منها عما حدث فلم تستطع أن تنطق ولو بحرف واحد وكانت تشير بيدها اليمنى إلى التمثال، تمثال العذراء الذي كان يبكى دموعاً من دم.
ولم يلحظ الأب والأم أي شيء غريب على التمثال، ولكن لما قربا منه فوجئا بالعذراء تبكي دماً فصعقا عند مشاهدتهما ذلك وراحا يصرخان مع الطفلة. ثم أسرع الأب إلى كاهن القرية وأخبره بما حدث وهو في حالة هستيرية وارتباك شديد.
لم يصدق الكاهن في البداية هذا الخبر ولكنه لم يجد مفرا من الذهاب لمشاهدة ما يحدث بنفسه ولما وصل إلى الحديقة الموجود فيها التمثال وشاهد العذراء تبكي دماً تسمّر في مكانه ولم تصدق عيناه ما شاهده . ولما تمالك نفسه رفع الغطاء الزجاجي للتمثال ولمس الدموع بإصبعه ومن هول ما شاهد صرخ متأوهاً: يا إلهي .. أنها دماء .. أن التمثال يبكي . وجثا على ركبتيه من هول المفاجأة، وفعل مثله فابيو صاحب الحديقة التي كان فيها التمثال.
2 – ﴿ تحليل الخبراء للدم ودراسة الكنيسة للظاهرة ﴾
وجاء طبيب الحي بعد دقائق قليلة ومعه أدواته ولما شاهد الدم الذي كان ينزف من عيني العذراء انتابته صدمة شديدة ولكن مهنته تغلبت على مشاعره فأخذ عينة من الدم وذهب بها ليحللها طبياً. وجاءت نتيجة هذه التحاليل مذهلة، حيث ثبت أنها دماء بشرية حقيقية. ويقول كبير المتخصصين الذين فحصوا العينة وحللوا دموع التمثال التي من دم، في أحد الكتب التي صدرت عن هذه المعجزة ؛ ” شاهدت التمثال للمرة الأولى عندما أُجريت له سلسلة الاختبارات الأولى ولاحظت أن لون الدم هو اللون الأحمر القاتم للدم المؤكسد وعندما دعاني الأسقف مسجر جريلو في نفس اليوم بكى التمثال وهو في يده “. ويقول أيضاً ” وكنت قادراً على ملاحظة قطرة صغيرة من الدم حمراء، لونها أحمر صاف مطابقة تماماً للدم الطازج “. ثم أخذ التمثال للفحص والدراسة، وحلل الدم أيضاً مجموعة من الخبراء في الفاتيكان وثبت لهم أنه دم بشري .
وكان الخبر قد أنتشر في القرية كلها وفي الأحياء المجاورة وجاء الجميع ليشاهدوا هذه المعجزة بأنفسهم فأنتابهم جميعاً الذهول عندما شاهدوا هذه المعجزة السمائية وحوّلوا الحديقة التي كان فيها التمثال إلى مكان للصلاة ونوال البركة وطلب الشفاء من أمراض كثيرة. وجاء إلى المكان أيضاً عشرات الألوف من أنحاء كثيرة. كما أنتقل إلى المكان مندوبو الصحف ووكالات الأنباء والإذاعة والتلفزيون، في إيطاليا، من جميع أنحاء العالم. وأنتشر الخبر في معظم بلاد العالم .
3 – ﴿ الاحتفال السنوي في سيفيشا فيشيا ﴾
وفي الذكرى السنوية الأولى لبكاء التمثال دم، في 2 فبراير 1996م، احتفلت الكنيسة في سيفيشا فيشيا بهذه المناسبة وزار هذا المكان المقدس عدد كبير من الناس قدر بأكثر من 10,000(عشرة آلاف) زائر. وظهر تسجيل للتمثال وهو يبكي والدموع تنهمر من عينيه في تليفزيونات بلاد كثيرة، وشوهد هذا المشهد في ذلك اليوم في نشرة أخبار التليفزيون الفرنسي. وفي هذه المناسبة قال الأسقف مسجر جريلو (Msger Grillo)، الأسقف المحلي للمنطقة، أن ما حدث ” شيء لا يُفسر بالعقل البشري ، فقد حدث شيء غير طبيعي في يدي (مشيرا إلى بكاء التمثال في يده)، ولن أتوقف أبداً عن أخبار الناس عنه “. وتكلم عن النعمة غير المحدودة والبركة التي حلت بسبب هذه المعجزة وأعلن الحقائق التالية:
(أ) شفاء من 20 إلى 23 فرداً من أمراض مختلفة بواسطة العذراء، منها حالة طفل استيقظ من غيبوبة كان من المستحيل، طبياً، أن يفيق منها، واثنان، على الأقل، شفيا من السرطان أحدهما من تورين والثاني من تورنتو.
(ب) حضور 300,000 زائر من كل أنحاء العالم لزيارة هذا المكان المقدس ونوال البركة في العام الأول للمعجزة.
(ج) اهتداء الآلاف وتحولهم إلى الإيمان بعد مشاهدتهم لهذه المعجزة، ومن هؤلاء 120 شخص من شهود يهوه وبعض البوذيين وأعداد كبيرة من البروتستانت الذين لا يؤمنون بشفاعة العذراء. وبالإضافة إلى ذلك تحول متطرفون سياسيون من الذين كانوا مكرسين للعنف إلى السلام والمسيحية.
وفي سنة 1997 ، زاد عدد الزوار إلى الضعف ووصل إلى أكثر من000, 20 في بعض الأيام، ويزداد بسرعة، ويرحب الأسقف مسجر بذلك كثيراً حيث يقول أنه يؤمن بدون أي شك أن هذه الظاهرة هي ظاهرة إعجازية سمائية، فقد نزفت دماء العذراء من أجل المرضى والذين لا إيمان لهم في المجتمع المعاصر. ويواجه الكهنة في البلدة مهمة شاقة تزيد عن طاقتهم بكثير، حيث أن عددهم عشرة فقط في حين أن الذين يتناولون في القداس الواحد أكثر من ألفي شخص ويطلب كل هؤلاء الاعتراف قبل التناول، لذلك تجدهم يجلسون مع المعترفين ليسمعوا اعترافاتهم في الهواء الطلق وتحت الأشجار وحيثما يوجد فراغ في أي مكان!!
سنة قبل حدوث هذه المعجزة في 6 نوفمبر سنة 1994 ذهب البابا يوحنا بولس الثاني إلى جزيرة سيسليا (صقلية) ليحتفل بالقداس الإلهي وتكريس كنيسة ” سيدة الدموع “، الكنيسة التي بنيت في المنطقة التي بكى فيها تمثال للعذراء بسيراكوز (SYRACUSE) في نهاية الحرب العالمية الأولى، وتسبب بكاء هذا التمثال في تغيير أحداث كثيرة في إيطاليا.
وكان يملك هذا التمثال عامل بسيط عمره الآن 92سنة وأسمه انجلو لانوزو. وتكلم البابا عن مئات المرات التي ظهرت فيها العذراء والتي بكت فيها صورها وتماثيلها وذرفت الدموع، دموعاً من دم ودموعاً بشرية، وقال البابا أنه من الممكن أن نفهم هذه الدموع على عكس خلفية تلك الأحداث الفاجعة، فالكوارث الرهيبة التي سببتها الحروب من إبادة للبشر وتهديد لأوربا من خطر الشيوعية الإلحادية الصريح القادم من شرق أوربا . حيث أن دموع سيدتنا هي من العلامات الإلهية: إذ تشهد لحضورها في الكنيسة والعالم.. الأم تبكي عندما ترى أبناءها مهددين بالشر، الروحي أو الجسدي، مريم تبكي عندما تشارك بكاء الرب يسوع على أورشليم أو عند قبر لعازر وأخيرا في الطريق إلى الصليب . وقد بنى هذا المكان المقدس لسيدة الدموع ليذكر الكنيسة بدموع مريم العذراء . أنها دموع الصلاة. صلاة الأم .صلاة الأمل التي تذيب صلابة القلوب وتفتحها للقاء المسيح الفادي، مصدر النور والسلام لكل إنسان ولكل عائلة ولكل المجتمع.