في التبصّر في الأعمال
الفصل الرابع
في التبصّر في الأعمال
1- لا ينبغي لنا أن نصدق كل قول، ولا أن نثق بكل هاجس، بل علينا أن نَروزَ الأشياءَ بحسبِ الله، بتحفظٍ وطول أناة.
واحسرتاه على ضعفنا! فإنا كثيرا ما نصدق أو نقول الشر في الآخرين، بأسهل مما نصدق أو نقول الخير.
أما ذوو الكمال، فلا يطمئنون بسهولة إلى كل محدث، لأنهم يعرفون ما في الضعف البشري، من جنوح إلى الشر، ومن سرعة زللٍ في الكلام.
2- إنها لحكمة عظيمة، أن لا يتسرع الإنسان في الأعمال، وأن لا يتمسك، بعناد، بآرائه الخاصة.
ومن الحكمة أيضًا، أن لا نصدق كل ما يقول الناس، وأن لا نعجل فنذيع على مسامع الآخرين، ما سمعناه أو صدقناه.
التمس مشورة الرجل الحكيم، الصادق الضمير، وآثر أن يرشدك من هو خير منك، أولى من أن تتبع آراءك الذاتية.
السيرة الصالحة، تجعل الإنسان حكيما بحسب الله، وخبيرا في شؤون كثيرة.
بقدر ما يزداد الإنسان اتضاعًا في ذاته، وخضوعا لله، تزداد في كل شيء حكمته وطمأنينته.