في صداقة يسوع ومؤالفته

1٬540

الفصل الثامن

في صداقة يسوع ومؤالفته

1 – إذا كان يسوع حاضرًا، فكل شيءٍ مستحب، ولا شيء يبدو عسيرًا، فإذا تغيب يسوع، فكل شيءٍ يكون ثقيلًا.

إن لم يتكلم يسوع في الداخل، فالتعزية تافهة؛

فإن نطق بكلمةٍ واحدة، شعر الإنسان بتعزيةٍ عظيمة.

ألم تقم مريم المجدلية، في الحال، من الموضع الذي كانت تبكي فيه، حينما قالت لها مرتا: “ألمعلم حاضرٌ وهو يدعوكِ”؟ (يوحنا 11: 28).

ما أسعد الساعة، التي يدعوك فيها يسوع من الدموع إلى فرح الروح!

ما أجفك وأشدَّ يبوستك بدون يسوع!

ويا لغباوتك وبطلان رأيك، إن اشتهيت شيئًا آخر غير يسوع!

أليس ذلك خسارةً لك، أعظم مما أن تفقد العالم بأسره؟


2 – ماذا يستطيع العالم أن يعطيك بدون يسوع؟

العيش بدون يسوع جحيمٌ لا تطاق، أما العيش مع يسوع، فنعيمٌ عذب.

إن كان يسوع معك، فلا عدو يستطيع مضرتك.

من وجد يسوع، فقد وجد كنزًا ثمينًا، بل خيرًا يفوق كلَّ خير.

ومن خسر يسوع، فخسارته عظيمة، بل أعظم، بكثير، مما لو خسر العالم بأسره.

إنه لفقيرٌ جدًا من عاش بدون يسوع، وغنيٌّ كلَّ الغنى من عاش هانئاً في صحبة يسوع.


3 – علمٌ عظيمٌ معاشرة يسوع، وحكمةٌ ساميةٌ معرفة الإقامة معه.

كن متواضعًا مسالمًا، يقم يسوع معك.

كن تقيًا ومطمئنًا، فيمكث يسوع معك.

سرعان ما تُنفّرُ يسوع وتخسر نعمته، إن شئت الانصراف إلى الأمور الخارجية.

وإن أنت نفَّرته وفقدته، فإلى من تلجأ حينئذٍ؟ ومن تلتمس لك صديقًا؟

لا يمكنك العيش سعيدًا بدون صديق؛ وإن لم يكن يسوع صديقًا لك فوق الجميع، فإنك تكون في كآبةٍ ووحشةٍ عظيمة.

فمن الغباوة إذن، أن تجعل ثقتك أو مسرتك في أحدٍ غيره.

والأجدر بك أن تؤثر عداوة العالم بأسره، على إسخاط يسوع.

فليكن إذن يسوع وحده حبيبك الخاص، من بين أحبائك جميعًا.


4 – ليُحَبَّ الجميع من أجل يسوع، أما يسوع، فمن أجل ذاته.

فإن يسوع المسيح وحده جديرٌ بهذا الحب الخاص، لأنه وحده صالحٌ أمينٌ دون جميع الأصدقاء.

فيه ومن أجله أحبب الأصدقاء والأعداء، ولأجلهم جميعًا تضرع إليه لكي يعرفوه جميعهم ويحبوه.

لا تشته البتة أن تخص بمدحٍ أو محبة، فإن ذلك لله وحده، وليس له من نظير.

لا ترغبن أن تشغل قلب أحد، وأنت لا يشغلنك حب أحد، بل فليكن يسوع فيك وفي كل إنسانٍ صالح.


5 – كن طاهر القلب، حرًا، خاليًا من كلّ تعلقٍ بالخلائق.

إن شئت أن تكون حرًا، وتتذوق ما أطيب الرب، فعليك أن تتجرد من كل شيء، وتحمل إلى الله قلبًا طاهرًا.

ولكن، إن لم تبادر نعمته وتجتذبك، فإنك لن تستطيع أن تتجرد عن جميع الأشياء وتطرحها، وتتحد أنت وحدك به وحده.

فالإنسان متى أتته نعمة الله، أصبح قادرًا على كل شيء، فإذا بارحته، أصبح فقيرًا ضعيفًا، كأنه لم يُترك إلاَّ للضربات.

فعليه، حتى في هذه الحال، أن لا يفشل أو يقنط، بل أن يستسلم بطمأنينة لمشيئة الله، ويتحمل، لمجد يسوع المسيح، كلَّ ما ينزل به، لأنه بعد الشتاء يأتي الصيف وبعد الليل يعود النهار، وبعد العاصفة هدوءٌ عظيم.


✞السابق  الفهرس  التالي

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.