من كان بلا خطيئة فلْيَدِن غيره
هذا المشهد الإنجيلي صورة طبق الأصل عن حال مجتمعنا اليوم، أتوا بامرأة قائلين ليسوع “قد رأوها في الزّنى” فاحكم عليها، واليوم ألا نَدِن بعضنا البعض حتّى بمجرّد أن نسمع بعض الإفتراءات ومن دون أن نتأكّد من صحّة الخبر ومصداقيّته، فنحكم عليهم ونصنّفهم، راذلين إيّاهم محتقرينهم مقليلين من كرامتهم…
“مَن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر” فلو أدرك كل منّا قدر خطاياه لما التهى عن تصليح ذاته بإلقاء الأحكام على الآخرين، ولما انتشرت النّميمة فيما بيننا جراد يُطيح بالصّالح والطّالح…
حتّى مَن هو بلا خطيئة، يسوع، لم يحكم عليها بل ظلّلها برحمته، إذ نظر إليها نظرة احترام معيدًا إليها كرامتها التّي نهشتها نظرات المفترين والنّمامين.
إخوتي، كلّنا ننتقد مجتمعنا بأنّه يغرق بالفساد واللاقيم، ولكن إنجيل الأسبوع الخامس من الصّوم، دعوة ونداء لكل منّا أن يأخذ المبادرة بتصليح المجتمع بدءًا من تصليح ذاته. فنحدّق بعيوبنا وأخطائنا، نتعلّم منها، نغيّرها نحو الأفضل فتثمر في مجتمعنا فضائل تعدي مَن حولنا فتنتشر وتَعِم العالم أجمع.