سيدة العجائب
يوم السبت الواقع في السادس عشر من شهر تشرين الاول عام 1897 جرى في مدينة افينيوني (Avignonet)، التي تؤوي كنيسة مكرّسة للعذراء سيدة العجائب، حادث مذهل، بقدر ما هو مريع. فقد كان قطاران، احدهما سريع، يسيران خطأ في اتجاه معاكس على سكة واحدة، فتصادما على مقربة من محطة تلك المدينة. وكان الاصتدام مروعاً. شديد العنف، مزلزلاً.
تراكض اهل المدينة الى مسرح الحادث، وذهلوا لرؤية اكوام المقطورات التي تراكب بعضها فوق بعض ، حتى بلغت ارتفاعاً شاهقاً وقد بُعج بعضها، واصبح معظمها محدّباً ممزقاً، وخردة شوهاء.
وقد التوت الابواب، وتحطمت النوافذ. ذلك المشهد المروع كان يوحي بأن جميع الركاب قد لاقوا حتفهم، ولم يخرج احد منهم حيّاَ.
لقد كان مثل هذا المصير محتوماً لولا حماية العذراء، سيدة المعجزات، وشفيعة تلك المدينة. وقد اجمع الركاب على الاقرار بانهم نعموا بحماية سماوية. واعترف جهاراً طبيب ماهر ذو مكانة مرموقة:”لم اكن اومن بالعجائب، ولكنني في هذا المساء شهدت بأم عيني معجزة، فمن وجهة نظر بشرية، كان علينا ان نُسحق جميعنا”.
بات الجميع الان يعرف ما الذي جرى في تلك الساعة الرهيبة. فقد كانت سيدة على رصيف المحطة، ورأت القطارين يسيران مسرعين احدهما بإتجاه الآخر، وتبيّنت حتمية صدامهما، فالتفتت في الحال صوب الكنيسة المواجهة للمحطة، منتحبة وبسطت ذراعيها على شكل صليب وهتفت مفعمة ثقة: “يا سيدة العجائب، انقذيهم جميعاً! انقذيهم جميعاً!”
وقد مس هذا النداء الملهوف شغاف قلب أم الله، فأنقذت جميع الركاب، وبذلك برّرت اللقب الذي اضفاه عليها اجداد تلك المدينة، وفي الآن عينه علّمتنا، ان التماسنا غوثها يلقى دائماً استجابة.
وان استغاثتنا بقدرتها وعطفها تؤتي دائماً ثماراً وفيرة.
انه يطيب للعذراء ان تُظهر كل يوم لمكرّميها معجزات رأفتها وقدرتها.
††† ﺍلمجد ليسوع ومريم †††