سنة يوبيل الرحمة : ماذا تعني؟

2٬837

شعار سنة يوبيل الرحمة
“الرحمة هي تعبير ملموس عن محبة الله للعالم”. يقول الأب جينو سيلفا، المسؤول عن المجلس الحبري لتعزيز الأنجلة الجديدة، وأحد المسؤولين المشاركين في تنظيم هذا الحدث الذي سيستمر على مدى عام كامل.
“من خلال وضع أنفسنا في حالة تفكير عميق في سر هذا الحبّ وتجربة النعمة المعطاة في هذا الحب الكبير الذي نسميه سر التوبة والمصالحة، نستطيع ان نجد القوة والشجاعة والرحمة، بأن نكون أدوات رحمة للآخرين”.
يؤكد الأب سيلفا:”أومن حقاً أن من خلال الإعتراف واختبار مدى عظمة صبر الله وتسامحه ورحمته مع كل واحد منا، في نقائصنا وعيوبنا، يمكننا نحن ايضاً ان نصبح أكثر صبراً وتسامحاً تجاه الذين نعيش ونعمل ونتعامل معهم يوماً بعد يوم”.
سنة يوبيل الرحمة هي سنة مقدسة استثنائية. ابتدأت رسمياً أمس 8 ديسمبر في عيد الحبل بالسيدة العذراء البريء من الدنس، وبافتتاح الباب المقدس في كنيسة القديس بطرس، والذي سيتم إغلاقه وختمه مجدّداً عند انتهاء السنة وذلك في 20 نوفمبر 2016 يوم عيد يسوع الملك.

المجلس البابوي هو المسؤول عن تنفيذ رؤيا البابا فرنسيس لسنة الرحمة، ووضعها حيز التنفيذ، سواء في الفاتيكان او خارجه.
يضيف الأب سيلفا :” يريد الأب الأقدس ان تكون سنة اليوبيل فرصة لوضع سر رحمة الله – الذي هو سر التوبة والمصالحة – في مركز الحياة الراعوية في الكنيسة”.
“نحن نعلم ان الكاثوليك، للأسف، لا يستفيدون بقدر ما ينبغي من هذا السر، انها فرصة لتذكير الناس برغبة الله الشديدة بالمغفرة وأنه دائما موجود وينتظر ان نأتي اليه ليغفر لنا، بغض النظر عن الخطيئة”.

يوبيل الرحمةللمساعدة على إبراز دور سر المصالحة خلال سنة اليوبيل، دعا البابا فرنسيس الكنيسة الى إرسال “مبشّري الرحمة”- كهنة يُعطى لهم سلطان مغفرة الخطايا للحالات التي تُحفظ فقط للكرسي الرسولي.
هؤلاء الكهنة، الذين سيرسلهم البابا فرنسيس يوم اربعاء الرماد 2016، سوف يكونون علامة مرئية عن أهمية سر المصالحة في حياتنا الإيمانية”.

“أنها مسؤولية المجلس البابوي اختيار “مبشري الرحمة”. وأضاف الأب سيلفا :”ان العديد من الذين تم اختيارهم تقدّموا للمجلس مُرفقين يخطاب توصية من الأسقف المسؤول عنهم، يُبيّن ملاءمتهمفي أن يكونوا – رمزاً وتجسيداً – مبشري الرحمة”، كما أوضح البابا فرنسيس في برائته البابوية بخصوص سنة يوبيل الرحمة التي أصدرها في وقت سابق من هذا العام.
ومن الطبيعي ان بعض الكهنة المتقدمين لم تنطبق عليهم الشروط المطلوبة ليكونوا مبشري الرحمة فلم يتم اختيارهم بحسب توصية المجلس البابوي.
وسّع البابا فرنسيس تيسير وتسهيل سر المصالحة للعالم في طرق اخرى ايضاً. على سبيل المثال، فإن جميع الكهنة لهم المقدرة والصلاحية في الحلّ من الحرَم المتعلق بخطيئة الإجهاض، دون حاجة الحصول على إذن من أساقفتهم. كما منح البابا ايضاً سلطان لكهنة جمعية بيوس العاشر لسماع الإعترافات خلال اليوبيل كخطوة نحو تحقيق المصالحة بين الأخويات التقليدية والكرسي الرسولي.
أحد خصائص سنة اليوبيل هو فتح الباب المقدس في كنيسة القديس بطرس، والتي تسمح لأولئك الذين يمرون عبر الباب بالحصول على الغفران الكامل تحت الشروط المعتادة(الإعتراف والتناول).

الأبواب المقدسة الرسمية لا توجد الا في الكنائس الرئيسية الأربعة في روما وهي : الباب المقدس في كنيسة القديس بطرس والذي تم فتحه أمس، الباب المقدس في كنيسة القديس يوحنا لاتران سيفتح في 13 ديسمبر، وباب كنيسة القديسة مريم العظمى، يُفتح في 1 يناير 2016 ، والأخيرة هي كنيسة القديس بولس خارج أسوار روما وسيُفتح بابها المقدس في 26 يناير 2016.
في يوبيل الرحمة طلب البابا فرنسيس ان يكون تقليد الباب المقدس متاحاً ليس فقط في روما بل على المستوى المحلي “لقد اكّد البابا رغبته في ان يُحتفل بهذا اليوبيل في جميع الكنائس الرئيسية حول العالم” . صرّح الأب سيلفا.
“هذا هو السبب في أنه طلب من كل أسقف في العالم إختيار باب مقدّس في أبرشيته، باب الرحمة، حتى يتسنى لجميع الناس ان يحصلوا على فرصة الحج من خلال باب الرحمة”.
الرحمة هو موضوع عزيز على قلب البابا فرنسيس وهو محور شعار الأسقفية الخاص به والذي اختاره عند سيامته أسقفاً عام 1992.

المرة الأولى التي أعلن فيها البابا عن يوبيل الرحمة كانت في 13 آذار في الذكرى السنوية الثانية لاعتلائه السدة البابوية وذلك خلال قداس في زمن الصوم في بازيليك القديس بطرس. وأعلنها رسمياً في 11 نيسان .

انهى الأب سيلفا كلامه بالتصريح ان:”كل مبادرات اليوبيل هو دعوة للتنعّم في ما وصفه البابا فرنسيس “بلسم رحمة الله”.
“إن الأب الأقدس يريد منا أن نترك وراءنا، بعد يوبيل الرحمة، علامات ملموسة حقاً عن رحمة الله”.

من عظة البابا فرنسيس في افتتاح سنة يوبيل الرحمة :
“في سنة اليوبيل هذه، لتكن الكنيسة صدى لكلمة الله التي تُردَّد بقوة ووضوح، كرسالة وعلامة مغفرة، قوة ومحبّة. لتكن الكنيسة قوية بحيث لا تتعب من توسيع نشر الرحمة، ولتكن صبورة دوماً في تقديم العطف والرحمة والراحة. لتصبح الكنيسة صوت كل رجل وامرأة، مردّدة بثقة لا نهائية: تذكّر يا رب رحمتك، وحبّك الثابت لأنهما كانا منذ الأزل”.

يوبيل الرحمة

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.