في منفعة الشدّة

1٬062

الفصل الثاني عشر

في منفعة الشدّة

فتاة تتأمل

1- حسنٌ لنا أن تنتابنا، أحيانًا، بعض الشدائد والمعاكسات، لأنَّها كثيرًا ما تردُّ الإنسان إلى نفسه، لكي يعرف أنه في المنفى، فلا يجعل، من بعد، رجاءه في شيءٍ من العالم.

حسنٌ لنا أن يعاكسنا الناس أحيانًا، وأن يظنوا فينا السُّوء والنقَّص – وإن كانت أعمالنا ونيَّاتنا صالحة – ؛ فكثيرًا ما يعود علينا ذلك بالخير، لحفظ التواضع، والوقاية من المجد الباطل.

فإنَّنا، إذا استحقرنا الناس في الخارج، ولم يحسنوا بنا الظَّنّ، فحينئذٍ نؤثر أن نتَّخذ الله شاهدًا على دواخلنا.



2- فعلى الإنسان إذن، أن يوطد نفسه في الله، بحيث لا تعود به حاجةٌ لالتماس كثيرٍ من التَّعزيات البشريَّة.

إنَّ الرَّجل الصَّالح الإرادة، إذا حصل في ضيقٍ أو تجربة، أو عنّي بالأفكار الشّرّيرة، فحينئذٍ يدرك شدَّة احتياجه إلى الله، ويرى أنَّه، بدونه، لا يستطيع شيئًا من الصلاح.

“حينئذٍ يملُّ طول الحياة” (2كورنثيين 1: 8)، ويتمَّنى دنو أجله، لكي “ينحلَّ فيكون مع المسيح” (فيليبيين 1: 23).

وحينئذٍ أيضًا، يدرك تمام الإدراك، أنه لا يمكن أن تدوم في العالم طمأنينةٌ كاملة، او سلامٌ تامّ.


✞السابق  الفهرس  التالي

مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.