تساعية لمساعدة النفوس المطهريّة

92٬956

اليوم الثاني

المطهر 2

الإنفصال الأليم عن الله
لندع ملاكنا الحارس يقودنا الى المطهر حيث يطهّر عدل الله النفوس قبل دخولها السماء. فنجد هناك أهلنا وأصدقائنا. فإذا لم يكن للمطهر من فائدة إلا احياء ذكرى موتانا فينا، وإن كان يُمحى ذلك الذكر بسرعة من ذاكرتنا، فعلينا ان نشكر الله على إيفائه هذا الدواء لطيشنا. فيا والديّ، وإخوتي، وأخواتي، وأصدقائي، أنا شاعرٌ بكم تتنهّدون وتتألّمون وتسألوني المساعدات! وعالمٌ أني أهملتكم من مساعداتي فيما مضى. فكم تتألّمين أيتها النفوس العزيزة! وما يجب عليّ ان أعمل لأخلّصك من تلك العذابات الأليمة؟! فلا ريب تقولين، عذاباتنا لا يمكن وصفها، فنحن منفصلون عن أجسادنا، نشاهد الله في غمرة مجده، وهو خيرنا السامي ونعيمنا الأبدي، وبحر ومجموعة كل كمال! نقوم لنترامى بين يديه! فيقف بوجهنا عدله ويمنعنا. وتبعدنا عنه ذراعه القديرة. أما أنتم فيستحيل عليكم فهم آلام نفس مفصولة عن الله! وما غمومكم وأحزانكم وآلامكم إلا ظلٍّ لآلامنا. كل ذلك بسبب هفوة منا! آواه لو كان مستطاع عندنا رجوعنا الى الأرض لنكفّر عن هفواتنا! فأنتم يا أحبّاءنا لكم أن تلمسوا قلب الله، وأن تحنّنوا عدله علينا فعجّلوا أدخلونا السماء حيث نمكث عارفين جميلكم الى لأبد.

المساعدة الروحية – ثروتنا العجيبة
مسكينة النفوس المطهريّة!… ما أبلغ حزنها في مطهرها! وما أمرّ عذاباتها، التي تعجز الخلائق عن وصف مرارتها! فهي عاجزة كل العجز عن ان تحصل على أدنى تخفيف وليس لها ان تنظر الى السماء، ولو نظرة إستغاثة خاطفة. ولا أمل لها منها بأقلّ مساعدة. فالقديسون والعذراء والفادي نفسه الذي فداها بدمه وموته، مقيّدون بناموس العدل. فلا تستطاع مساعدتهم لها بشيء، فجميع هؤلاء يوحون الينا مساعدة هذه النفوس. وينتظرون منا هذه المساعدة لتلطّف من عذاباتها وتقصّر مدّتها فتصل بسرعة الى أخدار سعادتها. ومن هناك تستمطر علينا غيوث النّعم والبركات. وتشفع لنا لدى عريسها يسوع مدى الدهور.

فما هو استعدادنا الذي تريده منا الكنيستان ، المنتصرة والمتألّمة. وتدعوانا للتوسّط لهذه النفوس بأعمالنا المثمرة والممتازة؟ – استعدادنا ان نعلم اننا وحدنا، دون سوانا قادرون على مساعدتها، فاستماع القداس يجعل تحت تصرّفنا استحقاقات آلام وموت الفادي الغير المتناهية… وأعمال البِرّ تفتح أمامنا كنوز الكنيسة المقدّسة، والصلوات تجعل قدرة الله في خدمتنا. ومائيّة النعمة الإلهية الجارية في نفوسنا تحوّل وترفع وتُألّه أعمالنا التي نعملها سحابة يومنا. ومنها نصوغ عملة روحية تقبلها السماء إستحقاقا به نقوم أمام العدل الإلهي بجرأة، وبه نفتح أمامها باب السماء، وبه نُدخلها الى نعيمها الأبدي. فهل نفكّر بهذه الثروة السامية التي هي نحن، وبها نجعل الله والعذراء والقديسين وسطاء بيننا وبين النفوس المتألّمة ؟ فلنعطِ، فلنعطِ؟ عن يد سخيّة فلنعطِ.

صلوات تتلى في نهاية كل يوم من التساعية:
1- يا يسوع الممتلئ قلبه رحمة ترأّف على الأنفس المحبوسة في المطهر، تنازلتَ لأجل خلاصها، فتجسّدتَ، واحتملتَ أشدّ الميتات ألمًا، فتنازل إذًا وأمل أذنك إلى صراخها، وانظر دموعها تجري. فبحقّ آلامك المقدّسة خفّف العذابات التي استحقّتها خطاياها، يا يسوع الرحوم جدًّا دع دمك الثمين يجري إلى المطهر فيبرّد تلك الأنفس الأسيرة المسكينة، أمدد إليها ذراعيك القادرتين وانتشلها من اللجّة وخذها إلى محلّ الراحة والنور والسلام، آمين.

2- من الأعماق صرخت إليك يا ربّ، يا ربّ استمع صوتي. لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرّعي أن كنت للآثام راصدًا يا ربّ، يا ربّ من يثبت، فإنّ عندك المغفرة، لكي يكون الإكرام. انتظرتُ الربّ، انتظرته نفسي، ورجوت كلمته، انتظار نفسي للربّ أشدّ من انتظار الرقباء للصبح والساهرين للفجر، ليكن إسرائيل راجيًا للربّ، فإن عند الربّ الرحمة وعنده فداء كثير وهو يفتدي إسرائيل من كلّ آثامه.

الراحة الدائمة اعطهم يا ربّ. ونورك الأبديّ فليضئ لهم. – ليستريحوا بالسلام. آمين.

3- أيّها الإله خالق جميع الناس ومخلّصهم، تنازل وامنح نفوس عبيدك وخدّامك مغفرة خطاياهم لكي يحصلوا على الغفران الذي تاقوا إليه دائمًا بواسطة هذه التضرّعات التقويّة، أنت الذي تحيا وتملك إلى دهر الداهرين آمين.

4- يا مريم ليس من وسيطة أقوى من شفاعتك للحصول من قلب يسوع على تخفيف عذاب الأنفس المطهريّة المسكينة وخلاصها. فالقدّيس برنردوس يدعوك الكليّة القدرة، وأنت بذاتك صرّحت للقدّيسة بريجيتا: بأنّك أمّ لكلّ الأنفس الرحومة، وصلاتك تسكن آلامها، فلا عجب بذلك. ألست أنتِ يا سيّدة القلب الأقدس أمّ الأيتام، ومعزيّة الحزانى، وملجأ التاعسين، ومحامية كلّ المتألّمين والتائبين؟ ومن الذي يتألّم أكثر من النفوس المطهريّة؟ ومن الذي يستحقّ حنانك الوالديّ أكثر منها؟ فارمقيها إذًا بنظرك العطوف، خصوصًا أنفس والدي والمحسنين إليّ وأصدقائي وكلّ أعضاء أخويّتك.

أذكري يا مريم أنّ تلك النفوس أحبّتك على الأرض، وأنّها كانت عروسات ابنك الإلهيّ، ومعدّة للسعادة الأبديّة، قدّمي للعدل الإلهيّ بدل ألمها استحقاقات القلب الإلهيّ الغير المتناهية، واستحقاقاتك، واستحقاقات جميع القدّيسين. أسألك يا سيّدة القلب الأقدس أن تستجيبي صلاتي الحقيرة، وتحصلي من قلب ابنك الإلهيّ على تعزية تلك الأنفس، حتّى تتمتّع بأقرب وقت بفرح السعادة الأبديّة في السماء. آمين.

مواضيع ذات صلة
تعليقات
  1. جريتا درزي

    مفيد جدا ان نعلم عن النفوس المطهرية حتي نصلي من اجلهم امين يا رب ارحم جميع الاموات

  2. غير معروف

    يا رب انا غير المستحقه والخاطئه امامك اطلب غفرانك عن هفواتي لكي تستجيب الى طلبي بصﻻتي عن نيه كل اﻻنفس الموجودة في المطهر لكي تخلصها من عذاباتها شكرا لك يا يسوع الطفل

  3. زكي

    أيها الرب يسوع أني احتاج إليك .. أشكرك من اجل موتك على الصليب من اجل خطاياي
    انا اعترف بخطاياي وأتوب عنها .
    افتح الان باب قلبي واقبلك مخلصآ وربآ على حياتي .
    تربى على عرش حياتي واجعلني ذلك الانسان الذي تريدني ان أكونه.
    أرح جميع الانفس المتألمة في المطهر وخلصها
    أمين ?

  4. SSO

    Que la paix du seigneur Soit avec eux . Amen

  5. غير معروف

    آمين… يايسوع اني اثق بك

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.