تساعية لمساعدة النفوس المطهريّة

92٬760

اليوم التاسع

المطهر 9

إنّ من مبهجات السماء التعبّد للأنفس المطهريّة
لإننا في آخر يوم من تساعيتنا وقد فهمنا ما فيها من فائدة جزيلة وتعزية كبرى، تحصل لنا من تعبّدنا للأنفس المطهريّة، ولا نراها بحاجة الى زيادة أسباب غير التي ذكرنا لإضرام محبّتنا لها وزيادة غيرتنا على تخليصها. وقد فهمنا أن أعظم أمر يمجّد الله، ويقدّس اسمه ويُفرّح قلبه ويساهم في إتمام إرادته القدوسة، إنما هو التخفيف من عذابات الموتى. إن فتح أبواب السماء بوجه الأنفس المطهريّة يولي أبانا السماوي الفرح بتتويج أبنائه، وينشر من صليب مخلّصنا الإلهي إشعاعاً جديداً ومن آلامه انتصاراً جديداً ومجيداً.

كم تكون غيرتنا هذه لذيذة على قلب يسوع الذي أحبّ النفوس هذه واشتراها بآلامه وختم صكّ شرائها الثمين! إنّه لو أمكن ان يفتديها ثانياً لما تأخرّ. غير ان العدل لا يرضى وتعويضاً عن هذا العجز أوحى الى كنيسته، بل أوصاها بذكر الموتى مرات في القداس الإلهي.

إن سيدة القلب الأقدس، سلطانة المطهر تزور تلك الأنفس التي ستحيط بعرشها بعد خلاصها وكم سيكون انتصارها باهراً حين العودة من زيارتها الى عرشها السماوي وفي صحبتها بعض تلك النفوس المنفيّة! فلنُفرح قلب أمّنا الطاهرة بمساهمتنا في خلاص نفوس  إخوتنا.

وهل يكون القديس يوسف مربّي يسوع وشفيع الميتة الصالحة أقلّ سروراً من أم يسوع بتخليصنا تلك النفوس لاجئين بمساعدتنا لها الى شفاعته القوية امام يسوع! وهلّا يكون شفيعها وعوننا بمساعدتها وهي على أبواب السماء في أبعاد سحيقة بُعد الأرض عن السماء؟ وكم يكون فرح القديسين عظيماً عندما تدخل السماء نفس مختارة للسماء وقد خلّصناها بمساعداتنا لها! وملاكها الحارس يحييها ويهنئها والقديس شفيعه يفتح ذراعيه ويتقبّلها بفرح لا مثيل له. ففي السماء فرح عظيم بخلاصها وفي الأرض طمأنينة للمساعدين لها على خلاصها، أنهم يوماً ما يحظون بالمساعدات والشفاعات من الأرض والسماء عندما يكونون بحاجة الى المساعدة والشفاعة، لأن القديسين يوفون دائنيهم الأصل والفائدة من معرفة الجميل والشفاعة.

الخلاصة

من ساعد النفوس المطهريّة يُسلّفها ويستوفي منها سهراً عليه في هذه الحياة وشفاعة له بعد الممات. وسخاؤنا عليها بمساعدتنا لها قياس سهرها علينا وشفاعتها لنا. أما نحن فقد ننساها أحياناً أما هي فلن تنسانا رفّة عين. فهي بمنزلة ملاكنا الحارس وهي عيوننا في صعوبات حياتنا، وبها راحتنا وفي أتعابنا ونجاتنا من أخطارنا. وفي ساعة موتنا ونحن على فراش النزاع تغمرنا بالتعزيات والمساعدات، تأتينا بها وافرة من لدن فادينا وفاديها، ويوم الدينونة الرهيبة هي المحامية عنا، وفي مطهرنا هي تعزيتنا على ممرّ الدقائق الى ان نحظى بها جملة في الغبطة الأبدية الى الأبد.

صلوات تتلى في نهاية كل يوم من التساعية:
1- يا يسوع الممتلئ قلبه رحمة ترأّف على الأنفس المحبوسة في المطهر، تنازلتَ لأجل خلاصها، فتجسّدتَ، واحتملتَ أشدّ الميتات ألمًا، فتنازل إذًا وأمل أذنك إلى صراخها، وانظر دموعها تجري. فبحقّ آلامك المقدّسة خفّف العذابات التي استحقّتها خطاياها، يا يسوع الرحوم جدًّا دع دمك الثمين يجري إلى المطهر فيبرّد تلك الأنفس الأسيرة المسكينة، أمدد إليها ذراعيك القادرتين وانتشلها من اللجّة وخذها إلى محلّ الراحة والنور والسلام، آمين.

2- من الأعماق صرخت إليك يا ربّ، يا ربّ استمع صوتي. لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرّعي أن كنت للآثام راصدًا يا ربّ، يا ربّ من يثبت، فإنّ عندك المغفرة، لكي يكون الإكرام. انتظرتُ الربّ، انتظرته نفسي، ورجوت كلمته، انتظار نفسي للربّ أشدّ من انتظار الرقباء للصبح والساهرين للفجر، ليكن إسرائيل راجيًا للربّ، فإن عند الربّ الرحمة وعنده فداء كثير وهو يفتدي إسرائيل من كلّ آثامه.

الراحة الدائمة اعطهم يا ربّ. ونورك الأبديّ فليضئ لهم. – ليستريحوا بالسلام. آمين.

3- أيّها الإله خالق جميع الناس ومخلّصهم، تنازل وامنح نفوس عبيدك وخدّامك مغفرة خطاياهم لكي يحصلوا على الغفران الذي تاقوا إليه دائمًا بواسطة هذه التضرّعات التقويّة، أنت الذي تحيا وتملك إلى دهر الداهرين آمين.

4- يا مريم ليس من وسيطة أقوى من شفاعتك للحصول من قلب يسوع على تخفيف عذاب الأنفس المطهريّة المسكينة وخلاصها. فالقدّيس برنردوس يدعوك الكليّة القدرة، وأنت بذاتك صرّحت للقدّيسة بريجيتا: بأنّك أمّ لكلّ الأنفس الرحومة، وصلاتك تسكن آلامها، فلا عجب بذلك. ألست أنتِ يا سيّدة القلب الأقدس أمّ الأيتام، ومعزيّة الحزانى، وملجأ التاعسين، ومحامية كلّ المتألّمين والتائبين؟ ومن الذي يتألّم أكثر من النفوس المطهرية؟ ومن الذي يستحقّ حنانك الوالديّ أكثر منها؟ فارمقيها إذًا بنظرك العطوف، خصوصًا أنفس والدي والمحسنين إليّ وأصدقائي وكلّ أعضاء أخويّتك.

أذكري يا مريم أنّ تلك النفوس أحبّتك على الأرض، وأنّها كانت عروسات ابنك الإلهيّ، ومعدّة للسعادة الأبديّة، قدّمي للعدل الإلهيّ بدل ألمها استحقاقات القلب الإلهيّ الغير المتناهية، واستحقاقاتك، واستحقاقات جميع القدّيسين. أسألك يا سيّدة القلب الأقدس أن تستجيبـي صلاتي الحقيرة، وتحصلي من قلب ابنك الإلهيّ على تعزية تلك الأنفس، حتّى تتمتّع بأقرب وقت بفرح السعادة الأبديّة في السماء. آمين.

مواضيع ذات صلة
تعليقات
  1. جريتا درزي

    مفيد جدا ان نعلم عن النفوس المطهرية حتي نصلي من اجلهم امين يا رب ارحم جميع الاموات

  2. غير معروف

    يا رب انا غير المستحقه والخاطئه امامك اطلب غفرانك عن هفواتي لكي تستجيب الى طلبي بصﻻتي عن نيه كل اﻻنفس الموجودة في المطهر لكي تخلصها من عذاباتها شكرا لك يا يسوع الطفل

  3. زكي

    أيها الرب يسوع أني احتاج إليك .. أشكرك من اجل موتك على الصليب من اجل خطاياي
    انا اعترف بخطاياي وأتوب عنها .
    افتح الان باب قلبي واقبلك مخلصآ وربآ على حياتي .
    تربى على عرش حياتي واجعلني ذلك الانسان الذي تريدني ان أكونه.
    أرح جميع الانفس المتألمة في المطهر وخلصها
    أمين ?

  4. SSO

    Que la paix du seigneur Soit avec eux . Amen

  5. غير معروف

    آمين… يايسوع اني اثق بك

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.