تساعية لمساعدة النفوس المطهريّة

92٬586

اليوم الخامس

المطهر 5

مدة عذاب المطهر
كم يدوم عذاب المطهر؟ هذا ما لا يعلمه غير الله، او من أنعم الله عليه بمعرفته من القديسين. وهذا قليل ونادر. وهل يجوز ان نتشكّى من جهلنا هذا الأمر؟ كلا، لأنه دافع لنا على مواصلة المساعدات للأنفس المطهرية فتستفيد هي، ونحن نستفيد. لكن بكل أسف نقول: اننا نتعب كثيراً بسبب صلاة وجيزة لأجل الموتى! واذا مات عزيز علينا تفجّعنا عليه، وخنقنا حزننا، وربما استمر هذا الحجزن شهراً او سنة او أكثر. فهل يكون ذلك كافياً للميت، وبه يبلغ سمواته، ولم يعد بحاجة الى صلاة او الى خير مساعدة له؟ آه! لو فكّرنا بمبلغ الطهارة الواجب ان تتجلّى بالنفس قبل امتلاكها الله، وقابلنا خطايانا العرضية بقلّة التذكّر والندامة على الخطايا المميتة، وإن كنا اعترفنا بها، لكان تفكيرنا غير ما هو الآن.

ففي يوم القضاء يفتح السجلّ المسطّرة فيه ديوننا، ونسأل عن حساب وكالتنا بدقّة وعدل. أليس من الطيش ان نهمل  التفكير هنا عن نقائصنا، ونهمل مساعدات النفوس المطهريّة، أن نستخفّ بالأمرين معاً، ولا نذكر ان ذلك إثم علينا؟! إنّ القديس أوغسطينوس مكث يصلّي عن نفس والدته القديسة مونيكا، وهو متأكد من كونها قديسة، مسافة عشرين سنة بعد موتها! فكم من الزمان ساعدنا موتانا؟ بل كم من الأوقات أهملنا ذكرهم في صلواتنا وأعمالنا الخيرية؟ وهب ان موتانا القريبين خلصوا، أليس من الواجب علينا ان نذكر جميع الموتى المعذّبين في المطهر؟ اليسوا من الطينة التي نحن منها؟ أليسوا إخوة يسوع وإخوتنا؟ أليسوا مفتدين بدمه الإلهي؟ ألا نسمع صوتها يرنّ في آذاننا ليلاً نهاراً: إرحمونا… إرحمونا… فهي تنتظر من كل واحد منا ان يذكرها ولو بعاطفة واحدة في يومه، وكثير من هذه النفوس من تبقى في منقع عذابها الى يوم القيامة. فإذا صلّينا لأجلها، وخلّصناها قبل ذلك الحين، فكم تكون شافعة لنا الى الله، وكم ترغب في خلاصنا هنا من الخطيئة على أنواعها! وكم يهمّها أمر نجاتنا من النيران المطهريّة، وقد خبرت مرارتها بذاتها!

المساعدة الروحية
اذا أردنا تقصير زمن المطهر، وجب علينا أن نفرّق من كنز أسرار الكنيسة ما طاب لنا واستطعنا، قاصدين ان نربح منها ما أمكن ربحه متوجّهين به الى الأنفس المطهريّة. وبذلك نربح ونربّح غيرنا. فتلك النفوس تخلص، ونحن نكنز لأنفسنا كنزاً نلاقيه محفوظاً لنا يوم الدين. والطريقة في ذلك هيّنة، وهي: كوننا بحال النعمة وإتمامنا ما تأمرنا به أمنا الكنيسة المقدسة من صلوات وأفعال خير. لكن بعلمنا أنه ليس للغفّارين حركة ميكانيكية تدور على أدرناها او لم ندرها. فالغفران الذي تربحه النفوس المطهريّة قياسه سخاءنا وتقوانا وأتعابنا التي نبذلها لربح الغفران، ولا يفوت علمنا ان النِّعم كاملة وجزئية، فالكامل منها من وفى الدين كله، والجزئي منه ما وفى بعض الدين. وليس الله مقيّداً بتسميتها ولا بقسمتها. فهو جوّاد وسخي، وهو يوزّعها بعطفه الأبوي مبتهجاً باستخدامها في سبيل تلك النفوس حبيباته. هلّا نُكثر من هذه التقدمات الثمينة نضعها بسخاء بين يديه تعالى؟ إذاً فلنُكثر من تقدماتنا هذه، فنُكثر من أجرنا، ونكثر من الشفعاء لنا، ونُقصّر ونحن هنا، زمان مطهرنا في المستقبل.

صلوات تتلى في نهاية كل يوم من التساعية:
1- يا يسوع الممتلئ قلبه رحمة ترأّف على الأنفس المحبوسة في المطهر، تنازلتَ لأجل خلاصها، فتجسّدتَ، واحتملتَ أشدّ الميتات ألمًا، فتنازل إذًا وأمل أذنك إلى صراخها، وانظر دموعها تجري. فبحقّ آلامك المقدّسة خفّف العذابات التي استحقّتها خطاياها، يا يسوع الرحوم جدًّا دع دمك الثمين يجري إلى المطهر فيبرّد تلك الأنفس الأسيرة المسكينة، أمدد إليها ذراعيك القادرتين وانتشلها من اللجّة وخذها إلى محلّ الراحة والنور والسلام، آمين.

2- من الأعماق صرخت إليك يا ربّ، يا ربّ استمع صوتي. لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرّعي أن كنت للآثام راصدًا يا ربّ، يا ربّ من يثبت، فإنّ عندك المغفرة، لكي يكون الإكرام. انتظرتُ الربّ، انتظرته نفسي، ورجوت كلمته، انتظار نفسي للربّ أشدّ من انتظار الرقباء للصبح والساهرين للفجر، ليكن إسرائيل راجيًا للربّ، فإن عند الربّ الرحمة وعنده فداء كثير وهو يفتدي إسرائيل من كلّ آثامه.

الراحة الدائمة اعطهم يا ربّ. ونورك الأبديّ فليضئ لهم. – ليستريحوا بالسلام. آمين.

3- أيّها الإله خالق جميع الناس ومخلّصهم، تنازل وامنح نفوس عبيدك وخدّامك مغفرة خطاياهم لكي يحصلوا على الغفران الذي تاقوا إليه دائمًا بواسطة هذه التضرّعات التقويّة، أنت الذي تحيا وتملك إلى دهر الداهرين آمين.

4- يا مريم ليس من وسيطة أقوى من شفاعتك للحصول من قلب يسوع على تخفيف عذاب الأنفس المطهرية المسكينة وخلاصها. فالقدّيس برنردوس يدعوك الكليّة القدرة، وأنت بذاتك صرّحت للقدّيسة بريجيتا: بأنّك أمّ لكلّ الأنفس الرحومة، وصلاتك تسكن آلامها، فلا عجب بذلك. ألست أنتِ يا سيّدة القلب الأقدس أمّ الأيتام، ومعزيّة الحزانى، وملجأ التاعسين، ومحامية كلّ المتألّمين والتائبين؟ ومن الذي يتألّم أكثر من النفوس المطهرية؟ ومن الذي يستحقّ حنانك الوالديّ أكثر منها؟ فارمقيها إذًا بنظرك العطوف، خصوصًا أنفس والدي والمحسنين إليّ وأصدقائي وكلّ أعضاء أخويّتك.

أذكري يا مريم أنّ تلك النفوس أحبّتك على الأرض، وأنّها كانت عروسات ابنك الإلهيّ، ومعدّة للسعادة الأبديّة، قدّمي للعدل الإلهيّ بدل ألمها استحقاقات القلب الإلهيّ الغير المتناهية، واستحقاقاتك، واستحقاقات جميع القدّيسين. أسألك يا سيّدة القلب الأقدس أن تستجيبـي صلاتي الحقيرة، وتحصلي من قلب ابنك الإلهيّ على تعزية تلك الأنفس، حتّى تتمتّع بأقرب وقت بفرح السعادة الأبديّة في السماء. آمين.

مواضيع ذات صلة
تعليقات
  1. جريتا درزي

    مفيد جدا ان نعلم عن النفوس المطهرية حتي نصلي من اجلهم امين يا رب ارحم جميع الاموات

  2. غير معروف

    يا رب انا غير المستحقه والخاطئه امامك اطلب غفرانك عن هفواتي لكي تستجيب الى طلبي بصﻻتي عن نيه كل اﻻنفس الموجودة في المطهر لكي تخلصها من عذاباتها شكرا لك يا يسوع الطفل

  3. زكي

    أيها الرب يسوع أني احتاج إليك .. أشكرك من اجل موتك على الصليب من اجل خطاياي
    انا اعترف بخطاياي وأتوب عنها .
    افتح الان باب قلبي واقبلك مخلصآ وربآ على حياتي .
    تربى على عرش حياتي واجعلني ذلك الانسان الذي تريدني ان أكونه.
    أرح جميع الانفس المتألمة في المطهر وخلصها
    أمين ?

  4. SSO

    Que la paix du seigneur Soit avec eux . Amen

  5. غير معروف

    آمين… يايسوع اني اثق بك

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.