كتاب القديس ميخائيل – المقدمة

3٬028

يحتل القديس ميخائيل منذ القرن الاول مكانة مرموقة ومميزة في الكنيسة كما يشهد أباؤنا وكما يظهر في ليتورجياتها.

اذ خصّه المؤمنون بإكرام كبير منذ ذلك الوقت لمرتبته السامية وشفاعته الخاصة عند الرب فهو رئيس ملائكته الواقف ابدا في خدمته ينفذ مشيئته الإلهية وكل رسالته الخلاصية تجاه البشر.

لذلك أتخذته الكنيسة حارسا لها ومحاميا يدافع عنها ويحميها من الأعداء المنظورين وغير منظورين يرشدها ويوجهها الى سبل الرب ويرد عنها كل مضطهد.

اليس هو له كل أكرام من قاتل الملائكة المتمردين الذين خرجوا بكبريائهم عن طاعة الرب وتأدية السجود لعزته الإلهية فكان الغيور الأمين والمطيع والشجاع الذي حاربهم مع ملائكته وارسلهم الى اعماق الجحيم بعد أن انتهرهم قائلا (من كالله؟) (أي من مثل الله) فصارت هذه العبارة اسما له كما جاء في سفر الرؤيا (12 :7 ـ 11).

فكم نحن اليوم بحاجة ماسة الى طلب شفاعة هذا الملاك العظيم خصوصا أن أعداء الكنيسة كثر يحاولون دون ملل زعزعة أساساتها ودعائمها ويمنعون في محاربة تعاليمها المقدسة والتشكيك بعقائدها.

هؤلاء هم أصحاب البدع والهرطقات والتيارات الفكرية المنحرفة الذين لا يوانون عن أستعمال كل وسائل التضليل وقد نسوا أنها على الصخر وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

إن هدفهم تشكيك الناس بإيمانهم الحقيقي وإيمان أبائهم وأجدادهم الذي أثمر قديسين وهم الكواكب الساطعة في سماء الكنيسة التي تثبت دون ريب حقيقة وصوابية إيمانهم وتعاليمها السماوية.

لذلك أجتهدنا في جمع هذه المعلومات والصلوات التي أعتاد المؤمنون على تلاوتها والتي تحمل عاطفة الأكرام الحميمة الى ملاكنا القديس والمحبوب إضافة الى الطلبة والزياح فكان هذا الكتيب: الى كل من يكرم القديس ميخائيل ويؤمن بشفاعته القوية لدى الرب الى كل من يتخذه حارسا ومحاميا الى كل رعية تتخذه شفيعا لها.

ونطلب من الله بشفاعة رئيس ملائكته أن يعطينا نعمة أن نكون مخلصين لمن أفتدانا وأن نكون أمينين على تعاليم كنيستنا وغيورين على عيش إيماننا بشكل صحيح فنكون قدوة يحتذى بها ورسلا نشهد لإيماننا شهادة حقة ونقبل مشيئة الله بكل محبة وخضوع كامل لإرادته ومشروعه الخلاصي لجميع البشر.


مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.