ما هي عبادة دم يسوع المسيح الثمين؟ مقدمة وجدول محتويات

21٬310

العبادة اليومية
للدم الثمين ليسوع

كتاب صلاة
كتبته ونشرته وجمعته
جمعية مُتعبدي الدم الثمين

ترجمة: وسام كاكو

جُمع هذا الكتاب بالكامل من مصادر مُصادق عليها من قبل الكنيسة

إهداء المؤلف

إلى سيدة كوادالوبي التي إمتزج دمها البتولي بالدم الأثمن لإبنها القدوس من خلال حبلها الإلهي. عسى أن تُنقذ صلواتها القادرة كل الذين لم يولدوا بسبب الإبادة الجماعية الناجمة عن الإجهاض وتُساعدنا في الإنتشار السريع لهذه العبادة لكل أبنائها في العالم لكي يخلص أكبر عدد ممكن من النفوس من القوة المُدمرة للشرير.

إلى البابا المحبوب يوحنا بولس الثاني، في ذكراه المُباركة، الذي نبهنا إلى التجارب القادمة خلال فترة بابويته. ساعدنا بصلواتك لنُعلّم هذه العبادة إلى كل العالم قبل مجيء الساعة المُخيفة. نرجوك إشفع لنا من أجل سلامة الكنيسة وشعبها.

مقدمة

على مرّ القرون، منذ مجيء يسوع الى هذه الأرض، أظهر الله الآب حبه العظيم لأبنائة. في الكثير من الأمثلة، أظهر للعالم كم يُحبه… في كل عصر ينظر الى حاجات العصر ويُعطي عبادة للمساعدة في تلك الحاجات.
 
في وقتنا الحاضر، ومثلما يتفق الجميع بأنه أخر الأزمنة، يأتي الله الآب مرة أخرى بدفعة أخيرة من الحب لأبنائه. إنه يُعطينا واحدة من أعظم العبادات قوة على مرّ الأوقات وهي عبادة الدم الثمين لإبنه يسوع. إن عبادة الدم الثمين ليسوع المسيح ربنا هي واحدة من أعظم العبادات التي أعطاها الآب الأزلي لنا. إنه يرى بأننا نحتاج كثيراً الى رحمته ومحبته. إنه يرى الظلام الذي يُحيط بنا في هذه الأزمنة، فعصرنا مُميَّز بالإلحاد والإرتداد والكبرياء.
 
الآن في وقتنا هذا، مع الشر الذي يُحيط بنا لدرجة إننا نستطيع تقريبا أن نلمسه، يأتي يسوع ليقول بأن كل شخص من البابا الى الكهنة والى اصغر كاثوليكي مُعَمّد يجب أن يُحمى بدمه الثمين.

لقد خُصّص شهر تموز بأكمله «لعبادة دم المسيح الثمين». والكنيسة تشجّع ممارستها واقامة التساعيات خلال هذا الشهر وتلاوة مسبحة دم المسيح والصلوات المتعلقة بهذه العبادة يومياً.

فلنكرّم يومياً دم يسوع المسيح الذي سُفك عنا وفيه خلاصنا. فقد قال السيد المسيح في إحدى رسائله: «القلب الطاهر لأمي سيحمي ودمي الثمين سيُخلِّص».

ما ستجده في محتوى قسم عبادة الدم الثمين هو العديد من الرسائل المؤثرة التي أعطاها يسوع لنا عن دمه الثمين بدافع محبته الطاهرة والكثير من الصلوات القوية. تقول سيدتنا العذراء مريم: «هذه العبادة تشتمل على كل عبادات إبني وآلام ربي». ذلك يعني إن عبادة الدم الثمين تعتبر إندماج لكل العبادات المُخصصة لآلام ربنا. لهذا السبب فهي قوية جداً ويخافها الشياطين وعملاؤهم ويُهاجمونها.

نضع هنا بعض من كلمات أمنا العذراء مريم حول عبادة الدم الثمين:

«إنّ عبادة دم يسوع الثمين من أسمى وأثمن العبادات، من أراد الوصول إلى أعلى درجات الكمال، فليتقدّم بعبادة الدم الثمين».

«ھذا الدم يبلسم الجراح ويشفي، ھذا الدم ھو رمز الإنتصار للصلاح وھو عميٌ للشرّ والأشرار. أسكبوا دم يسوع الثمين كل لحظة على الصلاح والأشرار: إنه سيف ذو حدين، يحميكم ويدافع عنكم. أختموا كل يوم نفوسكم وأجسادكم بدم يسوع الثمين: علامة الحياة الأبدية».

«إن تكريم الدم الثمين بتلاوة المسبحة والطلبة، يعطينا شفاء لأحباءنا: شفاء جسدي وشفاء روحي… بعض ھذه الإبتھالات، ھي لحمايتنا من شرور ھذا العالم، لأن دم يسوع يُسكب على الأشرار لشلّھم، وعلى الصلاّح لحمايتھم من الأخطار. إذا جمعنا كل ھذه الصلوات نكون قد حمينا نفوسنا ونفوس أحبائنا، قد كرّمنا الدّم الثمين لانه يستحق ذلك».

«تمتّعوا وقتھا بمفاعيل ھذا الدم الثمين للمخلّص الّذي لم يبخل عليكم به، وھو دائماً في انتظاركم … عندما تصلّون الوردية، أنتم تعرقلون مخططات الشرير، أما إذا تلوتم مع الوردية مسبحة دم يسوع الثمين، فھو يقتل الشر الذي حولكم، ھذا يعني تعرقلت مخططات الشرير إلى وقت أطول وخفّت قُدُرات الشرير على إعادة تركيب مخططات مستقبلية».

«يا أولادي، ھذا النور لا يُعطى إلّا للذين يستحقّونه…»

«أريد منكم يا أحبّائي أن تُكرّموا دم يسوع الثمين لأنه يُشكّل – بالإضافة إلى سلاح الورديّة – ترساً منيعاً ضدّ الشرّ».

«أسكبوا الدمَ الثمين على الأمكنة التي تسكنون فيھا… (صلاة حماية الأماكن)
وكرِّسوا نفوسَكم لھذا الدمِ الثّمين.» (صلاة التكريس)

«أسكُبوا الدم الثمين على نفوسكم وعلى نفوس من تُحبّون لحمايتكم و شفائكم». (صلاة حماية الذات)


نذكر بأن رسائل الدم الثمين وصليب يسوع المُتألم وكل ما يتعلق بما كشفه يسوع لنا قد تم إرساله الى قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وقد إستجاب البابا لجميع هذا الرسائل المرسلة إليه عن عبادة الدم الثمين. لقد خاطب البابا كل المُتعبدين للدم الثمين في جميع أنحاء العالم قائلا:
 
«إخوتي وأخواتي الأعزاء، إني مسرور بالإجتماع بكم أنتم أعضاء وعضوات العوائل التقية والجمعيات الكاثوليكية المُكرسة للدم الأثمن ليسوع المسيح في هذا اليوم الأول من تموز الذي كرسته التقوى المسيحية للتأمل بدم يسوع المسيح، ثمن فدائنا، وضمان خلاصنا وحياتنا الأبدية. في الوقت الذي أحييكم بمحبة وأشكركم على المجيء أود أن أقدم شكري لرئيس الأساقفة على كلماته الرقيقة التي قدمها لنا بإسمكم.
 
الى أن جرى تقديم الإصلاح الليتورجي من قبل المجمع الفاتيكاني الثاني، في هذا اليوم الأول من تموز، كان سر دم المسيح يُحتفل به طقسياً أيضاً في كل الكنيسة الكاثوليكية. لقد إشترك البابا بولس السادس، سلفنا السعيد الذكر، في الإحتفال بدم المسيح وبجسده وهو ما يُعرف الأن بـ (توقير جسد ودم المسيح) لأنه في كل إحتفال أفخارستي لا يُصبح جسد المسيح فقط حاضراً، بل دمه الثمين أيضاً، دم العهد الأبدي الذي أريق من أجلنا حتى تُغفر خطايانا. إخوتي وأخواتي الأعزاء، يا له من سر عظيم دم المسيح!
 
منذ فجر المسيحية أسر هذا الدم عقول وقلوب الكثير جداً من المسيحيين ولا سيما المُقدسين من مؤسسيكم ومُؤسِساتكم الذين جعلوه مقياساً لتجمعاتكم وجمعياتكم. تُعطينا سنة اليوبيل هذه قوة دفع جديدة لهذه العبادة المهمة. إننا إذ نحتفل بمرور ألفي سنة على ميلاد المسيح، فإننا مدعوون أيضاً لنتأمل به ونوقره في بشريته المُقدسة التي بدأها في بطن مريم مُتحدا بالأقنوم الإلهي للكلمة. إن دم المسيح هو أثمن مصدر لخلاص العالم لأنه يعود للكلمة الذي أصبح لحما من أجل خلاصنا. إن عبارة (الدم المُنسكب) كتعبير عن بذل الذات في الدم المُراق شاهداً على الحب الأسمى، يُعتبر عمل تنازل إلهي الى حالتنا البشرية.
 
لقد إختار الله علامة الدم لأنه لا توجد علامة أخرى تُعطي إشتراكاً كاملا للشخص بهذه البلاغة. هذا السر لبذل الذات له مصدره في الإرادة الخلاصية للآب السماوي وإكتمالها في الطاعة البُنوية ليسوع، الإله الحق والإنسان الحق، من خلال عمل الروح القدس. لذا فإن تاريخ خلاصنا يحمل علامة الختم الثابت للحب الثالوثي.
 
بحضور هذا العمل الإلهي العجيب، يُشارككم جميع المؤمنين يا إخوتي وأخواتي الأعزاء، بتقديم تراتيل التمجيد لله الثالوث في علامة الدم الثمين للمسيح. لكن، يجب أن تشترك شهادة الحياة مع إعتراف بالشفاه، مثلما تحثنا على ذلك الرسالة الى العبرانيين: «لذا أيها الإخوة، لنا ثقة بالدخول الى الأقداس بدم يسوع… لنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة».
 
كان هذا جزءا مما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني لكل التجمعات المُتعبدة للدم الثمين.
 
إن عبادة الدم الثمين لها رئيس روحي في نايجيريا هو الأسقف آيو ماريا أتويوبي، وقد كتب سيادته مقدمة لعبادة الدم الثمين قال فيها: «إن عبادة الدم الأثمن لربنا يسوع المسيح ليست عبادة جديدة في الكنيسة الكاثوليكية فهي قديمة قدم خميس الفصح الأول عندما أسس المسيح الكهنوت والإفخارستيا المقدسة… قبل هذا أجرى يسوع عجائب عظيمة ولكن معجزة المعجزات الوحيدة هي تأسيس الأفخارستيا المُقدسة، الذبيحة على الصليب، ذبيحة العهد الجديد، السر الأكثر إعجاباً، الحضور العجيب والذكرى الدائمة لآلام المسيح.
 
بالنظر الى المسيح وهو جالس أمامهم (أمام التلاميذ) مثل ذبيحة المُصالحة أو الخلاص ومثل طعام للحياة الأبدية في دمه الأثمن ومأدبة رائعة، كل هذا جعلهم يُوقرون هذا الحضور العجيب من خلال الإيمان الى حد لا يُمكن وصفه. منذ ذلك الحين والحال هو كذلك في الكنيسة الكاثوليكية المُقدسة وستستمر بذلك لحين مجيء الرب بمجده ثانية. هذا هو أمر الرب ويجب أن نستمر بإعلان موت الرب حتى مجيئه ثانية. طالما تستمر الكنيسة بالإحتفال بالأفخارستيا المقدسة مُطيعة لأمر الرب «إفعلوا هذا لذكري» فإنها تُديم عبر كل الأوقات العبادة للدم الثمين وجسد ربنا يسوع المسيح.
 
في عبادة الرحمة الإلهية تتركز عبادتنا على الدم الثمين ليسوع، الدم الثمين هو مصدر الحياة الذي يتدفق من أجل جميع النفوس. إننا نُصلي: «يا أيها الدم والماء اللذان تدفقا من قلب يسوع كنبع رحمة لنا، إننا نثق بكما». إننا نستمر بتقديم جسد ودم يسوع الى الآب الأزلي للتكفير عن خطايانا وخطايا العالم أجمع. إنه لجدير بالملاحظة الشبه بين الردّات التي نقولها على الحبات العشر في مسبحة الرحمة الإلهية وبين تلك التي نقولها على الحبات الـ 12 لمسبحة الدم الثمين. على الحبات العشر لمسبحة الرحمة الإلهية نُجيب: «إرحمنا والعالم أجمع». في حين على الحبات الـ 12 لمسبحة الدم الثمين نُجيب: «خلصنا والعالم أجمع.» هذا يصف العلاقة العامة القادمة من نفس المصدر الإلهي.
 
لا توجد عبادة حقيقية تُعارض عبادة أخرى بل واحدة تُكمل الأخرى. إن مسبحة الدم الأثمن هي وسيلة لتمجيد الله على كثرة محبته التي أظهرها لنا بإعطائه إبنه الوحيد على الصليب؟ إنها وسيلة لائقة للإستفادة من الرحمة اللامتناهية لله من مصدر خلاصنا. لا أحد مكرس لجروح ودم يسوع يُمكن أن يهلك، سهام الشرّ لا يُمكن أن تلمسه وملاك الموت لا يُمكن أن يزور البيوت المُعلَمة بدم الحمل».
 
كان هذا بعضاً مما كتبه المطران آيو ماريا أتويوبي الذي قال له الرب يسوع: «أسقفي المُتواضع آيو ماريا أتويوبي، يا بُني، من بين كل الأساقفة إخترتك لتحمل عبادة الدم الثمين الى كل العالم. إني أباركك وأختمك بجروحي المُقدسة. إستلم مسبحتي وإجعلها معروفة في العالم. أعد بأن أخلص العالم من خلال مسبحة دمي الثمين. بُني، إستلم هذا الطلب الإلهي وأنقذ شعبك من هذا العقاب القادم. القلب الطاهر لأمي سيحمي ودمي الثمين سيُخلص».

 

جدول المحتويات
(اضغط للإنتقال للصفحة المطلوبة)

+ رسالة البابا يوحنا الثالث والعشرون عن الدم الثمين
+ كيف نصلي عبادة دم يسوع المسيح الثمين؟
+ وعود ربنا يسوع المسيح حول عبادة الدم الثمين
+ الوردية المقدسة لمريم العذراء المباركة
+ طلبة مريم العذراء المباركة
+ مسبحة دم يسوع المسيح الثمين
+ طلبة دم يسوع المسيح الثمين
+ صلاة التكريس لدم يسوع المسيح الثمين
+ صلوات التعزية ليسوع المسيح المتألم
+ صلوات العبادة والسجود لدم يسوع المسيح الثمين
+ مناشدات المكروب – صلوات تعويض ليسوع المسيح المُتألم
+ صلاة للتغلب على الشيطان وقواته بقوة الدم الثمين
+ صلاة لحماية وحدة القطيع بقوة الدم الثمين
+ صلاة من أجل ملجأ في الجنب الأقدس ليسوع المسيح
+ صلاة من أجل التحرر من لعنات الأسلاف بقوة الدم الثمين
+ صلاة من أجل الحفاظ على الإيمان وتقويته بقوة الآلام والجروح والدم الثمين لربنا يسوع
+ صلاة من أجل إظهار وعيش الإرادة الإلهية واعادة كل الناس إليها بقوة الدم الثمين
+ صلاة من أجل التحمل خلال العقاب القادم بقوة عذابات ربنا يسوع ودمه الثمين
+ صلاة بقوة الدم الثمين من أجل الخروف الساقط وضد الإنحراف في الإيمان
+ صلاة من أجل أن يحكم المجد على الأرض بواسطة عذابات وآلام ودم يسوع المسيح
+ صلاة ضد كل خطايا الجسد ومن أجل خلاص النفوس بقوة الدم الثمين
+ صلاة من أجل عماد الأطفال المجهضين بالدم الثمين والماء
+ صلاة حماية الذات بقوّة الدم الثمين لربنا يسوع المسيح
+ صلاة حماية الأماكن والأشخاص الموجودين فيها بدم ربنا يسوع المسيح الثمين
+ صلاة حماية العائلة والوطن بقوّة الدم الثمين ليسوع المسيح
+ صلاة طلباً لنعمة المثابرة بقوة الدم الثمين
+ صلاة لطلب الرحمة بدم يسوع الثمين
+ صلاة إستغاثة وطلب النعم بقوة دم ربنا يسوع المسيح الثمين
+ صلاة من أجل اهتداء الأشرار والذين تسكنهم الأرواح الشريرة بدم يسوع الثمين
صلاة تعويض قصيرة وفعالة إلى الآب الأزلي
+ صلاة للتسبيح والتوقير الإلهي
+ صلاة تعويض عن الخطايا المرتكبة ضد الدم الثمين
+ الصلاة الأصلية للقديس ميخائيل التي كتبها البابا لاون الثالث عشر
تضرع قوي لطلب الحماية بقوة الدم الثمين
صلاة اكليل الشوك التعويضية ليسوع المتألم بسبب خطايانا، اعطتها القديسة سيسيليا
صلاة إلى الروح القدس من أجل ضبط اللسان
تقدمة إكليل الشوك من أجل خلاص الخطأة
بركة القديس ميخائيل رئيس الملائكة – للكهنة فقط
+ ورود الحكم المجيد – مسبحة التجديد
+ طلبة جميع القديسين
+ تنبيه لأسباط اسرائيل الإثني عشر ليُمجدوا الصليب المقدس
+
سبع تقدمات دم يسوع الثمين إكرامًا للآب الأزليّ

+ تساعيات شهر تموز +


عبادة الدم الثمين
 →  السابق     التالي  ← 
 ✞  كل المحتويات    ✞  شهر تموز    ✞  الوعود 
مواضيع ذات صلة
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.