تساعية لمساعدة النفوس المطهريّة

95٬001

 تساعية لمساعدة النفوس المطهريّة 

مقدمة

من سدّ أذنه عن صراخ الكسير فهو أيضاً يصرخ ولا يُسمع له. (أمثال 13:21)
وُضعت هذه التساعية بإذن الرؤساء:

1. للتخفيف من آلام النفوس المطهريّة وتخليصها من آلامها في السرعة الممكنة بقوة استحقاقات قلب يسوع الأقدس، واستحقاقات ذبيحة القداس الطاهرة الدائمة. وتقديس نفوس المشتركين بهذه العبادة. وارتداد الخطأة الى التوبة، والتماس النّعم الضرورية الروحية الزمنية.
2. هي صندوق توفير أجور يقدّمها أمامه المصلّي من هنا فيلاقيها امام الله بعد الموت.
3. إقامة النفوس المطهرية شفعاء للمُصلّي الى الأبد.

أوحى الروح القدس الى الأقدمين منذ أجيال ان الصلاة لأجل الموتى فكرة مقدّسة وخلاصية. ويسوع لم يحبس دموعه امام قبر ليعازر حبيبه. والكنيسة المستنيرة بعواطف قلب معلّمها الإلهي لم تأل جهداً في تحريض بنيها على مساعدة الموتى بالصلاة وأعمال المحبّة والإحسان. والقديس توما العظيم شمس المدارس الكاثوليكية قال: “إن الصلاة لأجل الموتى أفعل أنواع الصلوات وأشدّها قبولاً أمام الله. وهذا النوع من الصلاة يشتمل على جميع أفعال المحبّة الجسدية والروحية. لكن الكثيرين من المسيحيين يجهلون أن محبّة الأنفس المطهرية مفيدة جداً للأحياء والأموات على السواء. وهذا التعليم ألقاه على العالم الكاثوليكي عظام العلماء مثل القديس ألفونس دي ليغوري والقديس روبرت بلرمين وسواريز وتوما اللاهوتي وغيرهم كثيرين.

فقد قرر هؤلاء القديسون باجتماع الرأي ان من العدل كل العدل، ومن المفيد جداً ان نحصل من الله على النِّعم والمواهب الروحية والجسدية. قال بلرمين: “إن باستطاعة الأنفس المطهرية الشفاعة لمن يسأل حاجاته، وعون الله له. نستغيث بالأنفس المطهريّة نلتمس شفاعتها وغفران خطايانا، والإنتصار على التجارب، والحصول على النِّعم الروحية والجسدية بواسطة شفاعتها. قالت القديسة كاترينا دي بولونيه لراهباتها: “عندما أحبّ الحصول على نعمة من الأب الأزلي، التجئ الى النفوس المطهريّة لتلتمسها لي منه بإسمي. وبقوّة شفاعتها أحصل دائماً على ما أبتغي.” وهي تؤكّد انها حصلت على نِعم لم تحصل عليها بشفاعة القديسين أنفسهم. والقديسة تريزيا الطفل يسوع ايضاً قالت انها حصلت على جميع النّعم التي كانت تلتمسها بشفاعة النفوس المطهرية.

ومن الإيحاءات التي حصلت عليها القديسة بريجيتا، أنّ ملاكاً اقتادها يوماً الى المطهر، فسمعت نفساً حصلت على مساعدة كبرى تقول :”كافئ يا رب الذين ساعدونا في حاجتنا الى المساعدة. وأعطِ بدل الواحد مئة، الذين نهضوا بنا بصلواتهم الى مشاهدة نور لاهوتك”. وقديس الله خوري آرس، قال يوماً لأحد الكهنة: لو عرف الناس قوة شفاعة الأنفس المطهرية، وفيض النّعم التي تحصل عليها من سخاء الله، لما كانوا ينسونها، او يهملون مساعدتها. فلأجلها ينبغي ان نصلّي لتشفع لنا أمام الله ليرحمنا. واذا استقرّت هذه النفوس في نعيم الله، فمن له ان يدرك عظمة تحمّسها امام عرشه لخلاص الذين بمساعداتهم خلّصوها؟ فهذه النفوس السعيدة التي نخلّصها بصلواتنا من نيران مطهرها تنحدر كل ساعة من مقام مجدها الى حيث الذين ساعدوها لتقودهم في حياتهم هنا الى نهاية صالحة في جميع نواحي الحياة الزمنية والروحية.

كان للقديسة مارغريت ماري عبادة خاصة لمساعدة الأنفس المطهريّة، وبوحي اليها من القلب الإلهي قد تألمت أكثر من مرة من اجل تلك النفوس. لقاء ذلك قد أنعم الله عليها بتعزية كبرى وهي تأكّدها من خلاصها ورؤيتها تلك النفوس صاعدة الى سمائها، وهي تنظر اليها نظرات الشكر. ومن المأثور عنها قولها: لو كنتم تعرفون كم كانت سكرات نفسي بالفرح عظيمة، عندما كنت أرى تلك النفوس عائمة في بحار أنوار مجدها! فقد كنت أراها كسبّاح يجيد السباحة في عباب بحر خضم في ذلك المجد. وكم سألتها ان تتذكّرنا امام عرش عريسها السماوي. وما ألذّ جوابها لي وهو: ليس لنكران الجميل أثر في السماء. فلا يخيب طلبنا، ولا يطول انتظارنا النعمة اذا كانت فينا محبّة صادقة للأنفس المطهريّة. وبالإختبار نلمس هذه الحقيقة لمس اليد. اذا أردنا الحصول على نعمة ما، فلنُصلّ من أجل تلك النفوس القديسة، وهي بدورها تبدي لنا معرفة الجميل، بعرضها حاجاتنا على أبيها وأبينا السماوي.


اليوم الأول

صلاة استعدادية
يا يسوع الغير متناهية استحقاقاته ومحبّته، نحن الآن جاثون أمامك نضرع إليك لأجل الأنفس التي أحبّتك وأنت أحببتها، وإن كان قصاصها عدلا لتجعلها أهلاً لإمتلاكها إياك، فأنت ترغب شديد الرغبة ان نستغيث برحمتك من أجلها. فتنازل واستمع واقبل صلوات نوجّهها اليك عنها. ولا تدعها زماناً طويلاً محرومة من سعادتها بمشاهدتك، يا يسوع الحبيب. فهي عزيزة على قلبك الإلهي. وبهذا القلب نسألك ان تجعلها مالكة في سعادتك التي رغبت فيها، وعملت لها طوال حياتها، وانت استحققت لها تلك السعادة بسفك دمك الثمين. آمين

المطهر موجود
موجود محل للتكفير يدعى المطهر وفيه يُكمل الأبرار تطهيرهم قبل دخولهم السماء، والكنيسة المقدسة تعلّمني هذه الحقيقة، وانا أومن بتعليمها إيماناً راسخاً يا إلهي! وعلى ضوء نيران المطهر أرى لمعان قداستك وعدلك ورحمتك. إلهي من له ان يصعد سماء سماواتك السامية، ويدنو من أعتاب مقدسك؟ النقي الكفّين في أعماله، والطاهر القلب الذي لم يحمل قلبه الى الباطل ولم يحلف بالغشّ. (مزمور 24: 3 و4) ليس لدنسٍ ان يدخل ملكوت السماوات لأنك أنت قدّوس، قدوس، قدوس يا الله، فاملأني خوفاًُ من الخطيئة، وامنحني نعمة التكفير هنا عما اقترفته هنا.

عادل انت يا الله وأحكامك مستقيمة. أقول لله، لا تؤثمني، أعلمني على أي شيء تحاكمني. إليك وحدك خطئت وأمام عينيك صنعت الشر، وقد استحققت العذابات الأبدية. لكن رحمتك تأثرت خطواتي حتى الى ظلال الموت وخلّصتني. فيا أيها المطهر مملكة الرجاء، إنّ من أعماقك تصرخ النفوس القديسة مع النبي في الضيق رحّبت لي. فارحمني واسمع صلاتي. فلو لم تكن موجوداً، أين كان الله يجمع النفوس الفاترة، والمهملة، والتي لم تمارس الإماتات. فلتكن مباركاً يا الله، يا أبا المراحم، وإله كل تعزية، يا تعزيتنا في جميع ضيقاتنا.

الإسعاف الروحي – حالة النعمة

هي بحال النعمة، والسماء بانتظارها. وهي بواجب التكفير، الواجب عليها عدلاً، تتألّم في سجنها المحرق، وتصرخ إلينا راجية منا بأنّاتٍ لا توصف: “إرحمونا، إرحمونا! أقلّه انتم يا أحبّاءنا! فإنّ يد الله قد ثقلت علينا!” إستغاثة ملحّة، وعن ألمٍ شديد ومرّ، صاعدة من بحيرة المطهر، وموجّهة الى أحبّاء أحياء متدينين، لهم من إيمانهم وسائل قوية وفعّالة للتخفيف من آلام تلك الأنفس المتألّمة بل ولخلاصها. وهذه الوسائل انما هي صلوات وأعمال بِرّ وتقوى وقداديس ومناولات، ولكل منا حرية الإختيار من هذه الوسائل بحسب اختياره. والأحياء على الأرض هم غالباً أبناء وأهل وأقارب وأصدقاء. ورغم روابط الصداقة وصلات القرابى، يبقون خرساً وصمّاًً فلا يسمعون استغاثات تلك النفوس المتألمة ولا ينطقون بكلمة جواب. وقد يكونون هم سبب آلامها المرّة، ولا يأتون بحركة مساعدة لها.

وقد يأتي بعضهم ببعض المساعدة الغير مثمرة، بحيث يكونون بحال الإثم المميت، فلا يستفيدون ولا يفيدون، رغم اعتقادهم بحقيقة آلامه الفادحة الغير محتملة، والكثيرون يفكّرون بتلك النفوس العزيزة، تكفّر عن هفوات هذه الحياة في هاوية المطهر، في جوف نيرانه الحامية، وقليلون جداً الذين يندفعون لمساعدتها بصلاة او بعمل تقوى لها. وقد تكون أعمالهم بدون فائدة، كشجرة بلا مائية، فهي ميتة ولا يُرجى منها ثمرة. وهذه هي صورة النفس التي ليست فيها النعمة المبرّرة، فهي ميتة ميتة ايضاً أعمالها. فلا قوة فيها على تخفيف من آلام النفوس المتألّمة. اما النفس التي هي بحال النعمة، فهي وحدها بقوة صلواتها تبرّد لظى نيران المطهر، بندى مساعدتها واستحقاقاتها. فلنفكّر بهذه العقيدة الأساسية، ولنقدّم منذ بدء هذه التساعية عونا سريعاً وفعّالاً لتلك النفوس العزيزة المتألّمة، ولنكن بحالة طهارة يقتضيها منا العدل الإلهي.

صلوات تتلى في نهاية كل يوم من التساعية:
1- يا يسوع الممتلئ قلبه رحمة ترأّف على الأنفس المحبوسة في المطهر، تنازلتَ لأجل خلاصها، فتجسّدتَ، واحتملتَ أشدّ الميتات ألمًا، فتنازل إذًا وأمل أذنك إلى صراخها، وانظر دموعها تجري. فبحقّ آلامك المقدّسة خفّف العذابات التي استحقّتها خطاياها، يا يسوع الرحوم جدًّا دع دمك الثمين يجري إلى المطهر فيبرّد تلك الأنفس الأسيرة المسكينة، أمدد إليها ذراعيك القادرتين وانتشلها من اللجّة وخذها إلى محلّ الراحة والنور والسلام، آمين.

2- من الأعماق صرخت إليك يا ربّ، يا ربّ استمع صوتي. لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرّعي أن كنت للآثام راصدًا يا ربّ، يا ربّ من يثبت، فإنّ عندك المغفرة، لكي يكون الإكرام. انتظرتُ الربّ، انتظرته نفسي، ورجوت كلمته، انتظار نفسي للربّ أشدّ من انتظار الرقباء للصبح والساهرين للفجر، ليكن إسرائيل راجيًا للربّ، فإن عند الربّ الرحمة وعنده فداء كثير وهو يفتدي إسرائيل من كلّ آثامه.

الراحة الدائمة اعطهم يا ربّ. ونورك الأبديّ فليضئ لهم. – ليستريحوا بالسلام. آمين.

3- أيّها الإله خالق جميع الناس ومخلّصهم، تنازل وامنح نفوس عبيدك وخدّامك مغفرة خطاياهم لكي يحصلوا على الغفران الذي تاقوا إليه دائمًا بواسطة هذه التضرّعات التقويّة، أنت الذي تحيا وتملك إلى دهر الداهرين آمين.

4- يا مريم ليس من وسيطة أقوى من شفاعتك للحصول من قلب يسوع على تخفيف عذاب الأنفس المطهريّة المسكينة وخلاصها. فالقدّيس برنردوس يدعوك الكليّة القدرة، وأنت بذاتك صرّحت للقدّيسة بريجيتا: بأنّك أمّ لكلّ الأنفس الرحومة، وصلاتك تسكن آلامها، فلا عجب بذلك. ألست أنتِ يا سيّدة القلب الأقدس أمّ الأيتام، ومعزيّة الحزانى، وملجأ التاعسين، ومحامية كلّ المتألّمين والتائبين؟ ومن الذي يتألّم أكثر من النفوس المطهرية؟ ومن الذي يستحقّ حنانك الوالديّ أكثر منها؟ فارمقيها إذًا بنظرك العطوف، خصوصًا أنفس والدي والمحسنين إليّ وأصدقائي وكلّ أعضاء أخويّتك.

أذكري يا مريم أنّ تلك النفوس أحبّتك على الأرض، وأنّها كانت عروسات ابنك الإلهيّ، ومعدّة للسعادة الأبديّة، قدّمي للعدل الإلهيّ بدل ألمها استحقاقات القلب الإلهيّ الغير المتناهية، واستحقاقاتك، واستحقاقات جميع القدّيسين. أسألك يا سيّدة القلب الأقدس أن تستجيبي صلاتي الحقيرة، وتحصلي من قلب ابنك الإلهيّ على تعزية تلك الأنفس، حتّى تتمتّع بأقرب وقت بفرح السعادة الأبديّة في السماء. آمين.

مواضيع ذات صلة
تعليقات
  1. جريتا درزي

    مفيد جدا ان نعلم عن النفوس المطهرية حتي نصلي من اجلهم امين يا رب ارحم جميع الاموات

  2. غير معروف

    يا رب انا غير المستحقه والخاطئه امامك اطلب غفرانك عن هفواتي لكي تستجيب الى طلبي بصﻻتي عن نيه كل اﻻنفس الموجودة في المطهر لكي تخلصها من عذاباتها شكرا لك يا يسوع الطفل

  3. زكي

    أيها الرب يسوع أني احتاج إليك .. أشكرك من اجل موتك على الصليب من اجل خطاياي
    انا اعترف بخطاياي وأتوب عنها .
    افتح الان باب قلبي واقبلك مخلصآ وربآ على حياتي .
    تربى على عرش حياتي واجعلني ذلك الانسان الذي تريدني ان أكونه.
    أرح جميع الانفس المتألمة في المطهر وخلصها
    أمين ?

  4. SSO

    Que la paix du seigneur Soit avec eux . Amen

  5. غير معروف

    آمين… يايسوع اني اثق بك

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.