تساعية لمساعدة النفوس المطهريّة

95٬008

اليوم الثامن

المطهر 8

شركة القديسين
لله! ما أعظمها حقيقة شركة القديسين! وما أكثرها فائدة وتعزية! مشهد يسلب القلوب، ويخطف الأنفاس، مشهد الكنيسة المقدسة، المجاهدة على الأرض، تمد يد المعونة لأختها الكنيسة المتألّمة في المطهر، وتلتقط باليد الثانية بذراع يد الكنيسة المنتصرة في السماء. إني أومن بكنيسة واحدة على الأرض وفي المطهر وفي السماء. فهي على اختلاف تسميتها واحدة، وهي أعضاء بعضها لبعض. وإذا تألّم منها عضو هبّت الأعضاء الباقية لمعاونته. فكلّها كنيسة يسوع. فمن الواجب علينا نحن أبناء الكنيسة المجاهدة على الأرض ان نكون غيرة ملتهبة لمساعدة النفوس المطهريّة عروسات يسوع الحبيبة. فلا هي تستطيع خلاصها، ولا السماء تستطيع لها هذا الخلاص. اما نحن على الأرض فأقدر منها وأقدر من السماء على توفير هذا الخلاص لها، وبدون مشقّة وبدون عناء، وبدون صرف زمان طويل، وبدون أدنى خسارة، بل بربح عظيم لنا ولها نوفّر لها خلاصها.

إنّ الله يرغب رغبة لا قياس لها ولا حد في ان يفتح لها ابواب السماء فيعترض عدله رحمته، فيوحي الينا ان نقوم مقامه بإنفاذ رغبته هذه بحيث نعوّض عنها بما نربحه من أجور ونِعم بواسطة صلوات وأعمال خير نقوم بها. وهذا واجب علينا نحن الأحياء لنفوس موتانا المنفيّة عن موطن سعادتها، والمتألّمة بنار عدل الله، وهو واجب عدل ينبغي ان نقوم به بلا إبطاء، هو واجب المحبّة التعاونية بيننا وبينهم. إن في ذلك المطهر نفوساً مهملة، نفوساً تركها أهلها وأصدقاؤها وليس من يفتكر بها، تتلفّت الى كل جانب فلا ترى إلّا النسيان والإهمال! نسيان حياتها فلا تُذكر بكلمة! نسيان إسمها فلا يتلفّظ به أحد! نسيان قبرها فلا يزوره أحد! ولا تُتلى فوقه كلمة صلاة! نسيان موتها فلا دمعة تُذرف على ترابها ونسيان آلامها في المطهر فلا أحد يخفّف منه عنها بتفكير ما: أفلا يكون هذا النسيان نوعاً جديداً مضافاً الى آلامها؟ ألا ينطبق عليها قول النبي داود “نُسيت كميتٍ من القلب وأصبحت كإناءٍ متلف (مزمور13:30) وأهملتُ في زاوية عذابي، فلا أحد يفتكر بي؟

المساعدة الروحية – الثلاثية الغريغورية
بينما كان غريغوريوس الكبير ينتحب يوما، لزيادة محبّته للأنفس المطهريّة، لأنه لا يستطيع أمراً في سبيل خلاصها، أوحى إليه يسوع فاديه وفاديها بما يلي: إني بواسطتك أمنح إنعاماً، باسمك فريداً وهو: إنّ كل نفس في المطهر يقدّم عنها ثلاثون قداساً متتابعة بدون انقطاع تخلص حالاً مهما كان عليها من دين لي!” وهذا الإنعام أثبتته وقائع الحال بممارسة الثلاثينيات الغريغورية المقامة في كل أنحاء الكنيسة الكاثوليكية ثلاثين قداساً تباعاً وبلا انقطاع من اجل نفس خصيصة من النفوس المطهريّة، كنفس أحد والدينا او أحد أصدقائنا او كنفس أكثر آلاماً من غيرها او كنفس مهملة أكثر من سواها…الخ

والكنيسة المقدسة شجّعت هذه العادة وحبّذت العمل بها. وهذا جواب مجمع الكنيسة المقدس الصادر سنة 1884 بكل صراحته: “إنّ إيمان المؤمنين بما يتعلّق بتلاوة الثلاثين قداساً وفقاً لرغبة وقبول التعطّف الإلهي، لخلاص نفس مخصّصة في المطهر، لإنّه لإيمان مقدّس ومحبّذ ومنطبق على العقل.”

فإن الله تعالى، وضع بين أيدينا بقوّة الثلاثينية واسطة فعّالة فائقة الحد والوصف. وهو يرغب الينا ان نستخدمها لسرعة خلاص النفوس المتألّمة في بحيرة المطهر. وهي محبوبة منه جداً، ويريد ان ينقلها من مملكة الألم الى مملكة النعيم. فوفقاً لعطفه اللذيذ، وإجابة لرغبته الأبوية ينبغي ان نسرع عند فقدنا عزيزاً علينا الى مساعدته بهذه العبادة التقوية الجزيل نفعها وفعاليّتها.

صلوات تتلى في نهاية كل يوم من التساعية:
1- يا يسوع الممتلئ قلبه رحمة ترأّف على الأنفس المحبوسة في المطهر، تنازلتَ لأجل خلاصها، فتجسّدتَ، واحتملتَ أشدّ الميتات ألمًا، فتنازل إذًا وأمل أذنك إلى صراخها، وانظر دموعها تجري. فبحقّ آلامك المقدّسة خفّف العذابات التي استحقّتها خطاياها، يا يسوع الرحوم جدًّا دع دمك الثمين يجري إلى المطهر فيبرّد تلك الأنفس الأسيرة المسكينة، أمدد إليها ذراعيك القادرتين وانتشلها من اللجّة وخذها إلى محلّ الراحة والنور والسلام، آمين.

2- من الأعماق صرخت إليك يا ربّ، يا ربّ استمع صوتي. لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرّعي أن كنت للآثام راصدًا يا ربّ، يا ربّ من يثبت، فإنّ عندك المغفرة، لكي يكون الإكرام. انتظرتُ الربّ، انتظرته نفسي، ورجوت كلمته، انتظار نفسي للربّ أشدّ من انتظار الرقباء للصبح والساهرين للفجر، ليكن إسرائيل راجيًا للربّ، فإن عند الربّ الرحمة وعنده فداء كثير وهو يفتدي إسرائيل من كلّ آثامه.

الراحة الدائمة اعطهم يا ربّ. ونورك الأبديّ فليضئ لهم. – ليستريحوا بالسلام. آمين.

3- أيّها الإله خالق جميع الناس ومخلّصهم، تنازل وامنح نفوس عبيدك وخدّامك مغفرة خطاياهم لكي يحصلوا على الغفران الذي تاقوا إليه دائمًا بواسطة هذه التضرّعات التقويّة، أنت الذي تحيا وتملك إلى دهر الداهرين آمين.

4- يا مريم ليس من وسيطة أقوى من شفاعتك للحصول من قلب يسوع على تخفيف عذاب الأنفس المطهرية المسكينة وخلاصها. فالقدّيس برنردوس يدعوك الكليّة القدرة، وأنت بذاتك صرّحت للقدّيسة بريجيتا: بأنّك أمّ لكلّ الأنفس الرحومة، وصلاتك تسكن آلامها، فلا عجب بذلك. ألست أنتِ يا سيّدة القلب الأقدس أمّ الأيتام، ومعزيّة الحزانى، وملجأ التاعسين، ومحامية كلّ المتألّمين والتائبين؟ ومن الذي يتألّم أكثر من النفوس المطهريّة؟ ومن الذي يستحقّ حنانك الوالديّ أكثر منها؟ فارمقيها إذًا بنظرك العطوف، خصوصًا أنفس والدي والمحسنين إليّ وأصدقائي وكلّ أعضاء أخويّتك.

أذكري يا مريم أنّ تلك النفوس أحبّتك على الأرض، وأنّها كانت عروسات ابنك الإلهيّ، ومعدّة للسعادة الأبديّة، قدّمي للعدل الإلهيّ بدل ألمها استحقاقات القلب الإلهيّ الغير المتناهية، واستحقاقاتك، واستحقاقات جميع القدّيسين. أسألك يا سيّدة القلب الأقدس أن تستجيبـي صلاتي الحقيرة، وتحصلي من قلب ابنك الإلهيّ على تعزية تلك الأنفس، حتّى تتمتّع بأقرب وقت بفرح السعادة الأبديّة في السماء. آمين.

مواضيع ذات صلة
تعليقات
  1. جريتا درزي

    مفيد جدا ان نعلم عن النفوس المطهرية حتي نصلي من اجلهم امين يا رب ارحم جميع الاموات

  2. غير معروف

    يا رب انا غير المستحقه والخاطئه امامك اطلب غفرانك عن هفواتي لكي تستجيب الى طلبي بصﻻتي عن نيه كل اﻻنفس الموجودة في المطهر لكي تخلصها من عذاباتها شكرا لك يا يسوع الطفل

  3. زكي

    أيها الرب يسوع أني احتاج إليك .. أشكرك من اجل موتك على الصليب من اجل خطاياي
    انا اعترف بخطاياي وأتوب عنها .
    افتح الان باب قلبي واقبلك مخلصآ وربآ على حياتي .
    تربى على عرش حياتي واجعلني ذلك الانسان الذي تريدني ان أكونه.
    أرح جميع الانفس المتألمة في المطهر وخلصها
    أمين ?

  4. SSO

    Que la paix du seigneur Soit avec eux . Amen

  5. غير معروف

    آمين… يايسوع اني اثق بك

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.