كتاب آلام يسوع المسيح كما رواها لكاتالينا

31٬412

يهوذا يسلم يسوع

بعد أن أراحني رسول أبي، رأيت يهوذا يقترب مني ويتبعه كلّ الذين سيعتقلونني. كان لديهم حبال وعصي وحجارة … تقدّمت نحوهم وسألتهم ” عن من تبحثون ؟ ” وبينما يهوذا يربت على كتفي، قبّلني …! نفوس كثيرة جداً خانتني وستخونني بثمن لذّة تعسة، لأجل لذّة مؤقتة وعابرة … يا لها من نفوس مسكينة، تلك التى تبحث عن يسوع، كما فعل هؤلاء الجنود. أحبائي؛ يا من تأتون وتأخذوني فى أحضانكم، يا من تخبروني مرات عديدة أنكم تحبونني… هل ستسلمونني بعد أن تلاقوني؟ في المواضع التي ترتادونها هناك الأحجار التي تجرحني، هناك المحادثات التي تهينني، وأنتم، يا من تتناولوني اليوم، أنكم تفقدون بهاء النعمة الجميل هناك.

لماذا تسلّمني النفوس التي تعرفني بهذه الطريقة بينما تفتخر في أكثر من مناسبة بأنها نفوس نقية وتتباهى بأعمال المحبة؟ تتباهي بكلّ الأمور التي من الممكن أن تساعدكم حقاً على اكتساب استحقاقات أعظم… لكنها ليست سوى ستار لإخفاء جرائمكم لاكتناز خيرات الأرض؟ تيقظوا وصلّوا! قاتلوا بلا راحة ولا تجعلوا ميولكم السيئة وعيوبكم تصير مألوفة لكم. أنظروا، أنه لمن الضروري اقتلاع العشب كلّ سنة وإن أمكن حتى خلال المواسم الأربعة. يجب أن تفّلحوا الأرض وتنقوها. يجب أن تجعلوها أفضل وتهتموا بنزع الأعشاب الضارة التي تنبت فيها. هكذا عليكم أيضاً أن تعتنوا بالنفس عناية كثيرة ويجب أن تقوّموا الميول الملتوية.

لا تظنوا أن النفوس التي تخونني وبذلت نفسها لخطية مهلكة، أنها قد بدأت بخطية مهلكة. عادة ما يبدأ السقوط العظيم بأمر قليل، بأمر تتمتع به النفس، بضعف، بقبول للمحظور، بلذّة غير محرّمة لكنها غير لائقة بالمرة… بهذه الطريقة، تبدأ النفس فى إعماء نفسها، وتضعف في النعمة، وتقوّي المشاعر، وفى النهاية، تنهزم. افهموا هذا: إن كان من المحزن أن أتلقي الإهانةً والجحود من أيّ نفس، فأن الحزن يكون أعظم عندما يحدث هذا من أحبائي، من النفوس المختارة. ومع ذلك، بإمكان الآخرون أن يعوضونني ويعزّونني.

أحبائي، يا من اخترتهم ليكونوا موضع راحتي، ليكونوا بستان أفراحي، إني أتوقّع منكم حنان أعظم، وداعة أكثر، والكثير الكثير من الحبّ. أتوقّع منكم أن تكونوا البلسم الذي يداوي جراحي، أتوقع منكم أن تنظفوا وجهي الذى جعل قبيحاً وقذراً؛ أتوقع أن تساعدوني أن أهب النور لعديد من النفوس العمياء التي تعتقلني في ظلمة الليل وتقيدني لتسلمني للموت. لا تتركوني وحيداً… استيقظوا وتعالوا، فأن أعدائي قد وصلوا! عندما اقترب الجنود قلت لهم ” ها أنا! ” هذه الكلمات نفسها أكرّرها للنفس التي على وشك السقوط فى الإغراء وأقول لها “ها أنا ” ما زال هناك وقت وإن أردت، فأنا سأغفر لك. وبدلاً من أن تقيديني بحبال الخطية، سأقيدكم أنا بأواصر المحبة. تعالي، أنا الذي يحبّك؛ الذى يشفق كثيراً على ضعفك؛ الذي ينتظر بلهفة أن يستقبلك في أحضانه.

إن حادثة أسري لهي اختبار جيد له أهمية كثيرة. إن لم يوجه بطرس تلك الضربة لملخس، لما كان عندي فرصة لألفت انتباهك للطريقة التى أريدكم أن تستخدموها فى النضال من أجلي. حينئذ استخدمت مثل لأحذر بطرس وأعدت لملخس أذنه لأنني لا أحبّ العنف، بكوني إله الحريّة. لكن لاحظوا إنني حذرته من فعل هذا، لقد أظهرت لبطرس رغبتي الراسخة أن تكتمل آلامي وجعلته يتأمّل حقيقة بأنّني إن أردت، لكان الأبّ يدافع عنّي بملائكته. أنظروا كم عدد الأشياء في حادثة واحدة فقط؟ لكن الشيء الأساسي هو الدرس الذى كان لا بدّ أن أعطيه لكم جميعاً حول قتال أعدائكم. من هو مثلي سيفعل هكذا؛ أنه سيسمح لنفسه أن تؤخذ حيثما يريدون أخذه، لأنه سينال في لحظات القوة التي لا تلتمس من قبل العالم ولا بالخبرة البشرية ولا بذكاء محبة الذات.

كلا، من هو مثلي سيظل في الوضع حيثما وضع وسيتلقّى قوّة غير معلومة لكنها نشطة ليسيطر على معوّقات نموه. تلميذي الحقيقي يفعل الأشياء الأقل احتمالا بدون أدني اعتراض على نواياي له. إن العالم يرضي نفسه بالصفات المميّزة، بالبراعة، وبإظهار تفوقه. هذه هو الروح الذي قاتلته وغلبته. لهذا أقول لكم أن تتشجعوا، لأني لكوني غلبته، فالعالم لا يستطيع أن يفعل شئ لقطع اتحادكم معي الآن بشرط أن لا تتّحدوا أنتم معه. إن اتحدتم به، سيكون عليكم أن تعانوا من النتائج، بالإضافة إلى صعوبات أننى سأعارض أن تغلبوه بأسلحة العالم، مرات عديدة سيكون عليكم أن تكونوا خصوم للعالم ولي، للعالم بسبب حبّه الأناني، ولى بسبب الحبّ النقي، بسبب محبّة خيركم الحقيقي.

لذا، لا ضربات مثل ضربة بطرس لآذان أعدائكم بدون قبول كامل للكأس الذي أقدّمه لكم. الكأس الذى يجب أن تروا فيه إرادتي كما رأيت أنا إرادة أبي عندما سألت بطرس الحبيب ” ألا تريدني أن أشرب من هذا الكأس الذي يعطيه أبي لى ؟ ” تأمّلوا دائماً فى آلامي، لكن تغلغلوا بعمق فى روحي واحصلوا على الانطباعات الني تفيدكم والتى تحرّضكم على أن تقتادوا بى. بالطبعً، أنا من يفعل هذه الأشياء فيك لكنّكم يجب أن تطبقوها على أنفسكم، وبعد ذلك ستنجزون ما أقوله. آه! لو يستطيع الإنسان أن يفهم هذا الجانب من آلامي! لكم كان سيكون أسهل أن يثمر وأن يعيش حياتي مرة آخرى!

تقدموا يا أبنائي، فكلّ شيء إنما هو سؤال عن المحبّة وليس عن أي أمر آخر. عن المحبّة وعن عملي الذي أريد أن أتممه فيكم، وعن محبتكم لى دائماً. توقّفوا عن التفكير على نحوٍ بشري؛ افتحوا أذهانكم إلى عالمي، إلى خاصتي الذين معكم. هذا هو المهم! أنكم لي لثلاثة أسباب: لأني خلقتكم من لا شيء؛ لأني خلّصتكم؛ ولأنكم ستتلقّون جزء من تاج مجدى. لهذا يجب أن تتذكّروا أنّني أهتمّ بكم لهذه الأسباب الثلاثة، وبأنّني لا يمكن أن أفقد اهتمامي بمن خلقتهم وبمن خلّصتهم وبمن سيكونون مجدى. أنكم تقصدون هذا الطريق ولابد أن تجتازوه بالكامل. كما كان الوضع لي، أنه لن يكون مفيد لكم فقط بل ولكثيرين من إخوتكم الذين يجب أن يتلقّوا منّي النعمة والحياة من خلالكم.

تقدّموا، لأني أبتهج بذلك؛ تعلّموا، لأن الحبّ يريد أن يستحوذ عليكم بالكامل. إني أمنحكم بركتي، بركة مليئة بالوعد. أمنحها لكم جميعاً بالقدرة التي تمتّعت بها كإنسان، قدرة هى لكم، وفرح بإنّني سأجازيكم بجائزة، جائزة ستؤكّد لكم حبّي اللانهائي لكم. لقد حانت ساعتي؛ الساعة التى ينبغي أن أكمل فيها التضحية، فأسلّمت نفسي للجنود بوداعة الحمل.

يسوع يؤخذ إلى قيافا

لقد أقتادوني أمام قيافا، حيث استقبلت بالسخرية وبالإهانات. صفعني أحد جنوده على خدّي. تلك كانت الضربة الأولى التى تلقّيتها والتي رأيت فيها الخطية الهالكة الأولى لكثير من النفوس التي بعد أن تعيش في النعمة تقترف تلك الخطية الأولى … خطايا أخري كثيرة تتبع الخطية الأولى تلك، أنها تؤدى كنموذج كي تقترفها نفوس أخرى أيضاً. تلاميذي تخلّوا عنّي وبطرس ظل مختبئاً خلف سياج، يراقب بين الخدم، متأثراً بحب الاستطلاع.

لقد كنت بين رجال يسعون فقط لتكويم الجرائم ضدّي، التهم التي يمكن أن تحثّ غضب مثل هؤلاء القضاة الأشرار أكثر. لقد تراءت لى هناك وجوه كلّ الشياطين وكل الملائكة الشريرة. لقد اتهموني بإقلاق النظام، بالتحريض وبأنني نبي كذاب، بالتجديف وبانتهاك حرمة السّبت. فاهتاج الجنود بسبب تلك الافتراءات فصاحوا وتوعّدوني. حينئذ صرخ صمتي وارتجف جسدي بالكامل. أين أنتم يا تلاميذي ورسلي، أين أنتم يا من كنتم شهود عن حياتي وعن تعاليمي ومعجزاتي؟ من كلّ الذين كنت أنتظر منهم برهان الحبّ، لم يكن هناك أحد ليدافع عني. لقد كنت وحيدا ومحاطا بالجنود الذين يريدون افتراسي كالذئاب.

تأمّلوا كم أساؤوا معاملتي: أحدهم يصفعني على وجهي، آخر يبصق لعابه القذر عليّ، آخر يلوى عنقي ليسخر مني؛ آخر ينتزع لحيتي؛ آخر يعتصر أصابعي بين ذراعيه؛ آخر يضربني فى أعضاء رجولتي بركبته، وعندما وقعت، أقامنى اثنان منهم من شعري.

إنكار بطرس ليسوع

بينما كان قلبي يتقدّم ليعاني من كلّ هذه المحن، بطرس، الذي عيّنته قائدا ورئيسا للكنيسة والذي وعد قبل ساعات أن يتبعني حتى الموت، أنكرني ردّاً على سؤال بسيط وجه إليه والذي كان من الممكن أن يخدمه بتقديم شهادة عنّي. ولكون الخوف استولى عليه لدرجة أكبر، عندما تكرر السؤال أقسم بأنّه لم يسبق أن عرفني ولا أنه تلميذي. وعندما سئٌل للمرّة الثالثة، أجاب بلعنات رديئة. أبنائي الصغار، عندما يحتجّ العالم علي، والتفت نحو نفوسى المختارة، وأرى نفسي متروكاً ومنكراً، أتعرفون كم عظيماً يكون الحزن والمرارة في قلبي؟

سأخبرهم كما أخبرت بطرس: أحبائي، يا من أحبّبتهم كثيراً، ألا تتذكّرون اختبارات الحبّ التي قدمتها لكم؟ أنسيتم بأنّكم مرات كثيرة وعدتم بأنّ تكونوا أمناء وبأن تدافعوا عنّي؟ أنكم لا تثقون بأنفسكم لأنكم تائهين؛ لكن إن جئتم باتضاع وبثقة قويّة، بلا خوف؛ فأنكم ستجدون مساندة قوية.
أحبائي، يا من تعيشون محاطين بعديد من الأخطار، لا تدخلوا إلى فرص الخطيئة من خلال حب الاستطلاع العقيم؛ احترسوا، فأنكم ممكن أن تسقطوا مثلما سقط بطرس.

وأنتم يا من تعملون في كرمي، إن أحسستم بأنكم متأثرين بحب الاستطلاع أو ببعض الأقتناع الإنساني، سأقول لكم أهربوا. لكن إن كنتم تعملون لأجل الطاعة ومدفوعين بغيرة من أجل النفوس ولأجل مجدى، لا تكونوا خائفين. فأنا سأدافع عنكم وأنتم سترحلون غالبين.
حبيبتي، إنني أعلّمك قليلا قليلا وبكثير من الصبر. أنني أتعزّى بالتفكير بأني لدى تلميذة متلهّفة أن تتعلّم. هكذا، أنسي إهمالك وأخطائك. إن نظرت في الخيلقة لأجل أجمل الأسماء لأدعوك بها، فلا تخافي. لماذا تكتميهم؟ فليس للحب حدود.

يسوع يؤخذ إلى السجن

فلنستمرّ فى هذه القصّة المؤلمة، التى ستدبرين أمر توصيلها للناس بقدر ما تستطيعي. أنني سأنيرك عن الطريقة التى يجب أن تسلكيها. عندما اقتادني الجنود للسجن، كان بطرس نصف مختبئ في أحد الأفنية ضمن الحشود. تلاقت نظراتنا؛ عينيه تحيّرت، لقد كان ذلك لجزء من الثانية ومع ذلك أخبرته بالكثير! … لقد رأيته يبكي بمرارة بسبب خطيته فقلت له بقلبي ” لقد حاول العدو أن يمتلكك لكنّي لم أتخلّى عنك. إننى أعلم أنّ قلبك لم ينكرني. كن مستعد لمعركة اليوم الجديد، للمعارك المتكررة ضد الظلمة الروحية وأعد نفسك لتلقي أخبار جيدة. إلى اللقاء يا بطرس”

كم من مرّة أنظر نحو النفس التي أخطأت، لكن هل تنظر هى أيضاً إلىّ؟ ليس دائماً تلتقي أعيننا. كم من مرّة أنظر إلى النفس وهي لا تنظر إلّي؛ أنها لا تراني؛ أنها عمياء …. إني أدعوها باسمها وهي لا تجيبني. أرسل لها الحزن، الألم، كي ما تستطيع أن تنهض من نعاسها، لكنّها لا تريد أن تستيقظ. أحبائي، إن لم تنظروا للسماء، فأنكم ستعيشون ككائنات محرومة من الحافز. أرفعوا رؤوسكم وتأمّلوا المسكن الذي ينتظركم. أبحثوا عن إلهكم وأنتم ستجدونه دائماً بأعينه مثبّتة عليكم، وفي نظرته ستجدون سلاماً وحياة.

تأمّلوني في السجن حيث قضيت جزء عظيم من الليل. جاء الجنود ليهينوني بالكلمات والتصرفات، لقد دفعوني وضربوني وسخروا من حالي كإنسان. قرب الفجر سئموا مني وتركوني وحيداً مكبلاً في غرفة كريهة الرائحة ورطبة ومظلمة، مليئة بالجرذان. لقد قيّدوني بطريقة بحيث كان لزاماً علّي أن أقف أو أن أجلس على حجر مدبب كان كل ما أعطوه لى كمقعد. جسدي المتوجّع خدّر تقريباً من البرد. فتذكّرت آلاف المرات التى كانت تغطّي فيها أمّي جسدي عندما أشعر بالبرد… فبكيت. فلنقارن الآن الهيكل بالسجن، وقبل كل شيء، بقلوب البشر. في السجن قضيت ليلة واحد … كم عدد الليالي التى أقضّيها في الهيكل ؟

في السجن جرحني الجنود لكونهم أعدائي، أما فى الهيكل فأني أعامل بشكل سيئ وأهان من قبل نفوس تدعوني أبّيها. في السجن كنت حزينا وخجلانا وجوعانا ونعسانا وبردانا ومتوجّعا ومتروكا ووحيدا. لقد استطعت أن أرى على مدى الزمن كيف فى كثير من الهياكل لن يكون عندي سترة الحبّ. كثير من القلوب الباردة ستكون لي مثل ذلك الحجر الذى في السجن! مرات عديدة سأكون عطشان للحبّ، عطشان للنفوس! أيام عديدة سأنتظر لمثل هذه النفس كي تزورني، كي تلاقيني في قلبها لأني قضيت الليلة وحيداً وفكّرت بتلك النفس كي تروي عطشي! مرات عديدة سأشتاق لأحبائي، سأشتاق لوفائهم، لكرمهم!

هل يعرفون كيف يهدّئون هذا الشوق؟ أنهم سيهدئونه عندما يكون عليهم أن يخضعوا لبعض الآلام، هل سيعرفون أن يقولوا لى ” أن نكون معك في وحدتك فهذا سيساعد على تخفيف أحزانكم ؟ “، وليتكم على الأقل تتحدوا بى، وطالما أنكم تعزّون قلبي، فأنكم ستطوقونه بالكامل بالسلام وسيتقوي. في السجن أحسست بالخجل عندما سمعت الكلمات المروّعة التي قيلت عنيّ، وذلك الخجل إزدادت عندما رأيت أنّ هذه الكلمات نفسها سيكرّرها أحبائي فيما بعد.

عندما صفعتني تلك الأيدي القذرة والكريهة على وجهي وضربتني، رأيت كم من مرّة سأصفع وأضرب من عديد من النفوس التى تتناولني دون أن تطهر نفسها من خطاياها، بدون تنظيف مسكنها باعتراف جيد، إن تلك الآثام المألوفة تضربني مراراً وتكراراً. رأيت عندما سيجعلونني انهض بدفعي، بكوني بلا قوة وبسبب السّلاسل التى تقيدني، سأسقط على الأرض. رأيت كيف أن كثيراً جداً من النفوس التى تقيدني بسلاسل الجحود، ستتركني اسقط على الأحجار مجدّدين خزيي ومطيلين وحدتي. نفوسي المختارة، تأمّلوا عريسكم في السجن. تأمّلوني فى ليلة الألم تلك وخذوا فى الأعتبار أنّ هذا الألم يطوّل في خلو عديد من الهياكل وفي برودة الكثير من القلوب.

إن أردتم أن تعطوني برهان عن محبّتكم، افتحوا قلوبكم لأستطيع أن أجعلها سجني. قيدوني بسلاسل محبّتكم. غطّوني بوداعتكم؛ أطعموني بحنانكم. أروا عطشي بتوهجكم. عزّوا حزني ووحدتي بمشاركتكم الأمينة. لاشوا خجلي بنقاوتكم وبنواياكم الصادقة. إن أردتم أن أستريح فيكم، تفادوا اضطرابات عواطفكم وفي صمت نفوسكم، سأنام بسلام. من وقت لآخر ستسمعون صوتي يخبركم بعذوبة: عروسي، لكونك الآن موضع راحتي، فأنا سأكون موضع راحتك إلى الأبد. إليكم، يا من تزوّدوني بقلوبكم كسجن بكثير من التكريس والحبّ، أعدكم بأنّ مكافأتي ستكون بلا حدود، والتضحيات التي قدمتموها لى أثناء حياتكم لن تجعلكم فى الموازين لأسفل.

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.